صحيفة البعثمحافظات

مزارعو السلمية يتحسرون على واقع لا يبشر بالخير

حماة – يارا ونوس

لم تعد الزراعة مصدر رزق لأغلب المزارعين، إذ بات هاجسهم الوحيد البحث عن لقمة عيشهم والتوجّه نحو اقتصاد مُنتج بعد تردي الواقع الزراعي، ولاسيّما في ظل ما يواجهه القطاع الزراعي من مشكلات كثيرة مرتبطة بالظروف المناخية والواقع الاقتصادي المتردي.

“البعث” التقت عدداً من المزارعين الذين تحسّروا على زمنٍ كان فيه المزارع قطب الرحى في عجلة التنمية الاقتصادية، مؤكدين أن مردود الزراعة لم يعد يسدّ الرمق، والموسم يتأخر لأسباب كثيرة، أهمها صعوبة استخراج المياه من الآبار لعدم توفر الكهرباء، وارتفاع أجور اليد العاملة، ونقص الوقود والسماد وارتفاع أسعارهما في السوق السوداء، فضلاً عن تكاليف البذار والحراثة، أضف إلى ذلك المبيدات الحشرية والأدوية الفطرية.

رئيسُ الجمعية الفلاحية مزيد الجدعة في ريف سلمية الشمالي أوضح أن المنطقة شبه جافة وقلّة الأمطار ساعدت على ضعف الإنتاج، إضافة إلى أن عدم توفر المازوت من أهم المصاعب التي تواجه المزارع، خاصة وأنّ كمية المازوت قليلة جداً حيث بلغت ثلاثة أرباع الليتر لكل دونم بعل، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الإنتاج التي أرهقت المزارعين، وتكلفة الحراثة التي أصبحت تتراوح بين “١٥” و”٢٥” ألف ليرة للدونم الواحد.

وفي هذا السياق أكد، رئيس الرابطة الفلاحية سالم عز الدين تراجع النشاط الزراعي في المنطقة لعدة عوامل أساسية تعود إلى شحّ الأمطار، وصعوبة تأمين المستلزمات الزراعية والتي تعدّ شبه معدومة، مطالباً بضرورة دعمهم بالمستلزمات من سماد، ومحروقات، وبذار، ومبيدات في بداية الموسم من كل عام، وتخفيض تكاليفها ماينعكس إيجاباً على المزارع وبالتالي على المستهلك.

وأوضح عز الدين أنه في بداية الشهر العاشر سوف تصدر خطة زراعية تتضمن تخفيض المساحات الزراعية لتصبح ٣٠٪ للأراضي البعلية، و6.2٪ للمساحة المروية، إضافة إلى إعادة السماح بزراعة الشعير في مناطق الاستقرار الأولى والثانية.

وحول تسليم المقنن العلفي من مركز الأعلاف قال عز الدين إنّ التوزيع متوقف حالياً ريثما يتمّ إعادة صياغة الجداول الإحصائية.

من جهته، رئيس الجمعية الغنمية بالشيخ هلال محمد العبدو أشار إلى أن سعر الأعلاف لهذا العام ازداد نحو ثلاثة أضعاف ليصل إلى ٧٥٠ ل. س مقارنةً بالعام السابق (٢٥٠ ل. س)، وحتى بذار الشعير بلغ سعر الكيلو  ١٧٠٠ ل. س قابلا للزيادة، وحتى بقايا المحاصيل الزراعية تشهد ارتفاع تكلفتها.

وصرّح العبدو أنه ومنذ ستة أشهر لم يتمّ تسليم المقنن العلفي للمربين، علماً أنه من الضروري توفر مقنن علفي كل شهرين. وبالنسبة لتربية الأغنام بيّن العبدو أن كل رأس غنم أصبح يكلّف 50 ألف ليرة شهرياً، فالمواد الأساسية لتربية المواشي باتت مكلفة كالنخالة والتبن 1500 ل.س إضافة إلى غلاء النقل، والطبابة البيطرية، مما دفع الكثير من المربين للعزوف عن تربية المواشي.