65 قرية في ريفي حمص وحماة خالية من الإرهاب.. والعلم الوطني يرتفع في الرستن وتلبيسة
حققت قواتنا المسلحة أمس إنجازاً استراتيجياً في حربها على الإرهاب عندما أرغمت التنظيمات التكفيرية في 65 مدينة وبلدة وقرية من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي على تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخروج من المنطقة، وتكتسب المنطقة على امتداد ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي التي تم إعلانها خالية من الإرهاب أهمية استراتيجية كبيرة على عدة مستويات، فهي تشكل عقدة مرور حيوية وسط البلاد، إضافة إلى تحرير سدي الرستن والحولة، وإنهاء تهديد الإرهابيين لمحطة الزارة لتوليد الكهرباء ومصفاة حمص ومعمل الإسمنت في الرستن، وإعادة فتح الأوتستراد الدولي بين حمص وحماة، وتأمين طريق حمص سلمية – حلب.
ووسط ترحيب الأهالي تم أمس رفع العلم الوطني في مدينة الرستن وبلدة تلبيسة بريف حمص الشمالي بعد إخلائهما من الإرهابيين، ونقلهم إلى شمال سورية.
وفي إطار عملياتها لاجتثاث الإرهاب من محيط دمشق نفذت وحدات الجيش في عمليات مكثفة على مواقع الإرهابيين المتحصنين شمال حي الحجر الأسود، وكبدتهم خسائر كبيرة في العديد والعتاد. في وقت عثرت وحدات من الجيش والجهات المختصة أثناء تمشيط منطقة القلمون الشرقي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة والعربات الثقيلة أخفاها إرهابيو “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” ضمن مخابئ سرية قبيل إخراجهم من المنطقة. استشهد مدنيان وأصيب 19 آخرون بجروح جراء اعتداء الإرهابيين في حي الحجر الأسود بقذيفة صاروخية سقطت على مبنى مديرية أوقاف دمشق في محيط جسر فكتوريا.
وفي التفاصيل، ذكرت القيادة العامة للجيش أن قواتنا المسلحة وبالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة أكملت تطهير 1200 كم مربع من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وأعادت الأمن والأمان إلى 65 بلدة وقرية كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية التي أرغمت على الخروج من المنطقة بعد تسليم كل ما لديها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة بما في ذلك الدبابات وعربات الشيلكا وبي أم بي والراجمات والصواريخ المتنوعة ومدافع الهاون والرشاشات وغير ذلك من سلاح وعتاد.
وأشارت القيادة العامة في بيانها إلى أن أهمية هذا الإنجاز تتجسد باقتلاع الإرهاب المسلح من تلك المنطقة الجغرافية الحيوية في المنطقة الوسطى التي تشكل عقدة مرور تمثل شرايين للمحافظات المجاورة وبقية المحافظات السورية، إضافة إلى تحرير سدي الرستن والحولة، وإنهاء تهديد الإرهابيين للمنشآت الحساسة والاستراتيجية كمحطة الزارة لتوليد الكهرباء ومصفاة حمص ومعمل الإسمنت في الرستن، وفتح الأوتستراد الدولي بين حمص وحماة الذي يصل جنوب سورية بوسطها وشمالها، وإنهاء تهديدهم لطريق حمص- السلمية – حلب.
وجددت القيادة العامة للجيش عزمها وإصرارها على الاستمرار في تنفيذ واجباتها الوطنية والدستورية في الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين وملاحقة ما تبقى من فلول التنظيمات الإرهابية المسلحة على امتداد الجغرافيا السورية.
في الأثناء دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى مدينة الرستن وبلدة تلبيسة اللتين تم إخلاؤهما من الإرهابيين في ريفي حمص الشمالي، ورفعت العلم الوطني فوق المباني الحكومية فيها وسط ترحيب الأهالي الذين تجمعوا على مداخل الرستن وتلبيسة والشوارع الرئيسة والساحات العامة فيهما لاستقبال عناصر قوى الأمن الداخلي قبل أن يتم رفع العلم الوطني في المباني الحكومية بمشاركة حشد كبير من الأهالي الذين أعربوا عن ارتياحهم لعودة الأمن والأمان إلى مناطقهم بسواعد رجال الجيش العربي السوري، وإنهاء الوجود الإرهابي في قراهم بشكل كامل.
وتم صباح أمس إخراج الدفعة الأخيرة من الإرهابيين من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي في إطار اتفاق قضى بنقل الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية مع عائلاتهم بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية، ودخول الجيش، وعودة جميع مؤسسات ودوائر الدولة إلى المنطقة، إضافة إلى فتح الطريق الدولي حمص- حماة، وتأمينه من قبل وحدات الجيش.
ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش عملياتها على أوكار الإرهابيين في الأطراف الشمالية لحي الحجر الأسود، حيث دارت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، تكبد فيها الإرهابيون خسائر بالأفراد والعتاد.
هذا وتثبت وحدات الجيش نقاطاً جديدة في الأبنية التي سيطرت عليها خلال الساعات القليلة الماضية في شارع دير ياسين بالأطراف الشمالية الغربية للحي بهدف جعلها منطلقاً جديداً لتوسيع عملياتها باتجاه أوكار الإرهابيين وتطهير المزيد من الأبنية على هذا المحور.
