الصفحة الاولىصحيفة البعث

الليرة التركية تتهاوى.. وأردوغان يضيّق الخناق على معارضيه

 

 

يواصل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان حملة الاعتقالات التي بدأها منذ محاولة الانقلاب عام 2016 مستهدفاً القضاء على معارضيه وكل من ينتقده، وفي الوقت ذاته، يحاول استغلال الفرص لكسب تأييد الشعب التركي بعد إعلانه عن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة الشهر القادم آملاً الفوز لتركيز السلطات بيده.
فقد أصدرت محكمة تابعة للنظام التركي أحكاماً بالسجن المؤبد على 104 أشخاص بذريعة ارتباطهم بالداعية التركي فتح الله غولن والمشاركة في محاولة الانقلاب، وذكرت صحيفة “حرييت” التركية أن محكمة في أزمير حكمت على 104 أشخاص بالسجن مدى الحياة، فيما تم الحكم على 21 شخصاً آخرين بالسجن 20 عاماً بتهمة إهانة أردوغان.
وحكمت المحكمة أيضاً على 31 معتقلاً آخرين بالسجن عشر سنوات وستة أشهر بتهمة الانتماء لما تسميه “منظمات إرهابية”.
ومنذ محاولة الانقلاب في تموز 2016 اعتقلت سلطات النظام التركي 160 ألف شخص، وطردت نحو العدد نفسه من وظائفهم ضمن حملة القمع الواسعة التي انتهجتها ضد معارضيها.
وأثارت حملة القمع المنظمات الحقوقية ودولاً عدة خشية انزلاق البلاد في المزيد من الاستبداد في عهد أردوغان الذي استخدم محاولة الانقلاب كذريعة لسحق المعارضة.
في الأثناء، وفي محاولة لكسب الأصوات واستمالة الناخبين، يحاول أردوغان العزف على الوتر القومي والديني لزيادة شعبيته التي اهتزت بسبب سياساته المتهورة، حيث أضرت تدخلاته في السياسة النقدية بقيمة الليرة التركية، التي هوت منذ بداية العام الحالي بنحو 16.5%، ما يجعلها واحدة من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء. ويترقب المستثمرون ليروا ما إذا كان هبوط الليرة سيدفع البنك المركزي التركي لاتخاذ إجراء مبكر ورفع أسعار الفائدة قبل اجتماعه التالي المقرر في 7 حزيران.
وبعد أن أطاحت سياساته المتهورة في كافة المجالات بشرعيته، يسعى أردوغان لتقديم نفسه في البلقان كمدافع شرس عن مسلمي أوروبا في استغلال للجانب الديني لزيادة أسهمه في الانتخابات القادمة.
ويبدو أيضاً أن أردوغان يسعى من خلال تعهده بضخ استثمارات ضخمة في طريق سريع يربط بلغراد بسراييفو، إلى توظيف المال في شراء أصوات الناخبين ودعم تحالفاته الخارجية، فيما يواجه ضغوطاً أوروبية، حيث منعته دول أوروبية من التواصل مع الجالية التركية في الخارج في إطار حملته للانتخابات الرئاسية والتشريعية، ورفضت السماح له بالقيام بحملات انتخابية على أراضيها.
وبالمجمل، تبيّن أن فرص أردوغان بالفوز في الانتخابات المقررة ضعيفة للغاية، ولا سيما إثر سياساته القمعية وتدخلاته في السياسة النقدية التي جعلت من الليرة التركية واحدة من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداءً، ولا يغفل دور توحّد أحزاب المعارضة لمواجهة أردوغان في الانتخابات والتي تشكل تهديداً لا يستهان به في المرحلة القادمة.