اقتصادصحيفة البعث

 مؤسسة “الصناعات الكيميائية” تضع برنامجاً تنفيذياً لمشاريعها الجديدة خلال ثلاث سنوات

 

ينبىء المشهد العام لواقع عمل المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية هذا العام عن سير التعافي لعمل هذه المؤسسة التي لا زالت تعاني عدّة شركات تابعة لها من مشاكل أساسية تبقيها تعمل بطاقة إنتاجية ضعيفة منذ سنوات طويلة، إلّا أن مدير تخطيط المؤسسة كان مصرّاً في حديثه معنا على أن نسبة تطور الإنتاج في المؤسسة تجاوز الـ200% خلال أشهر قليلة نتيجة عودة شركة بلاستيك حلب للإنتاج من جديد، والشركة العامة للأسمدة إلى عملياتها الإنتاجية هذا العام، بعد توقف متقطع خلال سنوات الأزمة، تلاه شلّ نهائي لحركة إنتاجها خلال العام الماضي بسبب عدم توريد الفوسفات والغاز الطبيعي لها..!

ضعف تسويق

لم يخفِ الدكتور أسامة أبو فخر مدير عام المؤسسة ركود عمل الكثير من الشركات التابعة للمؤسسة لأسباب عديدة، أهمها ضعف التسويق واستجرار منتجاتها من قبل شركات القطاع العام المحتاجة لهذه المنتجات، إضافة إلى انخفاض اليد العاملة، نافياً بذلك ما يشاع عن وجود عمالة فائضة في المؤسسة؛ فالشركة العامة لصناعة الأسمدة بحاجة كبيرة إلى كوادر فنية وإدارية بالتوازي مع استمرار توريد الغاز والفوسفات الذي كان متوقفاً لسنوات طويلة، كذلك الأمر بالنسبة لشركة الكبريت المتوقفة عن العمل والتي لم يبقَ منها سوى 36 عاملاً يعملون مع شركة الإنشاءات المعدنية، وتحتاج شركة الصناعات التحويلية “كنار” إلى تطوير خطوط إنتاجها ورفدها بالعمالة، أما شركة زجاج دمشق لا زالت متوقفة لعدم إنجاز مشروع الزجاج المسطح “فلوت”، وتجري المفاوضات حالياً لتلزيم المشروع لشركة جديدة أو عودة الشركة المتعاقدة لإتمام أعمالها بشروط، مع تحديد مدة زمنية لتسليم المشروع، ولا تزال شركة زجاج حلب على وضعها رغم المناشدات للنهوض بها، لكن الرد دائماً يكون بالحاجة الماسة للرساميل الضخمة، أو البحث عن شريك استراتيجي لإعادة إقلاعها، وتعمل شركة تاميكو في موقع بديل مقتصراً إنتاجها على الأقراص والكبسول، وسيضاف في نهاية العام منتج جديد وهو الشراب الجاف.

تطور في التنفيذ

وعلى الرغم من مشاكل هذه الشركات إلّا أن الدكتور نضال طالب مدير تخطيط المؤسسة قدّم لنا أرقام توضح التطور الحاصل بعمل هذه المؤسسة خلال أشهر قليلة حيث بلغت قيمة الإنتاج المخطط في الشركات التابعة للمؤسسة خلال العام الماضي حوالي 33 مليار ليرة سورية وكانت قيمة الإنتاج الفعلي 23,3 مليار ليرة، أي بنسبة تنفيذ 70% حازت شركة الأسمدة على الجزء الأكبر من هذه القيمة حيث بلغت قيمة إنتاجها 14,4 مليار ليرة سورية، كما بلغت قيمة مبيعات الشركات التابعة للمؤسسة حوالي 20 مليار ليرة من قيمة مبيعات مخططة تبلغ 32,3 مليار ليرة أي بنسبة تنفيذ لخطة المبيعات 62%، وحول الوضع المالي فقد حققت الشركات التابعة أرباحاً تقديرية عن كامل العام الماضي حوالي 1,2 مليار ليرة سورية، كذلك بلغت الاعتمادات الاستثمارية الإجمالية في الشركات التابعة حوالي 3,5 مليارات ليرة وكانت قيمة التنفيذ الفعلي 1971 مليون ليرة، ويعود سبب تدني نسب تنفيذ الخطط الاستثمارية –حسب طالب- إلى فشل الإعلانات لأكثر من مرة، ولعدم ورود عروض أو لورود عروض بأسعار مرتفعة مما يؤخر التنفيذ، في حين كانت قيمة الإنتاج المخطط له للربع الأول من هذا العام 28,2 مليار ليرة، وبلغت قيمة الإنتاج المنفذ 7,7 مليار بنسبة تنفيذ 27% لهذا الربع، وبمقارنة مع الربع الأول من العام الماضي الذي كانت قيمة إنتاج الشركات التابعة للمؤسسة 3,4 مليارات، نجد أن نسبة التطور 227%، وكذلك وصلت قيمة مبيعات الشركات المنفذة 7,8 مليارات من قيمة مبيعات مخططة بلغت 28,2 ملياراً، أي بنسبة تنفيذ 28% وبتطور عن العام السابق 200%.

خطط ومشاريع

تعمل المؤسسة على تخطّي الصعوبات التي تعاني منها والتي تبرز في مشاكل التمويل لبعض الشركات والمشاكل التسويقية من خلال وضع خطط ومشاريع للمرحلة القادمة، حيث بدأت المؤسسة منذ مطلع العام الحالي بوضع الإجراءات الأساسية لمجموعة من المشاريع الجديدة التي سترفد عمل القطاعات الموجودة لخصها مدير التخطيط بمشروع إنتاج سيرومات في اللاذقية، ومشروع إنتاج الأدوية البشرية في السويداء، ومشروع لصهر البازلت، مشيراً إلى أنه تم وضع برنامج تنفيذي لهذه المشاريع خلال ثلاث سنوات.

ميس بركات