إلى ذلك ساهم سلاح الجو والمدفعية بفعالية عالية في المعارك ضد الإرهابيين، حيث نفذا أمس ضربات دقيقة على تحصينات الإرهابيين ومحاور تحركهم لدعم القوات البرية المتقدمة على خطوط الاشتباك الأولى في تقاطع حي الجزيرة.
في الأثناء، عثرت وحدات من الجيش والجهات المختصة أثناء تمشيط منطقة القلمون الشرقي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة والعربات الثقيلة أخفاها إرهابيو “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” ضمن مخابئ سرية قبيل إخراجهم إلى شمال سورية.
وأفاد أحد القادة الميدانيين بأن وحدة من الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة عثرت أثناء تمشيطها لمنطقة القلمون الشرقي على كميات من الأسلحة والذخائر والعتاد كان إرهابيو “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” أخفوها في عدة مناطق في جبال البترا والرحيبة شمال شرق بلدة القطيفة شملت دبابات وصواريخ ومدافع هاون وصواريخ مضادة للدروع مع ذخائرها ورشاشات متنوعة وبنادق حربية مع ذخائرها وأعداداً كبيرة من القذائف الصاروخية والهاون وقذائف /آر بي جي/ ومنصات إطلاق صواريخ محلية الصنع، إضافة إلى روبوت كان الإرهابيون يحملونه بالعبوات الناسفة لتفجيرها عن بعد، ولفت القائد الميداني إلى أن من بين المضبوطات كميات كبيرة من الأدوية المتنوعة ذات منشأ تركي وسعودي وكميات كبيرة من مادة السماد الآزوتي كان الإرهابيون يستخدمونها في تصنيع أنواع من العبوات الناسفة والقذائف.
وأعلنت منطقة القلمون الشرقي في منتصف نيسان الماضي خالية بالكامل من الإرهاب بعد إخراج الإرهابيين من قراها وبلداتها بموجب اتفاق قضى بتسليم أسلحتهم ونقلهم إلى الشمال السوري بعد عملية عسكرية مركزة نفذتها وحدات الجيش العربي السوري، وأجبرت التنظيمات الإرهابية على الاستسلام والرضوخ للخروج من تلك المنطقة.
كما عثرت وحدات من الجيش على شبكة من الخنادق ومقرات من مخلفات الإرهابيين خلال تمشيط بلدة حربنفسه بريف حماة الجنوبي تمهيداً لدخول وحدات قوى الأمن الداخلي إليها، وأفاد مصدر ميداني بأن عناصر الهندسة في الجيش أزالت السواتر الترابية والمتاريس الإسمنتية، وفككت عشرات الألغام على المدخل الرئيسي لبلدة حربنفسه، زرعها الإرهابيون قبيل إخراجهم إلى شمال سورية، مبيناً أن عناصر الهندسة فككوا 10 عبوات ناسفة على مدخل سكة القطار المؤدي إلى وسط البلدة، وعثروا أثناء فتح الطرق إلى مركز ناحية بلدة حربنفسه على غرف عمليات وشبكة خنادق للإرهابيين قرب سكة القطار بطول 3 كيلومترات.
وأشار المصدر إلى أنه تم ضبط مقرين لمتزعمي تنظيمي ما يسمى “لواء الحق” و”لواء الأنصار” الإرهابيين، مبيناً أن عمليات التمشيط شملت جميع المباني الحكومية تمهيداً للبدء بإعادة ترميمها وتفعيلها لتقديم الخدمات للمواطنين.
وأعلنت منطقة حربنفسه خالية من الإرهاب أول أمس بعد إخراج جميع الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية مع عائلاتهم إلى شمال سورية في إطار تنفيذ الاتفاق القاضي بإنهاء الوجود الإرهابي في ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي.
من جهة ثانية أطلق الإرهابيون المتواجدون في حي الحجر الأسود قذيفة صاروخية باتجاه وسط مدينة دمشق سقطت على مبنى مديرية أوقاف دمشق في محيط جسر فكتوريا، وتسببت باستشهاد مدنيين اثنين وإصابة 19 آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في الممتلكات وفي المحال التجارية والأبنية السكنية المجاورة وبعض السيارات التي كانت موجودة في المكان، فيما تم نقل الجرحى إلى مشفيي المواساة ودمشق لتلقي العلاج المناسب.
إلى ذلك أشار مدير مشفى المواساة الجامعي عصام الأمين إلى أنه وصل إلى المشفى جثمانا شهيدين رجل وامرأة و14 جريحاً معظمهم بحالة حرجة مبيناً أن الإصابات ناتجة عن شظايا القذيفة، وتنوعت ما بين بتر بالأعضاء وإصابات بالبطن والرأس، حيث تتلقى العلاج وفق الأصول الطبية في غرف العمليات وقسم منها تم تحويله إلى العنايات المركزة، ولفت إلى أن مشفى المواساة الجامعي مجهز بكوادر متخصصة بالجراحة العصبية والبولية والعامة والعظمية والأوعية وذلك لاستقبال جميع الإصابات الناتجة عن إجرام التنظيمات الإرهابية التي تعبر عن حقدها وإجرامها بالدم عبر استهداف المدنيين بالقذائف، وذكر مصدر طبي في مشفى دمشق أنه تم إسعاف 5 مدنيين بجروح أصيبوا نتيجة الاعتداء الإرهابي، حيث يتم تقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لهم.