الصفحة الاولىمن الاولى

مئات الطلعات الجوية وملايين الدولارات والنتيجة "صفر" أوباما يروّج لحملة طـويـلـة الأمـد ضـد "داعـش" لاســتـمـرار ابـتـزاز "بـرامــيل النـفـط والــغـاز"

فيما بدأت تتكشف فيه الأهداف الحقيقية للحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة، بحجة القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، ويظهر الهدف الاقتصادي للتحالف كجانب مهم من غايات إدارة باراك أوباما، إضافة لغاياتها السياسية المتعددة، والتي تأتي محاربة الإرهاب في آخرها، حيث شكلت الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية فرصة مثالية للشركات الأمريكية المصنعة للأسلحة، وخاصة تلك التي تعنى بصناعة الصواريخ والطائرات دون طيار.
ويقول خبراء: إن أحوال الشركات المتعاقدة مع الجيش الأمريكي أفضل بكثير مما كانوا يتوقعونه قبل أعوام قليلة، فالحرب ضد تنظيم “داعش” تعني تمويل وتطوير طائرات مقاتلة ومراقبة وتموين فائقة التقدم، ومع أن السوق المالية تعاني انخفاضاً ارتفعت أسهم شركات تصنيع الأسلحة بسبب الكثير من العقود الجديدة، لتتأكد الشعوب أن الحروب وبال عليها، تدفع ثمن ويلاتها من دماء أبنائها واستقرارها ومقدراتها.
تصريحات أوباما بطول أمدها تعبير صادق عن أن الحرب ما هي إلّا في جزئها الأكبر تجارة رابحة لإنعاش اقتصاد مأزوم على حساب دماء الأبرياء وآهاتهم، لتؤكد مجدداً عدم جدية محاربة الإرهاب المعلنة كهدف لتحالفهم، إذ تشير التقديرات الأمريكية التي تنشر أرقامها الفلكية عن الحرب على التنظيم الإرهابي، دون أن يكون لها أية جدوى، إلى إنفاق ما لا يقل عن 10 ملايين دولار يومياً.
وفي إشارة إلى الفشل الواضح الذي منيت به حملة الإدارة الأميركية المزعومة للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، وتحقيقها نتائج عكسية خطيرة تمثلت بتوسع الهجمات الإرهابية التي ينفذها التنظيم المذكور، أكد الكاتب الصحفي ديفيد تايلور في مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية أن جميع المعارك التي يخوضها أوباما بحجة القضاء على الإرهاب هي “أقرب للفشل منها إلى النجاح”، وأوضح أن الرئيس الأمريكي، الذي شكل تحالفاً بحجة شن ضربات جوية على “داعش”، والعمل على القضاء عليه، يواجه سؤالاً واحداً يطرحه العديد من الأشخاص ألا وهو: “لماذا لم نربح الحرب بعد”.
واعتبر تايلور أن أوباما يواجه ثلاث معارك، أولها التخلص من تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيراً إلى “أنه على الرغم من شن هذه الضربات الجوية إلّا أن التنظيم الإرهابي مازال مسيطراً على أرض المعركة”، ساخراً من النتائج التي حققتها حملة واشنطن العسكرية ضد التنظيم، متسائلاً عن جدوى إنفاق مبالغ طائلة على هذه الضربات، التي لم تنجح حتى الآن إلّا في تفجير شاحنة تابعة للتنظيم المذكور، أو قتل بعض من إرهابييه.
وأضاف تايلور: إن المعركة الثانية التي يواجهها أوباما تتمثل في التوصل إلى حل في العراق، معتبراً أن “بناء وحدة سياسية في العراق يعد مفتاح الحل”، أما المعركة الثالثة فيرى أنها في سورية، مشيراً إلى أنه ما من أحد يعتقد أن بإمكان الإرهابيين الذين تطلق عليهم الولايات المتحدة اسم “المعارضة المعتدلة” التغلب على تنظيم “داعش” الإرهابي، إلّا في حالة واحدة تتمثل في “بناء تحالف بين جميع المعارضين”، على حد قوله.
ويندرج في مصطلح “المعارضة المعتدلة”، العديد من التنظيمات الإرهابية التي تتقاطع في الغايات والأساليب مع تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي تزعم واشنطن محاربته.
وبالعودة إلى اجتماع القادة العسكريين لأكثر من 20 دولة انضمت للتحالف الأمريكي، في قاعدة اندروز الجوية الأمريكية اكتفى أوباما بالإعراب عن قلق “بالغ” بشأن التقدّم الذي حققه التنظيم الإرهابي في مدينة عين العرب السورية، وفي غرب العراق، في دليل آخر على عدم جدية هذه الحملة الأمريكية ضد التنظيم الإرهابي المذكور، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الضربات الجوية للتحالف ستستمر في كل من هاتين المنطقتين، دون إعطاء مهلة محددة لهذه الضربات ومدى فعاليتها.
ولم يلمح أوباما إلى أي تغييرات فيما يعتبره استراتيجية طويلة الأمد، حتى مع تزايد النداءات لمنع التنظيم من السيطرة على مزيد من الأراضي، معتبراً أن الحملة ما زالت في “مراحلها الأولية”، وأنه ستكون هناك أيام للتقدّم، وستكون هناك فترات من الانتكاسات، موضحاً أن التحالف متحد وراء هذا المسعى طويل الأمد.
يشار إلى أن الاجتماع كان مع قادة عسكريين من 22 دولة من بينهم ممثلون عن أنظمة تركيا وآل سعود، وترأسه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.