انطلاق “أستانا 9” بمشاركة الوفد السوري
انطلقت أمس الجولة التاسعة من محادثات أستانا حول سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور الجعفري ووفود أخرى. واقتصرت النشاطات على لقاءات ثنائية بين الوفود المشاركة على أن يصدر عن الاجتماع بيان ختامي اليوم “الثلاثاء”.
وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة احترام جميع الأطراف من دون استثناء لوحدة أراضي وسيادة سورية وتجنب الاستفزازات التي تعرقل جهود إقامة الحوار السوري، نفى وزير الخارجية المصري نية بلاده إرسال قوات عسكرية إلى سورية، لافتاً إلى أن هذه القضايا غير مثارة في الوقت الراهن.
وفي التفاصيل، عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري اجتماعاً في أستانا أمس مع الوفد الإيراني برئاسة حسين جابري أنصاري كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة في إطار الجولة التاسعة من محادثات أستانا حول سورية.
وتم خلال الاجتماع بحث بنود جدول أعمال محادثات أستانا 9 ومواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين السوري والإيراني إضافة إلى انتهاكات النظام التركي للقوانين والمواثيق الدولية وبعض بنود اتفاقات أستانا ومواصلة دعمه للإرهاب.
كما عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور الجعفري اجتماعاً في أستانا مع الوفد الروسي برئاسة الكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية في إطار الجولة التاسعة من محادثات أستانا حول سورية.
وقال الدكتور الجعفري في تصريح لوسائل الإعلام السورية في أستانا: ناقشنا خلال اللقاءين مسألة استمرار مكافحة الإرهاب تطبيقاً لتفاهمات أستانا وللإرادة المشتركة لدى الأطراف الثلاثة لاجتثاث بؤرة الإرهاب من سورية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وأوضح أنه تمت أيضاً مناقشة المراد من الجولة وما هي النتائج المتوخاة منها وقال: سنتابع المحادثات الثنائية مع البلدين الصديقين روسيا وإيران غداً “اليوم” وسيصار إلى استكمال المشاورات الأخرى من طرفهما مع الأطراف الأخرى الطرف التركي والمشاركين لاستكمال الصيغة النهائية للبيان الختامي الذي سيصدر في نهاية الجولة الحالية.
وكان الوفد الروسي برئاسة الكسندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية عقد اجتماعاً مع الوفد الإيراني برئاسة حسين جابري أنصاري كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة في إطار الجولة التاسعة من محادثات أستانا.
كما عقد الوفدان الروسي برئاسة لافرنتييف والإيراني برئاسة جابري أنصاري اجتماعين منفصلين مع وفد النظام التركي.
إلى ذلك أكد لافرنتييف أن الدول الضامنة لمسار أستانا أكدت من جديد على الحل السياسي للأزمة في سورية عبر الجلوس إلى طاولة مستديرة ورفضت العمل المنفرد.
وقال لافرنتييف في تصريح للصحفيين إن اليوم الأول من الجولة التاسعة شهد محادثات ثنائية ولقاء ثلاثياً بين الدول الضامنة وكانت اللقاءات إيجابية وضرورية لبحث تطورات الوضع على الأرض ويتم العمل على البيان الختامي، وأضاف إن النتائج التي توصلنا إليها كانت إيجابية جداً حيث تعززت عملية مكافحة الإٍرهاب وخاصة ضد تنظيم داعش الذي مازال في بعض المناطق المحاذية للحدود السورية العراقية وضد إرهابيي جبهة النصرة والتنظيمات الأخرى المرتبطة بها مهما حاولت تغيير تسمياتها على كل الأراضي السورية.
وأشار لافرنتييف إلى أن محادثات جنيف حول سورية متعثرة ومن الضروري إيجاد مخرج من هذا الطريق المسدود وقال: يتم عقد مشاورات بين الوفود والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وبناء على ذلك سنطور بشكل مشترك خطواتنا الإضافية لكسر الجمود في جنيف، معرباً عن أسف روسيا لعدم مشاركة واشنطن في اجتماع أستانا الحالي، لافتاً إلى أن ذلك يعني رفض تأييد الجهود الدولية للبحث عن حل للأزمة في سورية. وأضاف إن موسكو لا تعتبر أياً من مناطق تخفيف التوتر في سورية ملغاة، وهناك تحول مخطط له في سياق عملية التسوية السلمية في سورية.
وفي وقت سابق أمس أعلن لافرنتييف أن غياب الولايات المتحدة عن الجولة التاسعة لن يؤثر على محادثاتها التي تهدف إلى تحقيق المزيد من الاستقرار في سورية. ونقلت سبوتنيك عن لافرنتييف قوله: إن عملية أستانا تسير كما هو مخطط لها ورؤساء وفود الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) ينفذون تعليمات حكوماتهم، لافتاً إلى أنه لا أحد يشكك بجدوى صيغة أستانا لتحقيق المزيد من الاستقرار في سورية سوى الولايات المتحدة وحلفائها وبالتالي فإن غيابها لن يؤثر على المحادثات.
وكان رئيس المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الكازاخية أنور جايناكوف أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة امتنعت عن إرسال وفد بصفة مراقب إلى المحادثات لافتاً إلى أنه لا يعرف سبب ذلك.
من جهة ثانية قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي بعد مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري في موسكو أمس في إطار اجتماعات صيغة 2 زائد 2 التي تضم وزيري دفاع وخارجية البلدين تطرقنا إلى مقترح الولايات المتحدة إرسال قوات عربية إلى سورية وحسب علمي كان ذلك لهدفين الأول تقاسم مسؤولية الانتهاك المباشر لسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية التي لم تدع الولايات المتحدة أو المشاركين الآخرين بـالتحالف إلى أراضيها أما الهدف الثاني فهو تقاسم العبء المالي وواشنطن تتحدث عن ذلك بشكل مباشر، وأضاف أعتقد أن الجميع يعلمون ماذا وراء هذه الدعوة الأمريكية ونحن نقدر الموقف الذي اتخذته مصر من ذلك.
من جهته نفى وزير الخارجية المصري نية بلاده إرسال قوات عسكرية إلى سورية لافتاً إلى أن هذه القضايا غير مثارة في الوقت الراهن، وقال: إن مصر أوضحت في العديد من المناسبات أن خروج قواتها خارج أراضيها يتبع العقيدة العسكرية للقوات المصرية والتي مهامها الرئيسية هي الدفاع عن الأراضي المصرية وأن خروجها مرهون بإجراءات قانونية ودستورية محكمة ونحن لم نتطرق لهذه القضايا وهي غير مثارة في الوقت الراهن”.
وفي طهران أكد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن الحوار هو الحل الأمثل للأزمتين في سورية واليمن وعلى الجميع المساعدة في ذلك، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة داعش صناعة أمريكية بتمويل من النظام السعودي.
من جانبه أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الجيش العربي السوري أثبت أنه من أقوى الجيوش في المنطقة، وأوضح أن كيان الاحتلال الصهيوني من الناحية الأمنية هش وإذا نوى الاستمرار باللعب بالنار فإنه وأمريكا سيخسران، مشدداً على أن سورية ترد على أي اعتداء إسرائيلي على أراضيها وجيشها أثبت أنه من أقوى الجيوش في المنطقة.