الفارق المحدث
لا شك أن إقامة معرض حلب الدولي في دورته الأولى بعد مضي عام ونصف على تحرير حلب من الإرهاب، وعلى هذا النحو من الزخم والدعم والمشاركة الواسعة محلياً ودولياً شكل تحدياً كبيراً وإنجازاً لافتاً لهذه المدينة التي كانت وستبقى الرقم الصعب في كل المعادلات والحسابات التي شككت بقدرتها على مواجهة كل التحديات والمخاطر التي أفرزتها الحرب الإرهابية الشرسة وإمكانية تعافيها ونهوضها مجدداً، وعودتها المتسارعة لموقع الصدارة والريادة كداعم وحامل ورافع للاقتصاد الوطني، وهو ما تؤكده مجريات ومسارات الخطط والبرامج المدعومة حكومياً وتسارع تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والحيوية على مختلف جبهات العمل والتي أحدثت فارقاً واضحاً وملموساً في خريطة العمل المتكاملة والمتناغمة الداعمة لعملية الاستقرار المجتمعي والنهوض التنموي، والتي رسم جزءاً من هويتها وملامحها المستقبلية معرض حلب الدولي بتنوعه وبعده الاقتصادي والاجتماعي والحضاري في إطار الجهود المبذولة والمشتركة لتدعيم روائز الاقتصاد الوطني.
وبعيداً عن المشاهدات غير المرضية خلال الأيام الأولى للمعرض والناجمة عن سوء في التنظيم والإدارة من قبل اللجنة المنظمة والتي تم تداركها لاحقاً بعد تدخل الجهات المعنية في المحافظة، نجد أن فكرة إقامة المعرض قابلة للاستمرار والتطوير وبما يتفق مع نظرة ورؤية مستقبلية أكثر تطوراً وحداثة، وبما يليق بمدينة حلب كقبلة للاقتصاديين والمستثمرين.
وهو ما يحتم على إدارة المعرض واللجنة المنظمة استثمار وتوظيف نجاح المعرض في دورته الأولى لناحية حجم المشاركة، وتنوع معروضاته وعدد زواره، التحضير للمعرض في دورته الثانية العام المقبل بصورة أفضل وتلافي الأخطاء والعثرات، والأخذ بعين الاعتبار والجدية كل التفاصيل الفنية والتقنية والإدارية، والاعتماد على كوادر ولجان متخصصة وخبيرة في تنظيم المعارض للتعاطي بشكل لائق وحضاري مع هذه التظاهرة وبما يعكس أهميتها الاجتماعية، لا أن يقتصر التركيز والاهتمام على الجانب الربحي وحسب.
ونرى من الضروري تقييم هذه التجربة ودراسة إيجابياتها ومفاعيلها بتأنٍ وبما يؤسس لمرحلة أكثر نهوضاً ونماءً تسهم في تعزيز دور حلب كعاصمة للاقتصاد والصناعة.
معن الغادري