رائد خليل والشاعرية في “على قلم وساق”
في أربعة عشر عنواناً وعنوان آخر بعدها استغرق لوحده أكثر من ثلثي المجموعة الشعرية للشاعر رائد خليل حملت عنوان “على قلم وساق” وفي بداية المجموعة كتب على سبيل المقدaمة “لكل إنسان وطنان/ دفتر أشعارك/ ونشيد الاحتضان، يبدأ سر التقاسيم بـ “هناك على ميم التخوم/ نبرة ناهضة سليلة الجمر/ تدندن بنهم حطب القصيد”، وعلى هذا الجمر تلتهب حروف المجموعة من أولها إلى آخرها وكأنها دَيمةٌ سكوب في مناخات ربيعية يحدوها بين الحين والحين رعد قاصف تضفي على نصوص المجموعة حيوية ونماء، فمن خلال مهنة الشاعر كرسام كاريكاتور تنشأ مفارقات اللغة وكأنه تعبير للكلمات عما قام بتنفيذه بريشته مثل قوله “علقوا القطرة على حبل غسيل/ فجفت أرواحنا وذبلت” أو عنوان المجموعة نفسها “على قلم وساق” الذي يوضح بشديد الدلالة إلى ما نرمي إليه ويقول “منجل الوقت ملطخ بسنابل الكلام”، وقد تجد بعضاً من روح الفكاهة في جمل قصيرة ومعبرة تنم عن ثقافة عميقة في مختلف المناحي مثلاً “الصبا مبتدأ/ علمته الدمعة الظاهرة/ على خدي” أو “الأسوأ يليق بك” أو “على حبة أرز كتبوا اسمي/ وقتئذ التبس علي/ حجم الكون” وكأنه هنا ينظر بعين الرضا إلى نفسه فمن “قوسها تعرفون قزحي” فبين دفتي هذه المجموعة ينتقل الشاعر بين ميم التخوم باحثاً عن حافات الحروف في موجة اشتهاء.
القصيدة التي استغرقت أكثر من ثلثي المجموعة جاءت غفلاً من العناوين الفرعية ولكنها كانت عبارة عن ومضات تحمل كل مجموعة من عبارتها عنواناً خفياً يندرج في الإطار الكلي ليعلن وحدة نصية، ويقول في الختام “ونسيت أن أختم كتابي بفهرس يليق بك”.
الكتاب صادر عن دار بعل ويقع في 64 صفحة من القطع المتوسط.