واشنطن ترتب لمسرحية كيماوية جديدة بالتعاون مع دواعش «قسد» خدمة لنهجها العدواني سورية تترأس مؤتمر نزع السلاح رغم ترهات الغرب الاستعماري
كلما حقق الجيش العربي السوري انتصاراً في الميدان، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على فبركة أحداث مستخدمة ذريعة الأسلحة الكيميائية لغاية مواصلة الضغط على الدولة السورية حيث أكدت اللجنة الوطنية السورية لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية أن أمريكا تتابع ترتيب عمليات مسرحية في بعض أنحاء سورية من خلال الدفع بعملائها وأدواتها لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين السوريين واتهام الدولة السورية بذلك زوراً وبهتاناً بهدف خدمة نهجها العدواني على سورية وتشجيع التنظيمات الإرهابية التابعة لها على ممارسة جرائمها ضد الشعب السوري وإطالة أمد الأزمة.
وفيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولة إشاعة الفوضى في سورية على غرار ما حدث في العراق وليبيا أخفقت وتم منعها، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تطورات الوضع في سورية.
وفي التفاصيل، قال مصدر باللجنة الوطنية السورية لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في تصريح لـ سانا أمس: تتابع الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاستخباراتية والعسكرية ترتيب عمليات مسرحية في بعض أنحاء الجمهورية العربية السورية من خلال الدفع بعملائها وأدواتها لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين السوريين الأبرياء واتهام الدولة السورية زوراً وبهتاناً بذلك وذلك بهدف خدمة نهجها العدواني على سورية وتشجيع التنظيمات الإرهابية التابعة لها على ممارسة جرائمها ضد الشعب السوري وإطالة أمد الأزمة في سورية، وأضاف: إن اللجنة الوطنية السورية تؤكد استلامها لمعلومات دقيقة عن قيام إرهابيين عملوا سابقاً مع تنظيم داعش ويعملون حالياً مع القوات الأميركية وما تسمى قوات سورية الديمقراطية “قسد” بجلب بعض العائلات من مناطق تسيطر عليها “قسد” إلى القاعدة الأميركية في حقل الجفرة النفطي ليتم تدريبهم على القيام بتمثيلية توحي بأنهم تعرضوا للقصف بقذائف مدفعية مزودة بمواد كيميائية من قبل الجيش السوري وقد مضى على تدريب العائلات على هذه المسرحية مدة خمسة أيام وستقوم القوات الأميركية بالتنسيق مع “قسد” باستفزاز القوات المسلحة السورية المتمركزة في محيط الحقل ومن المرجح أن يتم تنفيذ هذه المسرحية في إحدى القرى خارج حقل الجفرة.
وتابع المصدر: إن سورية إذ تدين هذه المسرحية الجديدة والأجهزة الأميركية التي تقف خلفها فإنها تؤكد أيضاً تورط بعض الدول الغربية الأخرى مثل فرنسا وبريطانيا بمثل هذه الجرائم لاستخدامها مرة أخرى ذريعة لاعتداءاتها ومؤامراتها على سورية وحملاتها التي تقوم بها ضد سورية وحلفائها على المنابر الدولية في نيويورك والمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي ولتبرير عزمها على عقد اجتماع استثنائي للمؤتمر العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي تقوم بالتحضير له والضغط على الدول الأعضاء في المنظمة لإجبارها على عقده بواسطة الابتزاز والتضليل.
وختم المصدر تصريحه بالقول: إن سورية تؤكد مرة أخرى أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر لا أخلاقي ومرفوض تحت أي ذرائع وفي أي زمان ومكان.
وبالتوازي، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا، خلال ترؤسه جلسة مؤتمر نزع السلاح، أن سورية تؤمن بشكل راسخ بأهمية مؤتمر نزع السلاح والحفاظ عليه باعتباره المنتدى التفاوضي الوحيد متعدد الأطراف في مجال نزع السلاح والذي من الممكن من خلاله أن يتحقق نزع السلاح النووي، والوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية، وقال: من المؤسف أن تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها باستغلال هذا المنتدى التفاوضي لإقحام مسائل من خارج ولاية مؤتمر نزع السلاح، وإثارة قضايا دقيقة وحساسة تستوجب التعامل معها في المحافل الدولية المختصة، مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بدلاً من التعامل معها كمادة للإثارة الإعلامية.
