الصفحة الاولى

لاريجاني يدعو واشنطن لمنع "أصدقائها" من إرسال السلاح والأموال الطائلة إلى الإرهابيين ميدفيديف: الحكومة السورية المسؤول الوحيد عن حماية سيادة الشعب السوري

“التحالف الدولي”، الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش”، ما هو إلا كذبة كبرى، وخدعة أمريكية جديدة للتدخل في شؤون المنطقة بشكل علني وصريح، ورسم خريطة جديدة لها وتجزئتها إلى دويلات، بعد أن فشلت خطط الغربيين وأتباعهم الإقليميين، من “إسرائيل” وتركيا إلى مشايخ الخليج، التي لم تعد تجد نفسها إلا تابعة وملحقة بالركب الأميركي، ولذلك تستعيد أميركا الوهم مرة أخرى، وبظنها أن بمقدورها في هذه الفترة أن تخلط الأوراق والحسابات والمعادلات لإنجاح مخططات “الفوضى الخلاقة”، وضرب محور المقاومة، وتفتيت الدول العربية.
بالأمس، أكد رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف أن الحكومة السورية هي المسؤول الوحيد عن حماية سيادة الشعب السوري، مشدداً على أن أي نشاط للتحالف الدولي الموجه ضد تنظيم داعش الإرهابي يجب أن يحصل على موافقتها.
وقال ميدفيديف في حديث لقناة “سي إن بي سي” التلفزيونية الأمريكية: إن ثمة سؤالاً مشروعاً حول نشاط التحالف الدولي الموجه ضد تنظيم داعش، وهو إذا كان هذا النوع من النشاط ضرورياً حقاً، فمن الضروري أيضاً التوافق على موقف مشترك، والحصول على موافقة الحكومة الشرعية في سورية، مضيفاً: قد لا يحلو هذا الموقف لشخص ما، وهناك من له علاقة سيئة بالقيادة السورية، ولكن طالما لم يحدث أي شيء من هذا القبيل فإن الحكومة المركزية في سورية هي الراعي الوحيد لسيادة الشعب السوري، وأوضح أن موقف روسيا من نشاط التحالف الدولي الموجه ضد تنظيم داعش لا يتعلق بموقف الولايات المتحدة من سورية، التي لم تعد تتمسك بموقفها السابق من الرئيس بشار الأسد، بل في الحقيقة المسؤولون الأمريكيون يحاولون العثور على اتصالات منفردة مع قيادة الدولة السورية.
وشدد ميدفيديف على ضرورة أن يكون أي نشاط في مكافحة الإرهاب مبنياً على الإجماع الدولي، وليس بقرار من دولة واحدة، حتى لو كانت على قدر كبير من الاحترام، وأنه يجب الاعتماد على الإجماع الدولي حصراً، وأشار إلى وجود قصص قديمة وغير سيئة في عمل روسيا على مكافحة الإرهاب مع الدول الأخرى، بما فيها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفاً: إننا ندرك مسؤوليتنا بصفتنا الدولة التي تملك أولاً قدرات معينة، وثانياً الدولة المهددة من قبل الإرهاب، والتي تشعر بضغط القوى الإرهابية، التي يتشكل قسم منها في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح أن روسيا لم تتخل عن واجباتها ولم تبتعد عن التعاون في مكافحة الإرهاب، ولكن التفويض بتنفيذ عمليات ضد الإرهاب يجب الحصول عليه في إطار القانون الدولي، أي على أساس قرار منظمة الأمم المتحدة، وعلى أساس الإجماع الدولي، الذي يجب التوصل إليه.
ولفت ميدفيديف إلى أنه عندما يجري القيام بمواجهة الإرهاب على أساس قرار بعض الحكومات، حتى لو كانت نواياها خيرة جداً، فذلك أمر سيئ، مبيناً أن ذلك حدث مرات عديدة في العراق وفي أفغانستان، وهذا ما جرى ويجري في الوقت الحاضر في سورية.
وفي جنيف، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الشعبين السوري والعراقي قادران على التصدي للتنظيمات الإرهابية، مشدداً على أنه لا يمكن القضاء على الإرهابيين بقصف مواقعهم بل يجب اختيار سبيل آخر للتصدي لهم، وقال في تصريحات صحفية: إن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بحاجة إلى حل أمني، ولا شك أن العمليات العسكرية ستكون جزءاً من هذا الحل، داعياً الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية إلى وقف دعمها للإرهابيين بالمال والسلاح، وأوضح أن أفضل أنواع الدعم الذي يمكن أن تقدّمه أمريكا هو منع حلفائها وأصدقائها من إرسال السلاح والأموال الطائلة إلى هذه العصابة الإجرامية.
كما دعا لاريجاني جميع مكوّنات الشعبين السوري والعراقي لبذل قصارى جهودهم لضمان التصدي والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن هذا التنظيم لم ينشأ تلقائياً، لذلك يجب البحث عن جذوره كي نعلم أن القوى الكبرى وعدداً من دول المنطقة هم من كانوا وراء تشكيله.
ويزور لاريجاني جنيف للمشاركة في الاجتماع 131 للاتحاد البرلماني الدولي.
وفي بيروت، أكد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود فشل المراهنات الداخلية والخارجية على إضعاف سورية أمام الهجمة الدولية الإرهابية التكفيرية، لافتاً إلى أن سورية قوية بجيشها وشعبها وقيادتها الحكيمة، وهي انتصرت على المؤامرة الدولية ضدها، وقال في بيان: إن الدولة السورية لا تزال تمسك بزمام الأمور، وإن كل مسعى عربي أو دولي لضرب مقومات صمودها إنما يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي، المتناغم مع العصابات الإرهابية التكفيرية، ومع أعداء الأمة العربية، ودعا جميع المراهنين على التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب إلى الكف عن هذه المراهنات الخاطئة التي ثبت عقمها، وأن هذا التحالف لا يبغي سوى خدمة أهداف أمريكا وأطماعها في المنطقة.