حديقة للطلائع أم للاستثمار؟!
طرطوس – البعث
لسنوات طويلة ظلت حديقة الطلائع التي تتوسط حي الرمل والغمقة الغربية السكنية المكتظة في مدينة طرطوس تشكل رئة ومتنفساً وملعباً آمناً هادئاً لعائلات وأبناء الحي إلى اللحظة التي تفتقت عيون مجلس المدينة قبل سنوات على الاستثمار لتتحول بعدها الحديقة خلافاً للغاية التي أنشئت لأجلها إلى مقاسم استثمارية لمطعم ومقهى وملعب رياضي عدا التجاوزات المجانية على مساحة التراخيص الممنوحة والأكشاك التي تزنر زواياها حتى صار الزوار ضيوفاً غير مرغوب بهم إذا لم يدفعوا!.
ترافق ذلك مع تدني سوية مرافقها العامة من حمامات معطلة تفوح منها الروائح النتنة إلى الانتشار الكثيف للبعوض والقوارض التي تسرح وتمرح إلى تكديس مخلفات وقمامة المستثمرين عند مدخل الحديقة الجنوبي بدل أن يتحملوا وزر ترحيلها إلى الغياب الكامل للإنارة لتحول معها في الليل إلى غابة مقفرة إلى التكسير والتحطيم المتعمد لمقاعدها البيتونية من قبل بعض المستثمرين كأسلوب مكشوف لجذب الزبائن حتى صارت الحديقة ملاذاً آمناً للخلوات المشبوهة!؟.
رئيس قسم الحدائق بمجلس مدينة طرطوس بدا منزعجاً من الاستثمارات التي أساءت للحديقة رغم أنها تعتبر متنفساً لعدد من الأحياء إلى جانب أربعين حديقة تخدم بقية أحياء طرطوس وطلب مساعدة “الصحافة” لمعالجة الإساءات التي يتسبب بها بعض أصحاب الأكشاك مع الجهات ذات العلاقة. أما مدير مدينة طرطوس فأوضح أن بعض الاستثمارات شارفت على الانتهاء ولا بد من إعادة النظر بها، وستتم معالجة جملة الملاحظات بعد زيارة ليلية مفاجئة وقت الذروة.