وأضاف السفير آلا: إن إثارة موضوع الامتثال للالتزامات القانونية تستوجب من الدول التي تثير هذه المسألة أن تمتثل هي أولاً لالتزاماتها القانونية بموجب المعاهدات الدولية الناظمة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الأسلحة الكيميائية وغيرها قبل إعطاء الدروس للآخرين بهذا الشأن، وأشار إلى أن المسرحية البائسة التي قام البعض بالترتيب لها هي محاولة فاشلة للتشويش على الرئاسة السورية لمؤتمر نزع السلاح، والإساءة إلى مداولاته الرصينة.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماعه مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي في مينسك أمس: تتولد لدى الجانب الروسي انطباعات بسعي بعض الأطراف لنشر الفوضى في سورية مثلما جرى في العراق وليبيا مضيفاً: تم منع ذلك.
وكان الوزير لافروف أكد أول أمس أن المجموعات الإرهابية لا تزال توجد في أماكن انتشار القوات الأمريكية بمنطقة التنف ومخيم الركبان في البادية السورية.
وتؤكد الوقائع أن القوات الأمريكية المنتشرة بشكل غير شرعي في منطقة التنف ومخيم الركبان تواصل تدريب بقايا إرهابيي داعش ضمن محاولاتها الحثيثة لإعادة إحياء التنظيم الإرهابي وتوظيفه ضمن مشاريعها الرامية إلى تقويض وحدة الأراضي السورية ونهب ثرواتها.
من جهة أخرى أكد لافروف أن أوروبا تفتعل المشاكل المختلفة مع روسيا وتشن حملة ضدها لشغل الرأي العام في دولها وإبعاده عن مشاكله الحقيقية وقال: لدينا مصلحة مشتركة في تطوير علاقات متساوية ومتبادلة المنفعة مع الاتحاد الأوروبي وفي إطار الحوار مع حلف شمال الأطلسي لكننا نشعر بالقلق إزاء أنشطة الحلف التي رأيناها مؤخراً في المنطقة المجاورة مباشرة لحدودنا في البلطيق وبولندا.
وفي سياق آخر رحبت الخارجية الروسية بتسليم دمشق قائمة أسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الذين تدعمهم الحكومة السورية.
وفي سياق متصل أدانت الجبهة الأوروبية للتضامن مع سورية في إسبانيا الاعتداءات الأمريكية المستمرة على الأراضي السورية مؤكدة أنها تشكل دليلاً على استمرار الأمريكيين بدعم الإرهاب ومصلحتهم العلنية في إطالة الأزمة في سورية.
وقالت الجبهة في بيان: إن الولايات المتحدة التي تعد الراعي الرئيسي للإرهاب في سورية تقوم بتحريض جميع المتورطين في الأزمة لإفشال جهود إيجاد حل ونهاية لها إضافة إلى مواصلتها اختلاق الذرائع والأكاذيب كتمثيلية الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من قبل الجيش السوري وتزييف الحقائق، مشيرة إلى أن واشنطن التي تواصل دعم التنظيمات الإرهابية تقوم باختلاق أي عمل يسهم في إطالة أمد الأزمة.
كما أدانت الجبهة نية الولايات المتحدة خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وأشارت إلى ضرورة التمسك بالقانون الدولي والتوقف الفوري عن القيام بعملها أحادي الجانب الذي يعتبر عملاً إجرامياً وعاملاً يزعزع الأمن والاستقرار.
بدوره أكد السفير العراقي في موسكو حيدر منصور هادي أن العراق سيبقى داعماً لسورية وأن آفاق التعاون بين البلدين في مرحلة ما بعد التخلص من الإرهاب ستكون واعدة. وقال السفير هادي في حديث لمراسل سانا في موسكو: إن العلاقات السورية العراقية قوية وتاريخية وأخوية ومتينة، والشعب العراقي سيكون دائماً داعماً للشعب السوري، موضحاً أن موقف العراق كان ثابتاً منذ بداية الأزمة في سورية برفض التدخلات الخارجية في شؤون سورية الداخلية والوقوف مع تطلعات الشعب السوري. وأضاف: إننا نشعر بما يمر به الشعب السوري لأننا أيضاً تعرضنا للإرهاب وجرائمه، معرباً عن أمله بأن ينتهي الوجود الإرهابي في سورية كي تعود إلى ما كانت عليه في السابق بلداً جميلاً آمناً.