مباحثات برلمانية سورية إيرانية.. ووثيقة شاملة للتعاون الاقتصادي الارتقاء بالعلاقات وتطوير التعاون في المجالات كافة
دمشق- علي يوسف:
بحثت جمعية الصداقة السورية الإيرانية، ولجنتا الأمن الوطني والشؤون الخارجية والعربية والمغتربين في مجلس الشعب مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران علاء الدين بروجردي، والوفد المرافق أمس سبل تعزيز وتطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين الصديقين.
وأكد رئيس لجنة الأمن الوطني بالمجلس فيصل الخوري أهمية تطوير العلاقات السورية الإيرانية في كل المجالات، وتوقيع الاتفاقيات التي تقوي هذه العلاقات، ولا سيما الاقتصادية منها، والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية، منوهاً بالدور الكبير الذي قامت به إيران في الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم صموده منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية.
من جانبه لفت بروجردي إلى عمق ومتانة علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين الشعبين الإيراني والسوري، مبيناً ضرورة تسريع وتيرة تطوير كل مجالات التعاون المشترك، وأعرب بروجردي خلال اللقاء عن استعداد بلاده لنقل تجاربها وخبراتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والعلمية والثقافية إلى الجانب السوري، وبذل قصارى الجهود في سبيل إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية على سورية، مشيراً في هذا الإطار إلى أن عدداً من المسؤولين الإيرانيين سيزورون سورية في المستقبل القريب للتوقيع على الوثيقة الشاملة للتعاون الاقتصادي.
بدورهم أشار عدد من أعضاء اللجان في المجلس إلى أهمية تنشيط وتيرة اللقاءات الثنائية لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين الصديقين. حضر اللقاء السفير الإيراني في دمشق جواد ترك أبادي.
وفي مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام بارك بروجردي بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في ميادين القتال، والذي بات قادراً على تحقيق المزيد من الانتصارات حتى تحرير باقي المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، مؤكداً أن إيران تنظر إلى سورية على أنها الخط الأول في محور المقاومة، ونحن متواجدون في سورية كما حصل في العراق، ولفت إلى أن أمريكا وعدداً من الدول الأوروبية لهم دور كبير في الحرب على سورية، وقاموا بتدريب عشرات الإرهابيين لفرض هذه الحرب على الشعب السوري، والهدف كان إحداث تغيير في سورية، وإضعاف محور المقاومة.
وقال: نظراً لانتصارات الجيش السوري فإن الكلمة الوحيدة التي يجب أن تطلق ضد أمريكا هي ” الهزيمة”، لأنه منذ بداية الحرب على سورية، أكد الجميع أنه لا حل عسكرياً، بل الحل الوحيد هو الحل السياسي وعبر مفاوضات سورية- سورية، وأن الحل من خارج سورية مصيره الفشل، وتابع: عندما رأت أمريكا هزيمة الإرهاب بادرت لاستعراض صاروخي بمشاركة بريطانيا وفرنسا لرفع معنويات الجماعات الإرهابية، لكن الدفاعات الجوية السورية أسقطت معظم تلك الصواريخ، وتحولت الضربة إلى هزيمة عسكرية ومعنوية لأمريكا وحلفائها، مؤكداً أن هدف أمريكا من وراء زعزعة استقرار المنطقة هو خلق هامش أمني لـ “إسرائيل”.
وأكد أن سورية دولة مستقلة وعضو مؤسس في الأمم المتحدة، ومن هنا نوضح أن أي تواجد عسكري في سورية دون التنسيق مع الحكومة في سورية يعتبر احتلالاً، ويجب على القوات الأجنبية جميعها مغادرة الأراضي السورية بأسرع وقت ممكن، ورأى أن الأمن المستدام في سورية يرتبط بالأمن الإقليمي، ولعل عودة أهالي المناطق المحررة إلى مناطقهم، كما حصل في حلب سابقاً هو بسبب استتباب الأمن الذي يمهّد لعودة الملايين المهجرين إلى مناطقهم، وقال بروجردي: إن إيران تُدين بقوة سياسة الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لأن هذه الخطوة أثارت موجة سخط كبيرة لدى العالم الإسلامي الذي نحن جزء منه، مؤكداً أن فلسطين ستتحرر، وستعود الحكومة الفلسطينية إلى أراضي فلسطين. وأشار إلى أن ترامب له مطالب مبالغ فيها، فهو دخل بمواجهة اقتصادية مع الصين، ومواجهة سياسية مع روسيا، وهو أيضاً ارتكب مخالفات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، ونحن في إيران قبلنا بتقييد برنامجنا النووي بشرط إلغاء كافة العقوبات، وفي حال عودة تلك العقوبات، فلا يوجد أي مبرر لدى الحكومة الإيرانية لاستمرار البقاء في هذا الاتفاق، وأكد أن إيران يمكنها تخصيب اليورانيوم خلال أيام، لكن خطنا الأحمر هو معارضة امتلاك القنبلة النووية.
وحول تدخل نظام أردوغان العسكري في الأراضي السورية، أكد رئيس لجنة الأمن الوطني في البرلمان الإيراني أن أي تواجد عسكري دون التنسيق مع الحكومة السورية يعتبر احتلالاً حسب القوانين والمواثيق الدولية، وعليه يجب أن تخرج جميع القوات المتواجدة في سورية مهما كان مبرر وجودها.
وفيما يخص بتسريبات الكيان الصهيوني عن وثائق تمتلكها “إسرائيل” عن برنامج إيران النووي، بيّن بروجردي أن نتنياهو يلعب دور وزير دعاية هتلر، وهو يكرر الأكاذيب لتحويلها إلى قناعة لدى الرأي العام، وهذا الكيان يمتلك أكثر من /200/ قنبلة نووية، ويمثل تهديداً للأمن العالمي، ولصرف الأنظار عن نفسه نرى نتنياهو يعرض رسوماً في الأمم المتحدة لخداع العالم، ويعرض صوراً لعدد من الصناديق، ويدّعي فيها وثائق القنبلة النووية، وأكد أن إيران تعارض امتلاك القنبلة النووية، وندعو الأمين العام لوكالة الطاقة الذرية بإجراء تحقيق وزيارة لـ “إسرائيل”، كما ندعو كافة الدول للضغط من أجل نزع الأسلحة النووية من “إسرائيل”.
وفي سؤال لـ “البعث” عن الدعم الاقتصادي الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى سورية، أوضح بروجردي أن هناك مجموعة من المسؤولين الاقتصاديين سيزورون في الأيام القادمة الجمهورية العربية السورية لتوقيع اتفاقيات اقتصادية طويلة الأمد.