مادورو: واشنطن تقود حملة إجرامية مروّعة ضد أمريكا اللاتينية
في خضم توتر شديد بين واشنطن والاتحاد الأوروبي على خلفية سياسات ترامب المتهورة في عدد من القضايا الدولية، وتوازياً مع صعود تيار اليمين المتطرّف في أوروبا، لاقت تصريحات السفير الأمريكي الجديد في برلين ريتشارد غرينيل بخصوص ما سماه تمكين المحافظين في أوروبا استياء واسعاً من قبل الأوساط الألمانية، التي طالبت بإبعاده بعد إعلان دعمه لليمين المتطرف، فيما اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واشنطن بــ “قيادة حملة إجرامية مروّعة من الابتزاز والتهديد” ضد حكومات أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وقال: إنه هو الذي اتخذ قرار سحب بلاده من “منظمة الدول الأميركية”، ووضع القرار موضع التنفيذ العام الماضي، مضيفاً: عندما تنسحب فنزويلا من منظمة الدول الأميركية سيكون هذا اليوم يوم عطلة وطنية كبيرة.
كلام الرئيس الفنزويلي جاء ردّاً على دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى بدء تطبيق إجراءات تعليق عضوية فنزويلا في المنظمة بزعم أنها تعرقل بطريقة مخالفة للدستور نظامها الديمقراطي.
المطالبة الأميركية لقيت دعماً من ست دول رئيسية في التكتل القاري، هي كندا والمكسيك والبرازيل وتشيلي والأرجنتين والبيرو بعد تقديم واشنطن مشروع قرار ينص على تعليق عضوية فنزويلا، ويدعو القرار أيضاً الدول الأعضاء إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي جرت في هذا البلد بزعم أنها غير دستورية.
مادورو وبعد يوم من فوزه، طرد القائم بالأعمال الأميركي في البلاد، وأشار إلى أن السلطات الفنزويلية ستقدّم إثباتات على “السلوك التآمري” للدبلوماسي الأميركي.
وفي السياق نفسه، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الألمانية: إن برلين طلبت توضيحاً من الجانب الأمريكي حول هذه التصريحات، مبيناً أن السفير الأمريكي بوسعه توضيح تصريحاته بشكل رسمي خلال اللقاء المعد له اليوم الأربعاء في وزارة الخارجية.
بدورها، قالت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين أندريا نالس: إنه ليس من واجبها إعطاء دروس في الدبلوماسية، لكن غرينيل يحتاج إلى بعض المساعدة في هذا الأمر، بينما كتب النائب ثورستين شايفر غمبل على تويتر: إن المواطنين الأوروبيين لا يحتاجون تابعاً لـ ترامب ليخبرهم لمن يصوتون، السفير الأمريكي الذي يتدخل في العملية الديمقراطية لهذه الدرجة هو ببساطة في غير محله، فيما دعا مارتن شولتز الرئيس السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي غرينيل إلى مغادرة ألمانيا، وقال: إن ما فعله السفير الأمريكي فريد في الدبلوماسية الدولية، فبدلاً من أن يكون حيادياً تجاه الدولة المضيفة يعمل ممثلاً لحركة سياسية.
