تأجيل الدوري السلوي بين تصحيح الخطأ ومصلحة المنتخب
فجأة ودون أية مقدمات قرر اتحاد كرة السلة تأجيل مباريات الفاينال فور من دوري سلة الرجال، وحسب ما صدر عن الاتحاد، فإنه وبعد دراسة “مستفيضة ومتأنية” لواقع اللعبة قرر التأجيل، وجاء أيضاً في قرار الاتحاد أنه حرصاً من الاتحاد على الأندية، ولتلافي تجشّمها عناء السفر والإرهاق، تم التأجيل لشهر تموز المقبل، ورغبة من الأندية الأربعة التي وصلت لهذا الدور جاء هذا القرار.
ويبدو أن الاتحاد أخيراً نظر بعين “العطف” للأندية واللاعبين، فقرر التأجيل، ولكن أين كان هذا الاتحاد عندما ألزم الأندية واللاعبين باللعب في دور الـ 10 ودور الـ 8 يومياً ولمدة عشرة أيام دون أي توقف؟!.. وهل راعى أوضاع الأندية ولاعبيها خلال تلك الفترة، أم أن الأمر هو لمجرد “البروظة” الإعلامية، أو ليظهر أمام القيادة الرياضية بأنه متواجد ويجتمع ويتخذ القرارات التي ترضي اللاعبين والأندية؟!.
العارفون ببواطن الأمور يدركون أن قرار التأجيل لم يتخذه الاتحاد عن “طيب خاطر”، بل أجبر عليه، وحسب ما وردنا من معلومات، فإن القرار اتخذ من قبل مدرب منتخبنا الوطني الصربي “فيسيلن ماتيتش” الذي طلب من الاتحاد تأجيل الدوري حتى يتفرغ كلياً لتحضير المنتخب الذي ينتظره استحقاق خوض النافذة الثالثة والحاسمة من تصفيات كأس العالم الصين 2019، حيث سيلعب منتخبنا مباراة مهمة ومصيرية مع المنتخب الهندي، وإثرها سيتحدد مصير سلتنا، وإمكانية التأهل للمراحل الحاسمة من التصفيات.
فالمدرب أخبر اتحاد السلة أنه في حال استمر الاتحاد على إقامة الفاينال فور فإنه سيغادر القطر لبلده لفترة شهر على الأقل، وهي الفترة التي تدخل فيها أنديتنا في شهر رمضان المبارك، والامتحانات الجامعية والمدرسية، ولن يكون لديه عمل ليعمل به، إضافة إلى أن تدريبات المنتخب ستقتصر خلال رمضان على حصة تدريبية واحدة باليوم، وهي غير كافية للمدرب للاستعداد للقاء الهند، وعليه فهو صاحب فكرة التأجيل، واتحاد اللعبة “اتخذ” هذا القرار مجبراً!.
ولو كان اتحاد السلة يهمه موضوع الأندية واللاعبين لما أنهى دوري الناشئين بزمن قياسي، ولعب النهائيات منه، واللاعبون على أبواب الامتحانات، والأمر نفسه ينطبق على الشباب، وحتى السيدات طالهن هذا الموضوع، ولولا أن دور الـ 10 للرجال جاء بتوقيت دور الأربعة للسيدات نفسه لأقام فاينال السيدات دون أي توقف.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن العقوبات التي فرضها اتحاد السلة بعد مباراة الاتحاد والوحدة بدور الـ 10 تبدو هزيلة، فبدلاً من تأجيل الدوري، كان الأجدى بالاتحاد إيلاء موضوع عقوبات اللاعبين، صحيح أن اللاعبين قاموا بأمور لا تمت للرياضة بصلة، إلا أن الاتحاد كان لا هم له سوى المال وكيفية جمعه، وملء خزينة الاتحاد بالأموال، فقام باستبدال العقوبات الإدارية بالعقوبات المالية، متذرعاً بأن الأنظمة والقوانين تسمح بذلك، فخسر الاتحاد هيبته، وبات أي لاعب يقوم بالضرب والشتم من دون أي رادع.
عماد درويش