معلومات نتنياهو لا صلة لها بالواقع طهران: موقفنا ثابت ومستعدون لجميع السيناريوهات
مُني رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو بخيبة جديدة في مسرحيته حول النووي الإيراني، فبعد رفض الدول الأوروبية والغربية التسليم بالأدلة التي طرحها، جاء من يصوب على أدائه من الداخل الإسرائيلي عبر الرئيس السابق للموساد داني ياتوم الذي أكد أن الوثائق التي عرضها نتنياهو حول إيران تتعلق بمادة قديمة تعود إلى عام 2015، ناسفاً كل محاولات نتنياهو لتحضير شارعه لأية مواجهة مع طهران، بل إن وسائل إعلام صهيونية رأت في مسرحية نتنياهو تهديداً كبيراً لأمن “إسرائيل” كونه ورطها في تلفيقات غير محسوبة.
أمام هذا يبدو الموقف الإيراني ثابتاً وغير قابل للتغيير رغم كل الضجة التي أحدثها نتنياهو، حيث أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أن إيران مستعدة لجميع الاحتمالات بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، مشيراً إلى إمكانية خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وقال: أعددنا العدة للحالة الجديدة المتوقعة، واتخذنا التدابير اللازمة، ووضعنا عدة سيناريوهات لمواجهة هذا الأمر، ولفت إلى أن الحصار الاقتصادي على بلاده لن يزول، وبالتالي عليها كسره، موضحاً أن المسؤولية في ذلك لا تقع على الحكومة الإيرانية فحسب، بل تقع أيضاً على عاتق الشعب والنخبة الثقافية في إيران.
إلى ذلك تلقى نتنياهو، الذي حاول بأكاذيبه أولاً إقناع الداخل الإسرائيلي بمسرحيته الاستعراضية، صفعة من رئيس الموساد السابق داني ياتوم الذي أوضح أن المعلومات التي قدمها نتنياهو قديمة، ولا صلة لها بالواقع الآن، ولا تثبت أن إيران أخلّت بالاتفاق النووي. بدورها أوردت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن المواد التي عرضها نتنياهو، وادعى أن الموساد أحضرها حديثاً سبق وأن نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها، مشيرة إلى أنه لا يوجد مؤشر واحد يؤكد أن طهران تواصل المشروع منذ توقيع الاتفاق النووي قبل ثلاث سنوات.
وكان ترامب توعد خلال حملته الانتخابية عام 2016 بـتمزيق الاتفاق النووي في حال فوزه بالانتخابات، ثم أعلن قبل أشهر عزمه التراجع عنه، معتبراً أن نواقص خطيرة تخللت الاتفاق، حيث إن تخفيف العقوبات على إيران وفق ترامب لا يتناسب مع تنازلاتها، وأن الاتفاق لم يكن في المصلحة الوطنية الأمريكية.
من جهتها نشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالاً لمحرر الشؤون العالمية جوليان بورغر، قال فيه: إن نتنياهو قدّم عرضاً مسرحياً سيستغله البيت الأبيض للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران رغم المعارضة الأوروبية. وشكك بورغر بطريقة ساخرة برواية نتنياهو بشأن الحصول على المعلومات، وقال: لماذا لم يقدّم نتنياهو ولو وثيقة جديدة واحدة صحيحة تثبت إخلال طهران بالاتفاق، مشيراً إلى أن كل ما قدّم عبارة عن وثائق قديمة أعلنت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011. أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فوصفت ما قدّمه نتنياهو بالعرض المسرحي، موضحة أنه في ظل عدم تقديمه أي دليل على إخلال إيران بالاتفاق النووي منذ سريانه، فإن هدفه التأثير على قرار ترامب المرتقب في الثاني عشر من الشهر الجاري بشأن الاتفاق.