“بلا تذكرة”.. فيلم يحاكي الوجدان
“كيف تصنع فيلمك الأول؟” في البداية يبدو السؤال صعباً وخاصة أن المتحدث من خارج اختصاص الإخراج أو التمثيل أو التصوير، ودراسته تبتعد كل البعد عن الفن وتوابعه. فيلم “بلا تذكرة” مشروع مجموعة من مبادرة “Close Shot” الممولة من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA ومركز الأعمال السوري SEBC وتنفيذ شركة Crown Media للإنتاج الفني والسينمائي، وفي تصريح لـ “البعث” تحدث صاحب فكرة الفيلم أسامة القباني -طالب في كلية التجارة والاقتصاد سنة رابعة- قائلاً:
ضمت المبادرة أشخاصاً لديهم شغف في الفن، هذا المجال في بلدنا غير موجود ولا متوفر كدراسة أكاديمية، ومبادرة “Close Shot” كانت رائعة للأشخاص الراغبين بخوض هذه التجربة أكاديمياً بغض النظر عن الموهبة ومعايير القبول في هذه الورشة فمجرد وجود الشغف كان كافياً. تدربنا على صناعة فيلم كامل خلال مدة ثلاثة أسابيع، تضمنت تدريباً على كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج وإخراج الأفلام ، وفي ختام هذه الأسابيع، قمنا بصناعة فيلم من فكرتنا وعمل فريقنا المكون من ستة أشخاص.
وعن فيلم “بلا تذكرة” التوعوي قال كاتبه: تدور فكرة الفيلم حول موضوع المخدرات، وأنا بدوري حاولت إظهار الشخص المدمن بطريقة جديدة بعيدة عن العذاب وعن طريقة تعاطيه.
يحكي الفيلم عن لحظة دخول شاب في غيبوبة ويرى شريط حياته يمر أمامه منذ لحظة تواجده في مكان غريب، ويبدأ بسماع صوت طفل، يلحق مصدر الصوت ليدخل إلى صالة سينما غريبة لا يوجد فيها أحد وتظهر على الشاشة مرحلته في الطفولة فيعرف أنه البطل الظاهر على الشاشة، ورغم ذلك تفاعل مع الشاشة وصعد أمامها لتنتقل مراحل حياته من الطفولة إلى المراهقة كفيلم سينمائي حتى تصل إلى لعنة المخدرات تدريجياً والنهاية الحزينة المعروفة. في الواقع، حاولنا لمدة سبع دقائق أن يدرك الشخص كيف يؤذي نفسه وأهله ومحيطه من خلال تعاطيه المخدرات.
وأضاف: استطعنا في فيلم “بلا تذكرة” الخروج من موضوع التوعية إلى التخويف دون أن يكون كـ “كليشيه”، بل حاولنا محاكاة وجدان الشخص من الداخل في حال وقع أي شخص بهذا الموقف وشاهد شريط حياته ووجده جميلاً ما هي ردة فعله؟.
جمان بركات