معالجة للقوة البدنية
يشارك منتخبنا الوطني هذه الأيام في بطولة آسيا للقوة البدنية التي تستضيفها الهند في مشاركة هامة لهذه الرياضة التي تحظى بخصوصية كبيرة، ومتابعة جماهيرية لابأس بها، بعثة المنتخب إلى الهند شملت لاعبين فقط يشهد لهما بالخبرة والقدرات العالية، ما يجعل إمكانية الصعود لمنصات التتويج أمراً وارداً.
ولكن بنظرة سريعة نجد أن تركيبة البعثة لم تكن منصفة، وهذا أمر سيعيدنا لبداية انطلاقة اللعبة، فالقوة البدنية عاشت فترات من عدم الاستقرار نتيجة تنقلها بين اتحادي رفع الأثقال وبناء الأجسام الذي يشرف عليها حالياً، ما جعل أمر الإشراف عليها لا يقتصر على لجنتها المتخصصة، بل يتبع لاتحاد لعبة، ما أدخلها في صراع صلاحيات جعل خبراتها تبتعد عنها!.
فعلى سبيل المثال رئيس لجنة القوة البدنية لم يوضع اسمه كمشرف على المنتخب، بل تم الاعتماد على أمين السر، في خطوة غير مفهومة الأسباب، فلا يمكن لأحد أن ينكر خبرة وقدرات رئيس اللجنة كبطل ومدرب وحكم في اللعبة، حيث يعد من المؤسسين لها!.
وبالعودة بالذاكرة قليلاً نجد أن بطولة الجمهورية التي جرت مؤخراً، وشهدت أخطاء تحكيمية بدائية كادت تعصف بالبطولة برمتها، لم تجد أية معالجة، وخاصة أن المستوى المعرفي والمعلومات المتوافرة عند الكوادر قليلة، ويعتمد على معلومات عفا عليها الزمن، لأن من يملك الخبرة مبعد، والمجال مفتوح للبعض لأسباب لا تبدو مقنعة.
ومع إدراكنا صعوبة أن يكون للعبة اتحاد خاص بها، فإننا نجد أن هذا الأمر مطلب حق كونها تمتلك اتحاداً دولياً وقارياً معترفاً بهما، وتمتلك بطولات قارية وعالمية، فضلاً عن وجود قانون دولي لها، وممارسين بالآلاف في أنديتنا التي تزخر بأصحاب القدرات الخارقة الذين يبحثون عمن يرشدهم للطريق الصحيح.
وإذا لم يكن إيجاد اتحاد خاص للعبة مطلباً ممكن الحدوث في الفترة الراهنة، فيجب أن يكون هناك تدخل عاجل لإرجاع الحق للخبرات التي فضلت الابتعاد خوفاً من التهميش، فاللعبة يجب أن تتسع لكل أبنائها، ونجاحها مرتبط بعودة المحبة والاحترام لأجوائها.
مؤيد البش