تحقيقاتصحيفة البعث

فـــــي دائــــرة الضــــوء.. إعادة إعمار الزبداني.. وعودة 3200 عائلة

تشهد مدينة الزبداني حركة إعمارية واسعة من قبل مجلس المدينة، والأهالي الذين يقومون بإعمار منازلهم، حيث أصبح هناك قرابة 10 آلاف نسمة يقطنون المدينة التي تشهد يومياً عودة عشرات العائلات، ولم يبق في المناطق المحيطة إلا القليل من أهالي الزبداني الذين يقومون بتجهيز منازلهم أو منازل أقربائهم  المسافرين ريثما يتم صرف  تعويضات الأضرار المالية، نعم لقد أثبت أهالي الزبداني إرادتهم الكبيرة، وذلك بالتأكيد بمساعدة البلدية، وورشات الكهرباء، والمياه، وبمساعدة ورشات المحافظة والمنظمات الدولية التي مازالت مستمرة بإعادة تأهيل المنازل على نفقتها الخاصة، وبعض الأهالي الذين التقينا معهم عبّروا عن فرحتهم بالعودة إلى المدينة، وتجهيز منازلهم، إلا أنهم بدؤوا يطالبون اللجنة الوزارية ومجلس المدينة بالإسراع بتأهيل منازلهم القابلة للسكن، وعودة الدوائر الحكومية، وخاصة الأمنية، وإزالة أنقاض منازلهم ليتمكنوا من تسوية أوضاع منازلهم، وتسوية أوضاع عقاراتهم بالمصالح العقارية كون أكثر الأهالي لا يملكون طابو أخضر، وإنما هي عقود بيع أو وكالة عامة.

انتظار الدعم

لعل العنوان العريض الذي يمكنه أن يلخص واقع إعمار الزبداني والخدمات هو الانتظار ووعود اللجنة الوزارية لإعادة الإعمار في كل زيارة للمنطقة، وتقديم الدعم المناسب للأهالي من أجل استقرارهم بعد معاناتهم من الحرب الظالمة التي فرضت عليهم من الإرهابيين الدخلاء، ورغم أن مجلس المدينة يعمل من خلال ورشات وجبهة كبيرة من الأعمال، من ترحيل أنقاض، وتنظيف وصيانة لمصارف المياه، وغيرها من الأعمال، إلا أن المواطن يرى أن هذه الأعمال لا تكفي، ويريد المزيد منها ليعود إلى حياته الطبيعية كما كان، فيما يرى مجلس المدينة أن الأعمال تسير بخطا سريعة، ولا تقصير لأي عمل، وهناك برنامج يومي يعمل به، وهناك أيضاً تخطيط وأفكار تطرح يومياً لإعمار المدينة، ويرى بعض الخبراء أن الزبداني بحاجة لمبلغ 100 مليون ليرة لإزالة الأنقاض من الأحياء المدمرة، و200 مليون ليرة لإزالة الأبنية المتهدمة، وبحاجة لكوادر، ويد عاملة، وآليات، وتركسات صغيرة وكبيرة، وعدم وجود آليات، كل ذلك يعيق عمل ورشات المجلس.

 

تتبع المشاريع

تابعت اللجنة الوزارية المكلّفة بإعادة إعمار منطقة الزبداني استكمال مشاريع إعادة البناء والمرافق الخدمية، وإكساء مبنى المجمع الحكومي الذي قطع مراحل كبيرة، كذلك مشروع إعادة تأهيل مبنى مجلس المدينة الذي أصبح بالتشطيبات النهائية، وسيتم افتتاحه رسمياً بعد أيام، وفيما يتعلق بالمدارس سلمت مديرية الخدمات الفنية مدرستين بعد تأهيلهما، وأضاف رئيس مجلس المدينة بأن المواطنين يعودون تدريجياً إلى المدينة، وتتوّج هذه العودة بافتتاح أكثر من 300 متجر في المدينة، ويعتزم المجلس خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع اللجنة الوزارية والمحافظة، دراسة تنفيذ سوق للخضار والفواكه بشارع بردى، كذلك تدارست اللجنة المشاريع الكهربائية التي قطعت أشواطاً كبيرة، وكذلك المشاريع الزراعية، حيث قررت اللجنة إمكانية دراسة حفر 7 آبار في سهل الزبداني، ومتابعة استصلاح الأراضي.

 

متابعة الأعمال

المهندس باسل الدالاتي، رئيس مجلس مدينة الزبداني الذي أجاب عن تساؤلاتنا حول الواقع الخدمي للمدينة، أكد أن المجلس يتابع أعمال ردم الحفريات، وتسوية الطرقات ضمن الإمكانيات المتاحة، منوّهاً بأن هناك مشروعاً لترحيل الأنقاض خلال الفترة القادمة، كما أن هناك مشروعاً للصيانة الزفتية لجميع الجور في بعض الطرق الموجودة في المدينة بقيمة 54 مليون ليرة، وسيتم التعاقد مع الشركة العامة للطرق والجسور، استناداً إلى قرار لجنة إعادة الإعمار خلال شهر، وأشار رئيس المجلس إلى أن هناك دراسة لإنشاء مناطق تخديمية للمواطن، وتم الانتهاء من تجهيز آبار موقع البياض في الجبل الغربي للمدينة، وتم وضع هذه الآبار بالخدمة، وبالتالي لا توجد مشكلة بمياه الشرب الواصلة إلى المدينة، وأشار إلى أن مجلس المدينة يعاني فعلاً من صعوبات وتحديات كبيرة تواجه عمله، وهي: نقص اليد العاملة، والآليات الثقيلة والخفيفة، وعدم تفهم الأهالي لواقع عمل المجلس، وتعليمات اللجنة الوزارية لإعادة الإعمار، وكيل الاتهامات لمجلس المدينة!.

خلاصة القول

وضع المدينة يحتاج من كل الجهات المعنية إلى تدخل سريع وفاعل فيما يتعلق بوضع الأهالي، وحاجتهم للسكن، وتقديم المزيد من المساعدات، فثمة إجراءات لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والمال لتنظيم الأمور الحياتية للأهالي، والخلاصة أن الزبداني تحتاج إلى وقفة جادة تتضافر فيها كل الجهود من أجل إخراجها من وضعها الراهن.

عبد الرحمن جاويش