بدون تعليق..
بدون تعليق..! كثيراً ما كنا نقرأ تلك العبارة المذيلة في أعلى اللوحة أو في أسفلها.. أو في يمينها أو شمالها.. وكل واحد يكتبها بحسب اتجاهه وميوله – أي الفكرية- كي لا يُظنّ بنا سوءاً..!
ولكن لا ندري إن كانت الكلمتان تحذيريتان للمتلقي لإسكاته، أو بسبب اعتقاد الرسام أنّ عمله سيشكل صدمة واندهاشاً غريبين.
إذن، هي الصدمة.. أو ربما موضة لها زمن وتاريخ انتهاء.
وفي تعليق آخر.. أي التعليق على حالة ما، يستطرد المتلقف الحدث بعيون فاغرة ووجه أصفر وما أكثرهم أصحاب الوجوه الملونة. يستطيعون إسكاتك حتى لو كان أبو زيد خالك.. فمثلاً مجرد أن تتفوه بقول بسيط لا يقدم ولا يؤخر.. يبحر هذا المتلقف في سرد ممجوج معقبا ومعلقا ومتباهيا باللاشيء. وأنت عاجز أمام جبروته الاستعراضي.
لا بدّ من القول إنّ الفكرة تتكون في الأذهان دون اختلاف يُذكر بين فناني هذا البلد أو ذاك في طريقة التكوين، إلا أنّ الاختلاف يخضع لظروف المجتمع ونمطيته الذي يبدو تأثيره جلياً على الفنان، ففي المجتمعين اللبناني والمصري يعتمد الكاريكاتور فيهما على النكتة الدارجة لأنه الأقرب إلى قلوب الناس حسب رأيهم.
ولوعدنا إلى الرسوم التاريخية التي وُجدت على جدران المعابد والكهوف وأوراق البردي لوجدناها تعبيرية، والتعبيرية هي الاتجاه الأكثر صلة بهذا الفن، فمنهم من يرى أن الكاريكاتور الذي يخلو من التعليق يحتاج إلى عمليتي تركيب وتحليل ووقت لفهم الرموز وتحليلها، ويرى بعضهم أن هذا النمط من الكاريكاتور موجه، على نحو أو آخر، إلى النُخبة فقط!
صحيح أن مسألة التلقي تختلف من شخص إلى آخر، ولكن يبقى الرأي في هذه المسألة منقسماً ما بين مؤيد لها ومعارض.
فما رأيكم دام فضلكم؟
رائد خليل