دراساتصحيفة البعث

“إسرائيل” تصعّد حرب الظل.. وتوتر في أروقة واشنطن

 

ترجمة: البعث
عن موقعي “سي بي أس- سي إن بي سي”

تخلّت المؤسسة العسكرية الأميركية عن انحيازها للمهادنة مع إيران وانضمت لتيار جون بولتن، هذا ما أعلنه صراحة جيمس ماتيس وزير دفاع دونالد ترامب عندما تحدّث في مجلس الشيوخ عن استعدادات فوق العادة لمواجهة إيران بكل تشكيلاتها، وتبعه إقرار الكونغرس لمشروع قرار تعزيز التعاون العسكري مع “إسرائيل” وتزويدها بالأسلحة الذكية وغيرها من الأسلحة، بحجة أنها تواجه مخاطر حرب قريبة مع إيران وحزب الله حسب نص القرار.
تكمن الخطورة بأن هناك أحاديث داخل أروقة واشنطن السياسية والعسكرية عن ضمانات بفتح الأجواء السعودية والإماراتية أمام الطيران “الإسرائيلي” في حال المواجهة، ما يعني أن الموقف في واشنطن موحد بخصوص إيران، ولم يعد هناك مراهنة على البنتاغون لكبح جماح ترامب، خاصة وأن كل ذلك ترافق مع إنجاز كبير مزدوج محلي خارجي للرئيس ترامب بتحرير ثلاثة معتقلين أميركيين من كوريا الديمقراطية كبادرة حسن نيّة للقاء المقبل بين زعيم كوريا الديمقراطية وترامب. ولعلّ التصعيد الذي جرى في سورية تزامن مع جميع هذه الأجواء، لكن الحكم على هذا التصعيد يحتاج لمعرفة -في ظل تصريح وزير الحرب “الإسرائيلي” ليبرمان- بأن الأمر لم ينته و”إسرائيل” تعلم أنه لم ينته.
تتحدث بعض الأوساط المطّلعة في أمريكا عن مصيدة كبيرة واستدراج أكبر من حرب الصواريخ السورية- “الإسرائيلية”، وهو ما دفع إيران باتجاه المواجهة عبر تضييق خياراتها وإثارة حفيظة القادة العسكر، وفي هذه الحالة فإن التقديرات العسكرية تقول إن إيران يمكن أن تقلب الطاولة لكنها لن تربح حرباً واسعة في ظل إحاطتها بعشرات القواعد العسكرية، أما التقديرات السياسية فتفيد بأن الأوربيين لن يفاضلوا بأي حال من الأحوال بين “إسرائيل” والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، ورغم أن هذا مطروح على الطاولة إلا أنه لا يزال مستبعداً، لكن يبقى الأهم من كل ذلك قد لا يتعدى كونه استنساخاً للطريقة التي استطاع ترامب فيها جرّ كوريا الديمقراطية إلى طاولة الحوار.
من هنا يتمّ تفسير حملة الضغط الكبيرة المترافقة بتهديدات وانتشار عسكري، خاصة وأن إيران ترى عرّابتها الصاروخية والنووية كوريا الديمقراطية تسير في النهج الأمريكي، ويقال إن من أهم ملفات التفاوض الأميركي- الكوري هو تسليم بيونغ يانغ لملف التعاون الكوري مع طهران.
يبدو أن “إسرائيل” صعّدت من حرب الظل في سورية، وشدّت الانتباه إلى الصراع مع إيران الذي يتزايد باستمرار في شدّته بعد أن كان مختبئاً في ظلال الحرب الكونية على سورية، إذ تخشى “إسرائيل” الآن من أن يصبح موقف دمشق أكثر أمناً، وأن تحوّل إيران قدرتها العسكرية لمواجهة مستقبلية مع “إسرائيل”.
ولهذا غالباً ما يهدّد القادة “الإسرائيليون” بقصف إيران، إلا أن وجود حلفاء عسكريين أقوياء بالقرب من حدود “إسرائيل” يمنع “إسرائيل” من المغامرة. وحتى إذا فكرت “إسرائيل” بمهاجمة سورية وإيران، فالجميع يدرك أن الاستجابة لهذا التهور ستكون مؤلمة ومؤلمة جداً. ولشعور “إسرائيل” بالقلق من تزايد قوة سورية.
في خضم التصعيد السريع للتوترات الإقليمية، دفعت المواقف بحرب الظل المتداعية إلى العلن، و”إسرائيل” في حالة تأهب قصوى بشأن سورية مع انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. ويبدو أن التبادل الجديد للصواريخ في الجولان المحتل ما هو إلا رسائل تحذيرية من أن تصادماً مباشراً يمكن أن يتصاعد بسرعة وفي أي وقت. “إنها ليست حرباً بالوكالة، إنها حرب مباشرة وهذا ما يجعلها خطيرة للغاية”، كما قال مارتن س. إنديك السفير السابق للولايات المتحدة في “إسرائيل”.