لهيشــــون مـــن قلـــب اللاذقيـــة ســـلام
لكل زائر، ولكل ساكن في لاذقية الحياة من بحرها وهيشونها نصيب، مع مرور الشعر والفن وألق المكان أصبح مقهى هيشون قبلّة للأدباء والمفكرين والفنانين التشكيليين وباقي الفنون.
ترك أحمد موسى سردابه منذ 2007 لينال المقهى شرف الحصول على اسم هيشون (عيسى بعجانو) الكبير أدباً وشعراً وفناً: “هيشون إنسان من الدرجة الأولى إن كان للإنسانية ثمة درجات، أعطيت لنفسي الحق بتسمية مقهاي باسمه تخليداً ووفاء لصديق غال وشاعر وأديب وفنان خذلته الحياة بكامل لؤمها، علّي أن أعطيه ولو القليل القليل من حقه بعد الممات”، هذا ما أخبرني به الصديق الرائع أحمد موسى صاحب مقهى هيشون
وتابع: “حاولت بكل ما أملك من وفاء لهذا الصديق الفنان أن يحافظ المقهى على المستوى الثقافي والفكري والفني الذي يليق باسم صاحبه، فهيشون أصبح نمط حياة ولم يعد مجرد مقهى يقدم الخدمات بكافة أشكالها وألوانها للزوار. ومن حسن حظي وحظ المقهى على حد سواء أنه جمع العديد من الشعراء والأدباء والفنانين السوريين أو من خارج سورية”.
ما يميز هيشون عن باقي المقاهي في المدينة تجدده الدائم، فكل يوم ومع كل معرض لفنان أو توقيع كتاب لشاعر يجدد المقهى لحاءه، فمن يقصده قد لا يستوعب الكم الهائل من النشاطات الثقافية التي يقدمها هيشون، مكتبته الموسيقية والأدبية والعلمية حيّة وشاهدة على المناخ الثقافي عالي المستوى، وكذلك معارضه الفنية التي شهدها المقهى، حيث يتم تقريبا بمعدل كل شهر افتتاح معرض لفنان تشكيلي على مدى أشهر السنة، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر “مالك الرفاعي، نبيل السمان، نزار صابور، ليلى نصير، محمد الركوع”، والنشاط الأخير كان بمثابة احتفالية بالفنانة التشكيلة والشاعرة “رانيا كرباج” حيث تم توقيع كتابها.
وعلى خلاف ما حدث لباقي المقاهي في المدينة بقي هيشون بكامل ألقه ونشاطه وعافيته، فرغم الحرب وأفعالها لم يخذله رواده الذين حملوا فنهم وفكرهم على ظهر قلبهم المكسور ليجدوا فيه راحة بالهم وقلبهم من كل ما يدور من حرب وحزن خارج جدرانه.
وأضاف موسى بأن “هيشون” يعتبر المقهى الوحيد في البلد الذي يقدم قهوته ونرجيلته بنكهة فنية سمعية وبصرية، فجدرانه معرض دائم للفن التشكيلي والتي جمعت أعمالاً لكبار الفنانين التشكيليين، وباب وقلب هيشون مفتوحاً على مدى أيام السنة لجميع الفنانين والشعراء والأدباء لبث إبداعهم ضمن وسط اجتماعي ثقافي بسيط نجده فيه فقط.
لهيشون الأب الروحي للمقهى، ولأحمد موسى الأب الشرعي له تحية بحجم الحميمية والدفء والجو الثقافي الذي يجمع أبناء مدينة اللاذقية، فالمكان يشبه أصحابه، “هيشون” جميل وعذب كقلب صاحبه.
لينا أحمد نبيعة