ميركل تحذّر من رد موحّد وحازم على الضرائب الأمريكية
مضت الولايات المتحدة قدماً في فرض رسوم جمركية على واردات الألومنيوم والصلب من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، وذلك مع انتهاء إعفاء مؤقت كان قد منح لهذه الدول.
وأبلغ وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس الصحفيين أمس خلال إيجاز صحفي عبر الهاتف بأن رسوما نسبتها 25% ستطبق على واردات الصلب، ورسوماً بنسبة 10% ستطبق على واردات الألومنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، مشيراً إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من منتصف ليل اليوم الجمعة، مضيفاً: نتطلع إلى استمرار المفاوضات مع كل من كندا والمكسيك من جهة، ومع المفوضية الأوروبية من جهة أخرى، لأن هناك قضايا أخرى يتعين علينا تسويتها.
ويمهد القرار الأمريكي الطريق لحرب تجارية بين واشنطن وحلفائها، حيث توعد الاتحاد الأوروبي بالرد بالمثل، وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: إن الاتحاد سيفرض تدابير سريعة لموازنة رسوم الصلب والألومنيوم التي فرضتها واشنطن، ووصف يونكر الخطوة الأمريكية بالسيئة، وقال: إن هذا يوم سيء على التجارة العالمية.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تقوم بزيارة إلى لشبونة حذرت بأن الاتحاد الأوروبي سيرد بشكل موحد وحازم، في حال فرضت الولايات المتحدة ضرائب على واردتها من الفولاذ والألومنيوم من التكتل، مشددة على أن الدول الأعضاء في التكتل اتفقت على الرد بشكل ذكي وحازم وموحد، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة البرتغالي انطونيو كوستا، مشيرة إلى أن الرسوم لا تتوافق مع لوائح منظمة التجارة العالمية.
وفي وقت سابق، توعدت بروكسل بفرض رسوم على بضائع أمريكية مثل دراجات هارلي دايفيدسون، وسراويل الجينز، رداً على الرسوم الأمريكية.
من جانبه، حذر وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس من أي عودة إلى التدابير الحمائية في التجارة العالمية في حين تهدد واشنطن بإعادة فرض ضرائب أميركية عقابية على الفولاذ والألمنيوم الأوروبي، مؤكداً أمام الصحافة أثناء لقاء جمعه بنظيره الصيني وانغ يي في برلين ليس لدينا أي مصلحة في العودة إلى الوراء في السياسة التجارية، وقال: لأكون واضحاً سياسة الحمائية والانغلاق في وجه التبادل الحرّ يجب ألا تعود.
وتتوقّع المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم في أفضل الأحوال أن تفرض واشنطن حصصاً على الواردات.
وفي مواجهة الأميركيين، يعمل الأوروبيون على البقاء متحدين ويدعون إلى تجارة متعددة الأطراف. لكن وزير التجارة الأميركي بدد هذه الآمال، مؤكداً أن إدارة ترامب تفضل العلاقات الثنائية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض في الثامن من آذار رسوماً جمركية باهظة على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم بلغت نسبتها 25% على الصلب و10% على الألمنيوم، وأعفيت صادرات الاتحاد الأوروبي من هذه الرسوم الجمركية لفترة مؤقتة انتهت في الأول من أيار ومددت حتى الأول من حزيران.
وقدّم الاتحاد الأوروبي عرض تسوية للخلاف الجمركي مع واشنطن يقضي بالتعهد بتسهيلات تجارية للولايات المتحدة الأميركية، إذا كان هناك في المقابل إعفاء دائم للاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية على الصلب والألمنيوم.
وإذا لم تستجب الولايات المتحدة للعرض، وأنهت إعفاءها لشركات أوروبية من الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض رسوم عقابية على منتجات أميركية مثل الويسكي أو الدراجات النارية أو الجينز.