الناشرون في مؤتمرهم السنوي : الاهتمام بالمضمون وزيادة عدد المعارض
عقد اتحاد الناشرين السوريين أمس مؤتمره السنوي العام السادس تحت شعار ( تعزيز دور النشر في بناء الإنسان وتكريس الثقافة الوطنية وجوهرها العروبة ) بحضور الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام. وذلك في المركز الثقافي في أبو رمانة. حيث تمت مناقشة التقرير المقدم والمتضمن الجوانب السياسية والتنظيمية والإدارية والمالية وواقع المعارض والنشر وواقع القراءة والكتاب وخطة الاتحاد للعام الحالي والمقبل .
مداخلات الأعضاء أشارت إلى ضرورة معالجة مشكلة ارتفاع أسعار الورق والتي تسبب ارتفاعاً في تكلفة الطباعة وغلاء سعر البيع والاهتمام بمضمون الكتب وأن تكون متنوعة لتلبي أذواق مختلف الشرائح والإسراع بالحصول على موافقة الرقابة لإنجاز أعمال الطباعة في الوقت المناسب وزيادة عدد المعارض الداخلية وتفعيل المشاركات الخارجية لإتاحة الفرصة أمام الناشرين لعرض مطبوعاتهم وإيجاد قنوات تسويقية لإيصال الكتاب إلى القارئ والتشدد في موضوع التزوير والقرصنة في الأسواق والتي تؤثر عموماً على نشاط الناشر وتأمين مقر لاتحاد.
وقال الرفيق دخل الله: إن للمؤتمر خصوصيته المستمدة من طبيعة عمل الاتحاد حيث أن أعضاءه يتعاملون مع الثقافة ودورها في عملية البناء الفكري وصناعة الرأي ومع النخب المثقفة التي لها حضورها وتأثيرها الكبير لدى القراء وبالتالي يجب على أعضاء المؤتمر طرح كل القضايا والموضوعات التي تطور عمل الاتحاد وتخدم عملية النشر وتحقق خدمات للزملاء بدون أي حواجز أو خطوط حمراء طالما الهدف المصلحة العامة والقيادة تدعو دائماً إلى إتباع هذا المبدأ عند عقد أي مؤتمر وقد حقق نتائج إيجابية، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بعملية النشر وزيادة أعداد الكتب المطبوعة إلى رقم معقول لاسيما وأن عدد أي كتاب يطبع لا يتجاوز الألف نسخة في حين كان العدد في السبعينيات يصل ثلاثة آلاف نسخة، منوهاً إلى ضرورة أن يوزع الكتاب السوري في الدول العربية وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة لسورية، واقتصادياً بالنسبة للناشرين، لافتاً إلى أن صناعة الكتاب مهمة جداً وهذا الأمر يجب أن يعمل عليه جيداً خلال الفترة القادمة .
وأشار الرفيق عضو القيادة القطرية إلى النشاطات التي قام بها الاتحاد خلال الفترة الماضية، ورأى أنها مهمة على صعيد المعارض العربية ويجب أن يكون هناك معارض على صعيد الدول الغربية والتي أصبحت أبوابها مفتوحة لنا وتعترف بنا ثقافياً وأدبياً، داعياً إلى أهمية التركيز على آلية نشر الكتاب والترويج له بالشكل المناسب والتدقيق في المصطلحات التي تطبع والاهتمام بالمضمون والشكل والتركيز على المدارس والجامعات مستقبلاً من خلال إقامة المعارض مشدداً على أن للنقابات والمنظمات دوراً مهماً جداً خلال الفترة القادمة وهي تملك الأدوات والوسائل التي تساعدها على القيام بدورها المهني والمجتمعي، مشدداً على ضرورة تعزيز العلاقة مع جميع الجهات التي لها علاقة بموضوع النشر.
وفيما يتعلق بموضوع الرقابة أوضح الرفيق د. دخل الله أن الرقابة موجودة في جميع الدول وتقوم بها والهدف ليس الرقابة بحد ذاتها وإنما التأكد من صحة المعلومات ودورها توجيهي وتكميلي، مشدداً على ضرورة الاهتمام بموضوع استطلاعات الرأي حول الكتب التي تنشر لمعرفة أهمية ما ينشر والكتب المطلوبة وأن يتم الاهتمام بموضوع الملكية الفكرية، مؤكداً أهمية المداخلات التي قدمت والتي تدل على مدى الإلمام بظروف المهنة والإحساس العالي بالمسؤولية الملقاة على الناشرين وأن ما قدم من مقترحات سيعمل المكتب على معالجتها مع الجهات المعنية.
وقال الرفيق هيثم الحافظ رئيس اتحاد الناشرين السوريين إن المؤتمر فرصة هامة لتقييم العمل خلال الفترة الماضية لمعرفة الايجابيات لتعزيزها والسلبيات لتجاوزها وطرح كل القضايا والموضوعات بشفافية وحرية واضعين نصب أعيننا مصلحة الوطن أولاً وزملائنا وواقع المهنة ثانياً والتي تطورت بشكل لافت خلال الأعوام الماضية حيث أصبحت صناعة النشر في سورية تضاهي الدول المتقدمة من حيث استخدام التكنولوجيا المتطورة في عملية الطباعة في مختلف مراحلها وتطور صناعة معارض الكتاب، لافتاً إلى أن هناك زيادة في عدد العناوين المطبوعة وأن ظروف الحرب الصعبة لم تمنع الناشرين من القيام بواجبهم الوطني والاتحاد كان مواكباً لهم وللصعوبات التي واجهتهم وعمل على تذليلها بالتعاون مع الجهات المعنية، لافتاً إلى أن العمل المؤسساتي هو الشعار الذي يحرص الاتحاد على تطبيقه دائماً.
ودعا الحافظ إلى ضرورة بذل المزيد من العمل لتطوير عملية النشر لاسيما وأن الاتحاد شريك حقيقي في عملية إعادة الاعمار من خلال الاستثمار في الإنسان وهو أعظم وأهم أنواع الاستثمار، منوهاً إلى أن الاتحاد سيعمل على تنفيذ الطروحات والتوصيات التي تم طرحها.
بسام عمار