أوهام حقيقية
“أوهام حقيقة” للكاتب أمين الساطي الذي لم تشغله طبيعة عمله كمهندس مدني عن التحليق في فضاء القصة القصيرة وخباياها الكثيرة وتفاصيلها المثيرة للاهتمام، فهي حسب قوله النافذة التي يحب أن يطل منها على القارئ ليشاركه هذه الأوهام التي رسمتها الحياة أمامنا. يتقسم الكتاب إلى اثتني عشرة قصة صغيرة هي النوم إلى جانب الأعداء، الإشارة، البصارة، البهلول، الرغبة القاتلة، المخطط، النمط، شغف وأوهام، إنهم قادمون، الجزيرة، حب على الفيسبوك، قصة الانهيار.
مما ورد في المقدمة: “إن الرغبات العنيفة التي تختلج في صدورنا لا تلبث أن تسيطر علينا فنصبح عبيداً لها وبالنهاية تقودنا إلى الطريق الذي تختاره لنا بينما يتملكنا في الوقت نفسه الشعور بالعجز عن مقاومتها، هذه كانت مشاعر بطل قصة “الإشارة” لما أخذت تتوضح له حقيقة رغباته المكبوتة بشكل إشارات وأرقام، يشاهدها بشكل طبيعي خلال يومه العادي وأخذ يفسر هذه الرموز بالشكل الذي يشبع تلك الرغبات، من الممتع أن يتخدر الإنسان من أحياناً بالطريقة المناسبة له، ولو لفترة قصيرة ليستمتع خلالها بأوهامه ويستعيد توازنه النفسي في هذه الحياة القاسية لكن الخطورة تتحقق عندما ينفصل الإنسان كلياً عن العالم المحيط به، ويبدأ في تنفيذ هذه الهواجس التي تدور برأسه بشكل عملي على أرض الواقع مدمراً كل من يقف في وجهه.
لكل واحد من أبطال القصص طريقته الخاصة في التعبير والتعويض عن رغباته المكبوتة على الرغم من أنه قد يضطر في بعض الأحيان لاستبدالها برغبات مماثلة، ولكنها أقل حدة منها ليجعلها مقبولة من الأشخاص المحيطين به وليتجنب تهمة الانحراف”.