200 مليون دولار على طاولات حوار استثماري في اللاذقية
اللاذقية – مروان حويجة
انطلقت مساء أمس في اللاذقية أعمال ملتقى رجال الأعمال الرابع حول “المحفّزات الاستثمارية في سورية ما بعد الحرب ” الذي تنظمه مجموعة أورفه لي بمشاركة واسعة من رجال أعمال وبنوك وشركات تأمين وقطاعات أعمال بهدف المساهمة في تنشيط الاقتصاد الساحلي واستكشاف الفرص الاستثمارية الكامنة فيه بما يسهم في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانته .
وأوضح وزير المالية الدكتور مأمون حمدان أن هذا الملتقى يهدف إلى دفع العجلة الاستثمارية والمحفّزات الحكومية المتاحة لدعم رجال الأعمال والمستثمرين والصناعيين والتجار والحرفين وكافة المشتغلين والمستثمرين في القطاعات الزراعية والحرفية بما يعكس إرادة السوريين في إعادة بناء ما دمّرته و ما خرّبته الحرب ولفت إلى أن هذه المشاركة الواسعة من المستثمرين تعبير منهم على قدرتهم و مساهمتهم في العملية الإنتاجية والاستثمارية برغم كل تحديات الحرب الراهنة وأشار وزير المالية إلى توفير العديد من المحفّزات الاستثمارية من قوانين وتشريعات وأنظمة وإجراءات تمّ اتخاذها مؤخرا بمشاركة المجلس الاستشاري الذي يشارك فيه رجال الأعمال ومن هذه التسهيلات تخفيض الرسوم الجمركية على كل مستوردات المواد الأولية اللازمة للصناعة وقانون السماح باستيراد جميع الآلات اللازمة للعملية الإنتاجية والصناعية وهي معفاة بالكامل من الرسوم الجمركية والسماح للصناعيين باستيراد الآلات غير الجديدة إضافة إلى العديد من القوانين والمراسيم الكثيرة وقرارات دعم استثمار وتنمية القطاع الزراعي والإنتاج الحيواني وإعفاء جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي من الضرائب ورسوم الإنفاق الاستهلاكي لصادرات الصناعيين ودعم المصدّرين من خلال إعفاء جميع الاستثمارات الزراعية من الضرائب ودعم المصدّرين بأجور النقل و الشحن .
من جهته محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم أشار إلى تنامي المشروعات الاستثمارية في المحافظة والتوسع المتسارع في تا÷يل البنى الخدمية الداعمة للبيئة الاستثمارية بالتوازي مع اتخاذ المحافظة حزمة تسهيلات لتشجيع الاستثمارات بأنماطها وأشكالها المختلفة وتفعيل الإطار التشاركي في القطاع الاستثماري داعيا إلى التحوّل نحو فكر صناعة الاستثمار وأساسها العلم والتخطيط والمراقبة والتقييم والتسويق وهذه الصناعة تنطلق من مأسسة العمل وعلمية تطبيقه .
الدكتور مدين دياب مدير عام هيئة الاستثمار السورية أوضح أن الهيئة تسعى إلى تنفيذ توجيهات الحكومة بدعم الاقتصاد الوطني الحقيقي وتشجيع العملية الاستثمارية ووضع لإطار تشريعي عصري مرن يكون بمثابة مرجعية وحيدة عبر قانون موّحد للاستثمار وبالتوازي مع ما ستطرحه هيئة الاستثمار السورية من مشاريع كثيرة حيث ستطرح الهيئة عددا من الفرص الاستثمارية التي تناسب منطقة الساحل حيث جهزت الهيئة خريطة استثمارية للساحل بحوالي 15 فرصة تزيد تكاليفها الاستثمارية الإجمالية عن 200 مليون دولا في عدد من المجالات والقطاعات كالصناعات الاستخراجية والتحويلية وفي قطاع البناء والتشييد وفي قطاعي التجارة والسيحة كالفنادق والمنتجعات السياحية .
وبدوره نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة اللاذقية المهندس ماهر زين أوضح أن الملتقى دلالة نوعية على أهمية الاستثمارات ونقطة ارتكاز لاستقطاب المستثمرين في اللاذقية بما تمتلكه من المقومات والميزات والعوامل الجاذبة للاستثمار في مختلف القطاعات وذلك لتحقيق الانطلاقة المرجوة في المجال الاستثماري والاقتصادي .
وبين عبد الوهاب أورفه لي المدير العام لمجموعة أورفه لي / الجهة المنظمة للملتقى بيّن في كلمته أن إطلاق الملتقى في محافظة اللاذقية جاء بعد نجاح الملتقيات الثلاثة السابقة ونظرا لما تتمتع به المنطقة الساحلية من مزايا جذب استثماري سيما في قطاعات السياحة والنقل البحري والتجارة والخدمات والصناعات الصديقة للبيئة.
وفي كلمته ركّز المهندس سامر اسماعيل ممثل شركة فوز الراعي الماسي للملتقى على أهمية دعم عملية التنمية الاقتصادية وحركة السوق التي تتطلب توظيف جميع إمكانات المجتمع وخبرات القطاعين العام والخاص وطاقاتهما ومواردهما وذلك ضمن عملية إقامة المشاريع وإطلاقها ومناقشة الحاجة لوضع وتطوير التشريعات والنظم والقوانين لبناء المؤسسات الاقتصادية التي تجسّد النماذج التشاركية .
وذكر مدير عام هيئة التطوير والاستثمار العقاري الدكتور أحمد الحمصي أن الهيئة تسعى لإطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة التي تستهدف البنى التحتية عبر مشاريع استثمارية تشاركية وغيرها من المشاريع السكنية والخدمية والترفيهية .
وعقد الملتقى جلسته الأولى حول المحفّزات الاستثمارية في مرحلة ما بعد الحرب شارك فيها وزير المالية الدكتور مأمون حمدان ومحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم ورئيس غرفة تجارة وصناعة اللاذقية الدكتور كمال الأسد ورئيس غرفة الملاحة البحرية السورية عبد القادر صبره ورئيس مفوضي هيئة الأوراق المالية الدكتور عابد فضلية وتناول في الجلسة الثانية الاستثمارات في القطاعات السياحية والصناعية والزراعية في الساحل السوري وتمّ في الجلسة الثالثة عرض مشاريع خاصة من رجال وسيدات الأعمال .. ويواصل الملتقى أعماله اليوم الخميس بإقامة اربع جلسات حول المحفّزات الاستثمارية .