الصفحة الاولىصحيفة البعث

تسوية أوضاع المئات في ببيلا وبيت سحم ويلدا والحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في ريف حماة

 

 

في إطار الجهود المبذولة لاستكمال اتفاق إنهاء الوجود الإرهابي في ببيلا وبيت سحم ويلدا جنوب دمشق، تواصل الجهات المختصة تسوية أوضاع المسلحين في البلدات الثلاث للعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، حيث تم خلال الأيام القليلة الماضية تسوية أوضاع المئات من أبناء المنطقة.
وفيما عثرت الجهات المختصة خلال تمشيطها بلدة الحولة بريف حمص الشمالي على كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة من مخلفات الإرهابيين، بدأت مناطق وقرى ريف حماة الجنوبي تستعيد نبض الحياة تدريجياً بعد تحريرها من براثن الإرهاب مع استنفار طواقم الصيانة والترميم في الجهات والمؤسسات الخدمية بالمحافظة لإعادة تأهيل المنشآت والمرافق الخدمية التي تعرضت للتخريب جراء اعتداءات الإرهابيين.
وفي التفاصيل، تم خلال الأيام الثلاثة الماضية تسوية أوضاع حوالي 800 شخص في بلدة ببيلا بريف دمشق بينهم عدد من المسلحين، وذلك بعد أن سلّموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة، وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يمس أمن الوطن والمواطن. وأشار أحد الضباط المشرفين على عملية التسوية إلى أنه استكمالاً لاتفاق البلدات الثلاث، بدأت قبل يومين إجراءات التسوية للمسلحين الذين رفضوا الخروج إلى شمال سورية، مبيناً أن عملية التسوية تجري بشكل ميسر، حيث يتم تنظيم لوائح والتدقيق والتوقيع على وثيقة تعهد تنص على التزامهم بجميع الأنظمة والقوانين المرعية في سورية ليعودوا إلى حضن الوطن.
وفي تصريح مماثل لفت رئيس لجنة المصالحة في بلدة ببيلا الشيخ أنس الطويل إلى الاندفاع الكبير لدى شباب البلدة لتسوية أوضاعهم بعد أن كان مغرراً بهم بداية الأزمة، فيما أشار عدد من الذين تمت تسوية أوضاعهم إلى أن الإجراءات التي تتخذها الجهات المختصة والمعنية بتسوية الأوضاع بسيطة، وتسهم في تسريع عودتهم لممارسة الحياة اليومية الطبيعية، مؤكدين أن الإرهابيين ضغطوا عليهم للخروج معهم إلى الشمال، إلا أنهم أصروا على البقاء في بلدتهم، وتسوية أوضاعهم، والمساهمة في بناء سورية المتجددة.
في غضون ذلك واصلت الجهات المختصة في حمص بالتعاون مع الأهالي عملية تمشيط بلدة الحولة شمال مدينة حمص بنحو 10 كم، حيث عثرت على مدافع متنوعة وقنابل يدوية وألغام وقذائف صاروخية وهاون وعدد من البنادق من مخلفات الإرهابيين الذين تم إخراجهم إلى شمال سورية.
هذا وتعمل الجهات المختصة على تأمين جميع مدن وبلدات وقرى الريف الشمالي عبر إزالة العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون تمهيداً لعودة المدنيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بشكل آمن.
وأعلن ريف حمص الشمالي خالياً من الإرهاب في الـ 16 من الشهر الجاري بعد تسليم الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية أسلحتهم وذخيرتهم وإخراجهم إلى شمال سورية.
من جهة ثانية بدأت مناطق وقرى ريف حماة الجنوبي تستعيد نبض الحياة تدريجياً على مختلف الأصعدة الخدمية والتجارية والاجتماعية بعد تحريرها من براثن الإرهاب مع استنفار طواقم الصيانة والترميم في الجهات والمؤسسات الخدمية بالمحافظة لإعادة تأهيل المنشآت والمرافق الخدمية التي تعرضت للتخريب جراء اعتداءات الإرهابيين طيلة السنوات الماضية.
“سانا” جالت في بلدة عقرب التي استعادت عافيتها، وبدأت فصلاً جديداً من فصول الحياة، والتقت عدداً من أهالي البلدة الذين عبّروا عن ارتياحهم باستعادة الأمان والسلام إلى بلدتهم والبلدات المجاورة بعد سنوات عانت خلالها الكثير جراء ممارسات وانتهاكات عناصر التنظيمات الإرهابية.
أبو سعيد من أبناء بلدة عقرب، قال: إن بلدته عاشت فترة مأساوية جراء أعمال العنف والقمع والقتل والخطف والسلب التي قام بها الإرهابيون لترهيب الأهالي، وذلك بالتوازي مع انعدام المرافق الخدمية جراء التعديات على شبكات وخطوط الكهرباء والماء والطرق والمراكز الصحية، ما جعل البلدة تعيش ظروفاً بائسة، انعدمت فيها أبسط مظاهر الحياة الطبيعية. وتمنى أبو سعيد تسريع الجهود الحكومية لإعادة المؤسسات الخدمية، وإعادة تأهيل وصيانة المرافق التي تعرضت للتخريب على أيدي التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يعزز استقرار الأهالي في بلدتهم، ويزيح عن كاهلهم ما تكبدوه طوال السنوات الماضية.
من جهته قال أسامة حاتم، رئيس بلدية عقرب: إن البلدية واستجابة لمطالب الأهالي تسعى لتأمين وسائط نقل لتأمين التنقل بين بلدات عقرب وطلف وخربة الجامع وإلى مركز المحافظة بالاعتماد على الآليات الخاصة العائدة ملكيتها لأهالي البلدة، إضافة إلى التنسيق مع ناحية حربنفسه بشأن إعداد الضبوط والمحاضر اللازمة لبيان حجم الأضرار والخسائر التي تكبدها المواطنون ليصار إلى تعويض أصحابها.
وبخصوص استصدار البطاقة الشخصية للمتخلفين أوضح حاتم أن البلدية بصدد إحصاء أعداد المتخلفين لإعفائهم من غرامات التأخير، وتسهيل إصدار بطاقاتهم الشخصية، داعياً من يرغب من الأهالي إلى تسوية وضعه، ومشيراً إلى أن الجهات المختصة حريصة على إتمام عمليات التسوية بأيسر السبل.
المهندس محمد رشيد الرعيدي، مدير الشركة العامة لكهرباء حماة، أشار إلى أن كلفة إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية لبلدات عقرب وطلف وخربة الجامع تصل إلى نحو 300 مليون ليرة، تشمل توريد بعض المحولات الكهربائية، وصيانة شبكة التوتر المتوسط، مبيناً أنه سيتم تأهيل الشبكة بشكل تدريجي، وبما يغطي احتياجات الأهالي، وإيصال التيار لمنازلهم.
من ناحيته أكد المهندس مطيع العبشي، المدير العام للمؤسسة العامة للمياه بحماة، أن هناك بئرين في عقرب جاهزان للاستثمار، ووضعهما في الخدمة، في حين أبدى مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة في حماة بسام سلامي استعداد المؤسسة لافتتاح منفذ استهلاكي في عقرب بانتظار تأمين المقر الملائم.
كما أشار زياد كوسا، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة، إلى أن المديرية بصدد إتمام عمليات الكشف على الأضرار التي تعرض لها فرن البلدة تمهيداً لإصلاحه ووضعه بالخدمة.