“تحالف واشنطن” يرتكب مجزرة جديدة في تل الشاير بريف الحسكة.. وألغام ومواد سامة سعودية المنشأ في يلدا وببيلا
بعد نحو 24 ساعة على ارتكابه مجزرة بحق الأهالي في قرية ذيب هداج استشهد خلالها مدنيون، جدد “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة عدوانه على القرى والبلدات في منطقة تل الشاير بريف الحسكة الجنوبي عبر قصف طائراته بعدد من الصواريخ قرية حسن العلي، ما تسبب باستشهاد وجرح 4 مدنيين على الأقل، ووقوع دمار كبير في المنطقة. في وقت أحبطت وحدات من الجيش تسلل مجموعات إرهابية من تنظيم داعش إلى قريتي الحسرات والشعفة في منطقة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وأوقعت في صفوفهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وفيما عثرت الجهات المختصة خلال تمشيط بلدتي يلدا وببيلا على عبوات ناسفة وألغام ومواد سامة من منشأ سعودي وشبكة من الأنفاق والخنادق المتصلة من مخلفات الإرهابيين، تم استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي أفضى إلى إخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية إلى شمال سورية، حيث سوت الجهات المختصة أوضاع عدد من المسلحين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم تمهيداً لممارسة حياتهم الطبيعية في المجتمع.
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر أهلية في الحسكة أن طائرات تابعة ” للتحالف الدولي” اعتدت الليلة قبل الماضية على قرية حسن العلي جنوب شرق مدينة الشدادي، ما أدى إلى استشهاد رجل في الـ 90 من عمره وزوجته وإصابة ابنه وزوجته بجروح خطيرة، حيث تم نقلهم إلى أحد مشافي الشدادي لتلقي العلاج، وبيّنت أن العدوان تسبب بوقوع دمار في المنازل، وإلحاق أضرار كبيرة بالأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير.
ولفتت المصادر إلى أن قريتي الدحو والدشيشه وبعض قرى تل الشاير شهدت حركة نزوح كبيرة للأهالي خوفاً من تجدد القصف العشوائي لطائرات “التحالف الدولي” التي كثفت خلال الأيام الماضية من عدوانها على القرى والبلدات في المنطقة بزعم استهداف إرهابيي داعش.
وارتكب “التحالف الدولي” منذ تشكيله بشكل غير شرعي من خارج مجلس الأمن في عام 2014 بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي عشرات المجازر، أسفرت عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين، إضافة إلى استهدافه البنى التحتية من جسور ومنشآت حيوية في أرياف دير الزور والحسكة، وتدميره مدينة الرقة بشكل شبه كامل، وتهجير مئات الآلاف من سكانها.
في غضون ذلك اشتبكت وحدة من الجيش مع مجموعة إرهابية من تنظيم داعش، تسللت من اتجاه الحدود السورية العراقية إلى قرية الشعفة على الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور، وانتهت الاشتباكات بسقوط أفراد المجموعة الإرهابية بين قتيل ومصاب.
كما تصدت وحدة من الجيش لمحاولة تسلل مجموعات إرهابية إلى قرية الحسرات شمال مدينة البوكمال، وقضت على أغلبية أفرادها، ودمرت عتادهم وآلياتهم.
وخلال مواصلتها تمشيط يلدا وببيلا وبيت سحم من مخلفات الإرهابيين عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي على عتاد هندسي وعدد من العبوات الناسفة والألغام، منها مضاد للدبابات وقنابل يدوية ومحلية الصنع ومواد تدخل في صناعة المتفجرات وأقنعة واقية يتم استخدامها أثناء طبخ المواد الكيميائية، إضافة إلى مؤقتات زمنية وأجهزة اتصال وفتيل صواعق تركي المنشأ من مخلفات الإرهابيين.
وأشار مراسل “سانا” إلى أن أحد الأساليب الإجرامية التي اتبعها الإرهابيون لاستهداف المدنيين هناك الألغام التشبيكية، وهي عبارة عن لغم موصول بخيط وعند الاحتكاك به ينزع مسمار الأمان، ما يؤدي إلى انفجار اللغم، لافتاً إلى العثور على ورشة بداخلها مواد شديدة الانفجار سعودية المنشأ وزهر الكبريت وفلاتر للتصفية ومواد متفجرة.
وبيّن المراسل أنه خلال عملية استكمال تمشيط بلدة ببيلا ضبط عناصر الهندسة خندقاً موصولاً بنفق بطول نحو 1 كيلو متر من مركز البلدة على اتجاه حي سيدي مقداد، حفره الإرهابيون بين المنازل وتحتها، وردموا غرف المواطنين وأثاثهم بالتربة، وكانوا يستخدمونه في التنقل ونقل الأسلحة والذخيرة التي كانوا يستهدفون بها المناطق السكنية المجاورة، مشيراً إلى أنه تم العثور داخل النفق على عدد من العبوات الناسفة زرعها الإرهابيون بين جدران النفق، تم التعامل معها وتفكيكها.
وفي إطار استكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي أفضى إلى إخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية إلى شمال سورية سوت الجهات المختصة أوضاع عشرات المسلحين من بلدة يلدا بعد تسليم أنفسهم وأسلحتهم، وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يعكر صفو الأمن والسلم العام.
وبيّن الضابط المشرف على عملية التسوية أن عملية تسوية أوضاع المسلحين الذين رغبوا بالبقاء في منازلهم ببلدات يلدا وبيت سحم وببيلا مستمرة، حيث تمت تسوية معظم أوضاع مسلحي بيت سحم وببيلا، والآن تتم تسوية أوضاع مسلحي يلدا، لافتاً إلى أن إجراءات التسوية بسيطة وميسرة، وتتم بسرعة لإعادة المغرر بهم إلى حياتهم الطبيعية والمساهمة في بناء الوطن، وأشار إلى أن الجهات المختصة تسلمت من الذين سويت أوضاعهم بنادق آلية وقواذف (ار بي جي) وقناصات وذخيرة متنوعة.
وفي ريف حماة ضبطت الجهات المختصة خلال تمشيط قرية طلف مشفى ميدانياً من مخلفات التنظيمات الإرهابية في إطار استكمال أعمال تثبيت الأمن والاستقرار في بلدات وقرى ريف المحافظة الجنوبي بعد إخراج إرهابيين إلى شمال سورية.
وبيّن مراسل “سانا” أن المشفى محصن بجدران من حجر البازلت بسماكة 1 متر تقريباً، ويضم 40 سريراً ومستودعات أدوية، أغلبها تركي المنشأ وغرفة عمليات مزودة بشبكة غازات طبية للإنعاش، وأشار إلى أن الجهات المختصة وقوى الأمن الداخلي تتابع أعمال تمشيط القرى والبلدات بريف حماة الجنوبي بعد إخراج الإرهابيين غير الراغبين بالتسوية إلى شمال سورية، وذلك لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعها تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إليها، ومساهمة أبنائها ببناء ما دمره الإرهاب التكفيري.