الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: واشنطن تحاول فرض نهجها بالقوة على العالم

 

انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني بشدة تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وقال مخاطباً بومبيو: “من أنت كي تقرر عوضاً عن إيران والعالم؟ إن العالم اليوم لا يقبل أن تتخذ أمريكا قرارات عوضاً عنه، لأن هناك دولاً مستقلة.. سنمضي في طريقنا بدعم شعبنا”، وأضاف: تصريحات وزير الخارجية الأميركي غير مقبولة، وتدل على أن واشنطن تريد أن تفرض نهجها على العالم بالقوة، ولكن العالم اليوم لم يعد يقبل أن تقرر واشنطن نيابة عنه، فيما أكد مدير قسم آسيا الثاني في وزارة الخارجية الروسية ضمير كابولوف أن المسؤولين الأمريكيين لا يفهمون على ما يبدو أنهم بأساليبهم المتشددة هذه يؤلبون الشعب الإيراني بأجمعه ضدهم”، مضيفاً: “إن محاولات واشنطن لترهيب إيران ستفشل، بل وستؤدي إلى نتائج عكسية، علماً أن استخدام هذه اللهجة ينظر إليه الشعب الإيراني كأي شعب آخر على أنه إهانة له.
ولم يستبعد كابولوف أن تقود التصريحات الأمريكية إلى تشديد مواقف طهران إزاء عدد من الملفات الإقليمية، وقال: “حتى هؤلاء الناس في إيران الذين يختلفون مع القيادة الحالية، ولا يؤيدونها يمكن أن يقفوا إلى جانب حكومتهم في ظل هذا الوضع”.
وكان بومبيو واصل تهديدات بلاده ضد إيران متوعداً بفرض عقوبات جديدة عليها مع ضغوط مالية غير مسبوقة، كما حذر الأوروبيين من أن الشركات التى ستقوم بأعمال في إيران ستتحمّل المسؤولية.
من جهته، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النوري أن كلام بومبيو “مكرّر لا فائدة منه”، مضيفاً: إن وضع الشروط الأميركية على بلاده “لا معنى لها”، إذ إن إيران “لا تأخذ إذناً من أحد لممارسة دورها في المنطقة، وقوتها الصاروخية دفاعية ومدياتها ستكون إلى الحد الذي نراه تهديد”، فيما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية كلام وزير الخارجية الأميركي “كما لو أنه كتب في مكتب نتنياهو”.
وكانت إيران، وعبر الناطق باسم وزارة الخارجية، جددت رفضها التفاوض حول أي موضوع خارج إطار الاتفاق النووي، وقال بهرام قاسمي، رداً على سؤال حول ما تردد في وسائل الإعلام الأجنبية بشأن تقديم حزمة جديدة لإيران لقاء القبول باتفاق جديد: إن مثل هذه الأخبار والادعاءات التي لا أساس لها، تصدر من غرف الفكر لوسائل الإعلام الصهيونية، ومروجي الفوضى الدولية، والمسيئين للشعب الإيراني، بهدف إثارة الأجواء السلبية، وحرف مسار الحوار بين إيران والأطراف الأخرى في الاتفاق النووي”، وأضاف: إن إيران باعتبارها ملتزمة بالاتفاق النووي، عقب الانسحاب الأحادي الجانب لأمريكا من هذا الاتفاق، أعلنت بوضوح أن الأطراف الأخرى إذا تمكنت من استيفاء حقوقها المصرح بها، والعمل بها بشكل كامل، فإنها ستبقى في الاتفاق، وفيما عدا ذلك فإن الشؤون المطروحة الأخرى لا أساس لها، ومنحرفة، ولا تحظى بالاهتمام.
ووصف قاسمي طلب بومبيو التفاوض مجدداً مع إيران بالأمر المخجل والمضحك وشبه الكوميدي، وقال: “ألا يمكن الحكم على تصريحات سيتم إطلاقها، لكن أميركا أثبتت للعالم عبر انسحابها من الاتفاق النووي أنه لا يمكن الوثوق بها وشريك غير موثوق، إن الحكومة الأميركية لا تحظى بقدرة التفاوض والاتصال، وإيران كانت ومازالت لديها مواقف واضحة بالكامل حيال أميركا، وما يتم الحديث عنه، ويقال حول خطة جديدة بديلة عن الاتفاق النووي أمر عبثي”.
وشدد قاسمي على أن ما يكتسب الأهمية يتمثّل بتمكن الأطراف الأخرى من العمل بتعهداتها ضمن ما صرح به الاتفاق أم لا، والموضوع سيتم التثبت منه خلال المفاوضات المركزة المقبلة، ونوّه إلى أنه وفق الأطر المحددة، ستناقش المواضيع ذات الصلة بالاتفاق النووي بين إيران والأطراف الأخرى خلال أول اجتماع للجنة المشتركة المنبثقة عن الاتفاق دون الولايات المتحدة، والذي سينعقد خلال الأيام المقبلة وفق اقتراح إيران.
في سياق متصل أكد عضو مجلس الشورى الإسلامي الإيراني بهروز نعمتي أنه لا يمكن الوثوق بالأوروبيين بشكل كبير، ولذلك ينبغي عليهم أن يقدموا ضمانات مكتوبة لتنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، وشدد على ضرورة الاتسام بالشفافية فيما يخص المفاوضات والاتفاقات مع الأوروبيين حول سبل تنفيذ الاتفاق النووي واستكمال المشاريع المشتركة، فيما وصف رئيس اللجنة الحقوقية والقضائية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد دهقان في تصريح منح الثقة بالأوروبيين مرة أخرى بمثابة سذاجة، موضحاً أن هناك تبادل أدوار بين الجانبين، حيث تمارس أميركا الضغوط، وتفرض الحظر، وتطلق التهديدات، فيما يدخل الأوروبيون بدورهم في مفاوضات مع المسؤولين الإيرانيين في محاولة منهم لفرض تراجع جديد، أو الحصول على تنازلات من إيران.
بدوره أكد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي لن يؤثر على إيران، وقال: إن أعداء إيران يسعون هذه الأيام إلى تضخيم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي بغية بث اليأس في المجتمع الإيراني، مشيراً إلى ضرورة أن يتحلى الشعب الإيراني باليقظة أمام هذه المؤامرات، وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للرد على أي عدوان.