على خطا ترامب.. غواتيمالا تنقل سفارتها إلى القدس الإضراب العام يتواصل.. والاحتلال يواجه الفلسطينيين بالغازات السامة
تواصلت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني أمس في مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث أصيب العشرات بالرصاص الحي والمطاطي والغازات السامة التي أطلقتها قوات الاحتلال أثناء قمعها للمظاهرات، في حين عم الإضراب العام مدن وبلدات الـ48 تنديداً بالإجراءات الصهيونية والأمريكية في القدس المحتلة. في وقت توالت الإدانات للمجازر الإرهابية التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني على حدود قطاع غزة، فيما عبّر بابا الفاتيكان عن تعاطفه مع الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لحمايتهم، في حين استهجنت القوى والمؤسسات الفلسطينية قرار غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، واعتبرته مخالفاً لكل الأعراف والقوانين والدولية.
وفي التفاصيل، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الغازات السامة خلال اقتحامها مخيم العروب شمال الخليل في الضفة الغربية، وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات الاحتلال داهمت المخيم، واقتحمت عدداً من منازل الفلسطينيين، وقامت بإطلاق الرصاص الحي والمغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل، ما تسبب بإصابة العشرات بحالات الاختناق. كما اعتقلت قوات الاحتلال 20 فلسطينياً في عدة مدن وقرى بالضفة الغربية، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت 15 فلسطينياً خلال اقتحامها لمدينتي بيت لحم والخليل بعد مداهمتها لمنازل الفلسطينيين وتفتيشها، في حين اعتقلت فتاة وأربعة شبان خلال قمعها لتظاهرة طلابية في القدس المحتلة إحياء لذكرى النكبة.
وفي سياق متصل عم الإضراب العام الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 استنكاراً للمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المشاركين في مسيرات العودة الكبرى، ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في بيان لها المجتمع الدولي إلى أن يقول كلمته رداً على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بدعم واضح ومباشر من الإدارة الأميركية التي ساندت كيان الاحتلال، وما تزال تسانده في الإفلات من العقوبة.
وقال البيان: إن شعبنا في قطاع غزة خرج بعشرات الآلاف ليرفع راية العودة، وهي حق شرعي وإنساني لا يسقط في أي وقت، ويجمع عليه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
إلى ذلك قمعت قوات الاحتلال وقفة احتجاجية في القدس المحتلة، خرجت لإحياء الذكرى السبعين للنكبة وتنديداً بالمجزرة الدموية، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات الاحتلال هاجمت المشاركات والمشاركين في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت في باحة باب العامود، واعتدت عليهم بالضرب، وأصابت عدداً منهم بجروح ورضوض ومن بينهم أطفال ونساء، واعتقلت عدداً آخر، وردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية هتافات وطنية وأخرى منددة بالمجزرة وبنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وفي سياق متصل أصيب العشرات من طلبة مدرسة بورين الثانوية جنوب نابلس بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام خلال اعتداء قوات الاحتلال عليهم وإطلاق الرصاص والقنابل الصوتية والغازية تجاههم.
سياسياً، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني ستعزز إرادة هذا الشعب في المزيد من المقاومة والصمود، وتثبت للعالم أنه لا سبيل لمواجهة هذا الكيان سوى المقاومة، وخلال اجتماع الحكومة الإيرانية أمس قال روحاني: إن إيران كانت وستبقى تدافع دائماً عن حقوق الشعب الفلسطيني، معرباً عن أسفه تجاه التزام بعض الدول العربية الصمت حيال هذه المجازر، وأضاف: إن الكيان الصهيوني وأميركا يتصوران أنه يمكنهما حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة عبر فرض المزيد من الضغوط عليه، أو فصل القدس عن الأمة الإسلامية بالألاعيب السياسية، مؤكداً أن مسيرات يوم القدس العالمي ستجري هذا العام بصورة أوسع في إيران وسائر الدول، وستثبت شعوب العالم للكيان الصهيوني وقادة البيت الأبيض بأنهم اختاروا الطريق الخطأ.
بدوره أدان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المشاركين في مسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وطلب البابا من المجتمع الدولي مضاعفة الجهود حتى يسود الحوار والعدل والسلام، وقال: إن استخدام العنف لن يؤدي إلى السلام، والحرب تولّد الحرب والعنف يولّد العنف.
من جهة ثانية وفي تواطؤ مع كيان العدو الصهيوني نقلت غواتيمالا أمس سفارتها لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة بعد خطوة أميركية مماثلة، شكلت انتهاكاً لكل القرارات الدولية التي تؤكد أن القدس مدينة محتلة ومخالفة للإجماع الدولي حول وضع المدينة المقدسة، وجرى افتتاح السفارة الغواتيمالية الجديدة في مجمع إداري بالقدس المحتلة بمشاركة رئيس غواتيمالا جيمي موراليس ورئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو.
في الأثناء أكد الناطق الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا سامي مشعشع أن عدم إيفاء المجتمع الدولي بالتزاماته بما يخص ميزانية الأونروا هذا العام يعد إشارة غير مطمئنة وعقبة كبيرة قد تفرض على الوكالة قرارات صعبة، وفي تصريح صحفي أدلى به من مكتب الوكالة بدمشق لفت مشعشع إلى إصرار الوكالة حتى اللحظة على مواصلة تقديم خدماتها، فمدارسها وعياداتها لم تتوقف، مشيراً إلى أن القلق الشديد يتعلق بنحو420 ألف لاجئ فلسطيني في سورية يعتمدون اعتماداً شبه كلي على خدمات الوكالة الطارئة من سلل غذائية ومساعدات نقدية والخشية في أن هذه المساعدات ستتأثر، وأكد أن سورية والدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين تقدم خدمات رديفة لتلك التي تقدمها الوكالة، وتعادل ما تقدمه أكبر الدول المتبرعة من ناحية القيمة النقدية، حيث قدمت سورية 58 مدرسة للوكالة بدل تلك التي دمرتها الحرب التي تشن على سورية منذ سنوات.
وكانت 21 وكالة إغاثة إنسانية انتقدت قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد أكثر من نصف إجمالي المبلغ المخصص من مساهمتها المقررة للأونروا بعد اعتبارها القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وقطع المساعدة المالية للفلسطينيين.