أخبارصحيفة البعث

بيسكوف: لابدّ من التذكير بيوم النصر على النازية والفاشية كل عام

موسكو – باريس- تقارير:

من المفارقة أن العالم الغربي الذي لا يزال يفتخر زوراً بأنه انتصر على النازية في الحرب العالمية الثانية، ويعمل على تجيير هذا النصر ونسبته إليه، هو ذاته الذي يعمل الآن على دعم النظام النازي القائم في أوكرانيا بكل الوسائل المادية واللوجستية والاستخباراتية، ويقدّم له مختلف أنواع الأسلحة في محاولة جديدة لاستهداف روسيا وريث الاتحاد السوفييتي الشرعي وهزيمتها استراتيجياً، الأمر الذي يفضح كذب الغرب الجماعي عندما يتحدّث عن شراكته مع الاتحاد السوفييتي السابق في الانتصار على النازية، ويؤكّد من جهة أخرى أنه كان شريكاً للنازية في الحرب العالمية الثانية، غير أنه اضطرّ للتخلي عنها عندما ظهرت بوادر هزيمتها.

ومن هنا تصرّ روسيا على الاحتفال سنوياً بذكرى الانتصار على النازية تأكيداً منها أن هذا النصر هو الذي أنقذ العالم من الجرائم التي ارتكبها النازيون في العالم، وأنه لا ينبغي مطلقاً دعم هذا الفكر للعودة إلى الظهور مجدّداً في أوروبا والعالم، حيث أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف ضرورة التذكير بيوم النصر وتحرير العالم من النازية والفاشية كل عام، لأن مظاهرهما لا تزال ماثلة حتى يومنا هذا.

ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله في مقابلة مع القناة الأولى الروسية: لا يحق لنا نسيان يوم الـ9 من أيار، فهو يوم مقدّس لجميع البلدان التي كانت في الماضي جزءاً لا يتجزأ من الاتحاد السوفييتي، والدول التي قدّمت تضحياتٍ هائلة لحماية العالم من النازية الألمانية.

وأضاف بيسكوف: من المهم الإصرار على لفت انتباه العالم لهذا اليوم وتمجيد ذكرى أسلافنا وقدامى محاربينا الذين قاتلوا ضد النازية حتى الرمق الأخير، ومن المهم أن نخلّد ذكراهم في هذا العام تحديداً لأننا ما زلنا نتعامل مع الكثير من مظاهر هذه النازية.

وستقام الاحتفالات غداً في عموم روسيا، حيث ستتخلّلها عروض عسكرية في الساحة الحمراء في موسكو بحضور الرئيس فلاديمير بوتين، وكبار المسؤولين الروس، ورؤساء وقادة عدد من الدول.

من جهتها، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خان أسلافه الذين حاربوا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

ونقل موقع “آر تي” عن زاخاروفا قولها في تصريح اليوم: إن زيلينسكي بإلغائه الاحتفال بيوم النصر في الـ9 من أيار أهان وخان أسلافه الذين حاربوا في صفوف الجيش الأحمر والذين عانوا وتعرّضوا للتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية، وكذلك الذين عملوا من أجل النصر.

وقدّم زيلينسكي مشروع قانون إلى البرلمان الأوكراني حول تحويل يوم الاحتفال بذكرى النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا إلى الـ8 من أيار وإعلان يوم الـ9 من أيار يوماً لأوروبا في أوكرانيا.

إلى ذلك، نُظّمت اليوم في باريس مسيرة “الفوج الخالد” تضامناً مع روسيا، واحتفاء بالذكرى الـ78 لانتصارها على النازية والفاشية في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

وذكرت وكالة تاس أن مئات الأشخاص شاركوا في المسيرة التي تحرّكت من ساحة الميدان في باريس باتجاه المقبرة التاريخية بير لاشيز، حاملين راية النصر الحمراء وأعلام روسيا وبيلاروس وفرنسا، وصور أسلافهم الذين قضوا خلال قتالهم ضد النازية.

وقال رئيس المجلس التنسيقي للمواطنين الروس في باريس: إن “ما يحصل في أوروبا الآن في ظل الأزمة الأوكرانية، انعكاس لتناسي الغرب لأحداث شهر أيار من عام 1945، عندما هُزمت ألمانيا النازية وبدأت عملية إعادة إعمار واستعادة كل ما دمّر، وبدأت الإصلاحات الشاملة في جميع أنحاء أوروبا”، مشدّداً على ضرورة الحفاظ على ذاكرة الأجداد الذين ضحّوا من أجل السلام.

وتحتفل روسيا بالذكرى الـ78 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى يوم الـ9 من أيار من كل عام.