رشا الزغبي: جمهور مسرح الطفل لايجامل
بعد مشاركتها في مسرحية الأطفال “ضيف الدب” مع المخرج غسان الدبس تجدد الفنانة رشا الزغبي تعاونها مع الدبس من خلال مسرحية “دو ري مي.. أبجد هوّز” للكاتب جوان جان والتي من المقرر عرضها خلال فترة عيد الفطر السعيد على خشبة مسرح القباني وهي من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا.
ليس مصادفة
وعلى هامش تدريبات العمل بيّنت الزغبي أنها سعيدة بتعاونها الثاني مع المخرج الدبس الذي استطاع برأيها من خلال “ضيف الدب” العمل الأخير لها في مسرح الطفل و”دو ري مي.. أبجد هوز” إخراج الطفل الموجود في داخلها، معترفة أنها تفاجأت بما اكتشفه فيها كمخرج على خشبة المسرح من خلال شخصية الثعلب و”دو ري مي.. أبجد هوز”، مشيرة إلى أنها تجسد شخصية إحدى الغولات في المسرحية إلى جانب الفنانتين تماضر غانم وإنعام الدبس لتكشف المسرحية أن الغولات من خيال الكبار وكانت إحدى وسائلهم لتخويف الأطفال، في حين أنهن في المسرحية يلعبن مع الأطفال ويتعلمن الموسيقا والرسم لتكون رسالة المسرحية أنه ما من شر مطلق في الحياة، مؤكدة الزغبي أن وجودها في مسرح الطفل واستمرارها فيه ليس وليد مصادفة، لأن الممثل الذي يشارك في هذه المسرحيات يجب أن يحب هذا النوع من المسرح وجمهوره من الأطفال.
جمهوره لا يجامل
وتوضح رشا أن الممثل يجد متعته في المسرح سواء أكان للكبار أو للصغار، خاصة إن قُدِّمت المسرحية بطريقة جديدة، لذلك تؤكد أنها استمتعت بالعمل مع المخرجة آنا عكاش في مسرحية “هنّ” وهو آخر عمل شاركت فيه الزغبي في مسرح الكبار، لأن المخرجة اشتغلت بطريقة جديدة مع الممثلين.. من هنا لا تجد الزغبي اختلافاً بين مسرح الصغار ومسرح الكبار، ففي كلا المسرحين يجب على الممثل –برأيها- أن يجتهد ويبحث، إلا أنها تعترف أن مسرح الصغار هو الأكثر خطورة وصعوبة، خاصة وأن جمهوره لا يجامل، وردود أفعاله حقيقية وصادقة، فهو يعبّر عن آرائه بشكل مباشر، ولأنه كذلك يجب على الممثل أن يعتني بكل تفصيلة من تفاصيل شخصيته ليكون من خلالها قادراً على شد انتباه الطفل وجعله منجذباً طيلة فترة العرض لأن فشل الممثل في تحقيق ذلك يشتت انتباه الطفل، ومن هنا تقع على ممثل مسرح الطفل مسؤولية كبيرة لجعل التواصل بينه وبين الطفل مستمراً طيلة فترة العرض.
وتبيّن الزغبي أنه في مسرح الطفل قد ينجح ممثل وقد يفشل آخر، ونجاح أي ممثل في هذا المسرح يتوقف على صدقه مع نفسه ومع الطفل، منوهة إلى أن أكبر المطبات التي تتكرر في معظم أعمال مسرح الطفل هو التكرار، منوهة إلى أنها كممثلة تحب التجديد في كل عناصر العرض المسرحي سواء في مسرح الكبار أو الصغار، والمشكلة الأكبر برأيها أن الجمهور أحياناً لا يتقبل ما هو جديد بسهولة، مشيرة إلى أن عروض مسرح الطفل ما زالت لا تجاري طفل اليوم في تفكيره ولم تُقَدَّم له أعمالاً ترتقي لسوية ما وصل إليه طفلنا في عصرنا الحالي، مؤكدة في الوقت ذاته أن المخرج غسان الدبس يعمل كمخرج بشكل جديد مع الممثل من خلال دعوته للّعب على الخشبة بدلاً من تحويله إلى أداة تُنَفِّذ ما برمجه المخرج، وهذه الطريقة برأيها تتيح المجال لكل الممثلين لتقديم اقتراحاتهم التي ستخضع لتشذيبها وتعديلها من قِبَل المخرج لتُقَدَّم في النهاية بالشكل الأنسب.
تتعلم من الأطفال
وتبدو رشا سعيدة بوجود مجموعة من الأطفال في مسرحية “دو ري مي.. أبجد هوز” سيقفون على الخشبة كممثلين، وهذا برأيها ما يميّز هذا العمل عن غيره من الأعمال التي سبق وأن قُدِّمت في السابق، وتعترف أنها تراقبهم كيف يشتغلون على الخشبة لتتعلم منهم، كما تؤكد أن الكتابات النقدية التي تسلط الضوء على سلبيات وإيجابيات العمل المسرحي الذي تشارك فيه تعنيها كثيراً، كما يهمها رأي الجمهور الذي تتلمسه مباشرة من الأطفال، وكذلك وجود انسجام بين فريق عمل أي مسرحية تعمل بها لأن ذلك عامل هام ومساعد في النجاح، وهذا ما يتحقق في مسرحية “دور ري مي.. أبجد هوز”.
وعن سبب ابتعادها عن الدراما التلفزيونية تبيّن الزغبي أنها ليست مبتعدة ولكن لا عروض تُقَدَّم لها من قِبَل المخرجين، وتنوه أنها ليست حزينة على عدم وجودها في الكثير من الأعمال، خاصة وأنها ترى تراجعاً في مستوى الدراما السورية، ولكن هذا لا يعني عدم وجود بعض الأعمال الجيدة والمختلفة مثل “شبابيك” للمخرج سامر برقاوي، و”وحدن” للمخرج نجدة أنزور.
أمينة عباس