طهران: الأمريكيون رهينة أوهامهم وتصوراتهم الخاطئة
أعربت الخارجية الروسية عن قلق روسيا من الحملة المعادية لإيران في الولايات المتحدة، مؤكدة أن خروج واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، فيما انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، معتبراً إياها مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى الأدب، ولا تستحق الرد عليها.
وقال ظريف، في تصريحات أدلى بها أمس على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني: إنه لا يسعنا سوى أن نعاود القول بأن بومبيو وسائر المسؤولين الأمريكيين ليسوا فقط رهينة أوهامهم وتصوراتهم الخاطئة، بل إنهم رهينة ماضيهم، والأسوأ من ذلك رهينة لمجموعات الضغط الفاسدة، التي تكشف كل يوم فضيحة لإحداها أمام الرأي العام العالمي.
وأضاف ظريف: إن هذا الأمر مؤشر على إفلاس السياسة الخارجية الأمريكية التي تحوّلت إلى سياسة مستأجرة، موضحاً أن تصريحات بومبيو بعيدة عن الواقع، وهي امتداد للسياسات الفاشلة السابقة، حيث لم تحمل أي جديد، ولكنه طرحها بوقاحة أكبر.
في سياق متصل أكد اللواء يحيى رحيم صفوي المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية أن الشعب الإيراني سيرد بعزم وإرادة على التصريحات المهينة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته، وقال: إن استراتيجية إيران ضد أعدائها دفاعية قائمة على سياسة الردع المجدي، مشدداً على أن الشعب الإيراني خلال مشاركته في مسيرات اليوم العالمي للقدس سيرد بعزم وإرادة على تصريحات ترامب وبومبيو كي لا تنمو بعد الآن في أدمغتهم فكرة الإطاحة بالنظام الإسلامي الإيراني، والعودة إلى إيران مجدداً، وأوضح أن الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي يرتكبان خطأ استراتيجياً سيؤدي في نهاية المطاف إلى هزيمة الكيان الصهيوني.
إلى ذلك، اعتبر إبراهيم رئيسي سادن الروضة الرضوية أنه لا ينبغي أن تكون إيران وطاقاتها الهائلة أسيرة في الاتفاق النووي بحيث تكون حركتها مقيدة بقرار الولايات المتحدة الانسحاب أو البقاء في الاتفاق، وأكد أن إيران تمتلك طاقات هائلة على صعيد الكوادر المختصة، وبإمكان الشعب الإيراني القيام بإنجازات كبيرة عبر استخدام هذه الطاقات، فيما أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري أن القوات المسلحة اليوم في ذروة قوتها الدفاعية والجهوزية والعسكرية والقتالية من أجل الدفاع عن الشعب الإيراني وحدود البلاد ومصالحها الوطنية.
وقال باقري، في كلمة له أمام الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني: إننا لا نأخذ الرخصة من أية جهة لتطوير وتعزيز قدراتنا الدفاعية، ونحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن بلادنا وشعبنا، وأشار إلى أن الولايات المتحدة التي لا تملك الشجاعة للدخول في مواجهة مباشرة مع إيران تحاول الضغط على الشعب الإيراني على الصعيدين الاقتصادي والنفسي، لافتاً إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين الذين استلموا مناصبهم حديثاً يحاولون أن يملوا على هذا الشعب ما يجب أن يفعله، أو ما لا يجب فعله، ولكن شعبنا أصبح اليوم في ذروة قوته، ولن يرضخ للضغوط.
ورأى باقري أن التوجه الذي يساعد الشعب الإيراني على اجتياز هذه المرحلة يكمن في الاتكاء على القوة الداخلية والشباب الإيراني إلى جانب الاستفادة من الأصدقاء والشركاء والعناصر الموجودة على الساحة الدولية الرافضة للهيمنة الأميركية.
في الأثناء، أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه المنتدى الأمني لوسط أوروبا (غلوبسيتس) أن 73 بالمئة من المواطنين السلوفاك يعارضون سياسات ترامب، وأوضح الاستطلاع أن 41 بالمئة من المشاركين فيه من السلوفاك يرون أن المخابرات الأمريكية هي التي تقف وراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف برجي التجارة العالميين في الـ 11 من أيلول 2001، وبيّن الاستطلاع أن سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحظى بالموافقة الأعلى بين السلوفاك من بين عدد من السياسيين الدوليين الذين تم السؤال عن سياساتهم.
ووفق الاستطلاع فإن 55 بالمئة من التشيك و56 بالمئة من السلوفاك يفضلون أن يتم الانتقال بشكل أكبر في التوجهات السياسية لدولهم إلى موقع بعيد عن التجاذبات بين الشرق والغرب، كما أظهر الاستطلاع أن 52 بالمئة من السلوفاك يرون أن اللوبيات المؤيدة لكيان الاحتلال الإسرائيلي تملك سلطات كبيرة جداً، وتتحكم بالعديد من الحكومات والمنظمات الدولية في العالم.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان: إنه يختلف مع الولايات المتحدة في انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، وحذّر من أن أسلوبها القائم على تشديد العقوبات على طهران يهدد الشرق الأوسط، ويجعل المنطقة عرضة لمزيد من الخطر، ولن يسهم في إقامة حوار.