بوتين يتسلم رسمياً رئاسة روسيا لولاية رابعة
“في هذه اللحظة عند استلامي منصب رئيس روسيا أشعر بمسؤوليتي الكبيرة أمام كل مواطن منكم.. أمام روسيا بلد الانتصارات والإنجازات العظيمة.. أمام تاريخ الدولة الروسية وأجدادنا وشجاعتهم وعملهم الجاد ووحدتهم التي لم تقهر ومواقفهم المقدسة تجاه الوطن”.. بهذه الكلمات عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداده لقيادة روسيا مجدداً لولاية رابعة، حاملاً على عاتقه مسؤولية الدفاع عن مصالح روسيا وتحقيق ازدهارها ومجدها وزيادة قدرتها وقوتها.
وخلال مراسم تنصيبه في الكرملين رئيساً لروسيا الاتحادية، أمس، وصف بوتين الفترة الحالية بأنها عصر “التغيير العاصف” الذي يتطلب القيام بخطوات واسعة في مجالات الحياة.
وشدد على أنه يتعين اتخاذ قرارات تاريخية ستحدد مصيرها للعقود المقبلة، وأشار إلى أن تطوير التعليم والصحة وحماية الأمومة والطفولة سيكون من أولويات الدولة في السنوات المقبلة وسيتم استخدام كل الإمكانيات لحل القضايا الداخلية والقيام باختراق تكنولوجي ورفع نوعية الحياة. وقال: روسيا لاعب قوي على الصعيد الدولي وعلينا الآن أن نستغل كل مقدراتنا وإمكانياتنا لحل المهمات الداخلية للتنمية ورفع قدرتنا التنافسية.
وقبيل أدائه اليمين الدستورية، أوضح بوتين خلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة أن المهمة الرئيسية للسنوات القادمة هي زيادة الدخل الحقيقي للمواطنين، مشيراً إلى أن الاقتصاد الروسي نجح خلال السنوات السابقة في تجاوز تحديات مثل هبوط أسعار النفط والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد موسكو وتقلبات الاقتصاد العالمي.
وفي استطلاع للرأي أجراه مركز “ليفادا سنتر” تبين أن 47 بالمئة من المواطنين الروس يعتبرون أن أهم إنجازات الرئيس بوتين تتمثل باستعادة بلادهم صفة الدولة العظمى عالمياً، فيما رأى 38 بالمئة أن استقرار الوضع في شمال القوقاز كان أبرز إنجازاته. في حين أظهر استطلاع آخر أجرته شركة “إيفوب” أن مواطني ألمانيا وفرنسا وإيطاليا يعتبرون الرئيس بوتين أقوى زعيم في العالم.
وفي إجابة على سؤال الاستطلاع حول من هو أقوى زعيم في العالم في الوقت الحالي، فإن أكثر من ثلث الألمان أي بنسبة 34 بالمئة ومثلهم من الفرنسيين و 38 بالمئة من الإيطاليين قالوا: إن بوتين يحتل المرتبة الأولى وشاركهم الرأي ذاته نسبة 26 بالمئة من البريطانيين و23 بالمئة من الأمريكيين.
وبعد إتمام مراسم تنصيب رجل روسيا القوي، قدم بوتين لمجلس النواب مرشحه دميتري مدفيديف لرئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة.
ووفقاً للدستور الروسي، يجب على رئيس الحكومة تقديم الوزراء في مدة لا تتجاوز أسبوعاً، وقدمت الحكومة الروسية التي يترأسها مدفيديف منذ عام 2012 استقالتها، في وقت سابق أمس. ويواصل الوزراء المستقيلون مهامهم، وفقاً للقانون، إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
وستكون المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أول مسؤول دولي يزور روسيا بعد تولي بوتين منصب الرئاسة لولاية رابعة، وفقاً للكرملين.