حراك دبلوماسي لبحث ضمانات استمرار “النووي” ضابط أمريكي: سيناريو العراق يتكرر
بدأت الدبلوماسية الإيرانية حراكها لبحث الضمانات التي تحدثت عنها القيادة الإيرانية لاستمرار بقائها في الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن منه، فكانت بكين أولى المحطات حيث أكد وزيرا خارجية الصين وانغ يي والإيراني جواد ظريف على أهمية الحفاظ على الاتفاق وتوفير كل الظروف لاستمراره، في حين جددت طهران عبر قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري أنه إذا لم تعط أوروبا الضمانات اللازمة بخصوص الاتفاق فإن بلاده ستواصل مسيرة الاكتفاء الذاتي الوطني والصناعة النووية اعتماداً على طاقاتها الداخلية، في حين هددت واشنطن عبر مستشار الأمن القومي جون بولتون بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تخرق نظام العقوبات الأمريكية، فيما كشف مسؤول استخباراتي أمريكي أن واشنطن تعد سيناريو مشابه لغزو العراق لتكراره في إيران.
فقد شدد ظريف خلال زيارته لبكين على الأهمية التي توليها إيران للصين، مبيناً أن الهدف من زيارته هو إجراء محادثات مع باقي الدول المعنية بالاتفاق النووي، معرباً عن أمله في أن تؤدي إلى رسم آفاق مشرقة للاتفاق.
من جانبه قال وانغ إن زيارة ظريف إلى بكين تهدف إلى إجراء مشاورات سياسية مكثفة للحفاظ على الاتفاق النووي وعلى مصالح إيران.
في السياق ذاته أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي انتهاك صارخ للأخلاق والسياسة والطريق الصحيح للدبلوماسية.
وخلال مؤتمر صحفي مع الرئيس السريلانكي اتريبالا سريسينا في طهران أمس أشار روحاني إلى أنه إذا كانت الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق قادرة على الوفاء بالتزاماتها وضمان استمرار تحقيق مصالح إيران فإن هذا الاتفاق سيبقى رغماً عن أنف الولايات المتحدة الأمريكية.
إلى ذلك أكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء محمد علي جعفري أنه إذا لم تعط أوروبا الضمانات اللازمة بخصوص الاتفاق فإن بلاده ستواصل مسيرة الاكتفاء الذاتي الوطني والصناعة النووية اعتماداً على طاقاتها الداخلية، وأشار إلى أن الأوروبيين أعلنوا مراراً بأنهم لا يمكنهم الوقوف أمام إجراءات الحظر الأميركية وقال: لقد منحنا الأوروبيين الفرصة ولكن عليهم أن يعطوا الضمانات لكنني أستبعد أن يفعلوا ذلك لذا ينبغي علينا متابعة مسار الاكتفاء الذاتي الوطني والصناعة النووية بالاعتماد على الطاقات الداخلية، ولفت إلى أن أعداء إيران جعلوا جهودها في مجال الصناعة النووية ذريعة لاتهامها بالسعي لصنع القنبلة النووية وفرضوا الضغوط عليها في حين أن الصناعة النووية هي حاجة أساسية للبلاد، مؤكداً أن أميركا غير جديرة بالثقة في ضوء الإجراء الذي اتخذته لجهة انسحابها من الاتفاق النووي.
في غضون ذلك، رأى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أن الإدارة الأمريكية مع فرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تنتهك نظام العقوبات المفروض على طهران. وأجاب بولتون خلال مقابلة مع قناة “سي إن إن” عما إذا كانت واشنطن ستعاقب الشركات الأوروبية إذا تعاونت مع إيران في انتهاك للعقوبات الأمريكية، قائلاً: نعم ، من الممكن، وهذا يعتمد على سلوك حكومات الدول الأخرى.
إلى ذلك كشف ضابط سابق في الاستخبارات الأمريكية عن خطة واشنطن لبناء أكبر قاعدة عسكرية جنوب العراق والذرائع التي استغلت لغزوه ، مشيراً إلى أن ذات السيناريو يتكرر الآن مع إيران. وقال الضابط السابق جون كرياكو في مقال نشره موقع “كونسرتيوم نيوز” الأمريكي الأحد: “في ربيع عام 2002 كنت في باكستان لمحاربة تنظيم القاعدة، وعدت إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية في أيار من ذلك العام، وعندها أخبرني المشرف على عملي أن قرار غزو العراق اتخذ في البيت الأبيض، وسنغزو العراق لنطيح بنظام صدام في شباط عام 2003 وننشئ أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في جنوب العراق.
وتساءل الضابط كيف يتخذ قرار بشن حرب في وقت لا تزال فيه جبهة أفغانستان مشتعلة ولم يقبض على بن لادن، وأضاف أن مسؤولاً رفيعاً أخبره حينها أن الإدارة الأمريكية ستذهب إلى الأمم المتحدة للتظاهر بالحاجة إلى قرار من مجلس الأمن، لكن القرار الحقيقي بغزو العراق اتخذ بالفعل.
وكان العرض الأخير الذي قدمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما أسماه برنامجاً سرياً إيرانياً للأسلحة النووية مشابهاً لخطاب باول أمام مجلس الأمن الدولي قبل 15 عاماً حين قال للعالم إن لدى العراق برنامج، وكان كذبا أيضاً.
وكالات