العبادي: حرق المخازن الانتخابية مخطط لضرب العراق
أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي جميع قيادات العمليات في محافظات بلاده بتشديد الإجراءات الأمنية لمخازن المفوضية العليا للانتخابات، وزيادة الأفراد المخصصين لحمايتها، ووجّه المختصين في مديرية الأدلة الجنائية ومديرية الدفاع المدني بالكشف على موقع الحادث والتحقيق وإعداد تقرير مفصّل بالحادث.
وجدد التأكيد على أن القوات الأمنية واجبها حماية مكان تواجد الصناديق ومراكز الخزن من الخارج، موضحاً أن لا علاقة لها بالخزن داخل البنايات، حرصاً على استقلالية القوات المسلحة وعدم التدخل في العملية الانتخابية.
واعتبر أن حرق المخازن الانتخابية، والذي تزامن مع اليوم الذي احتلت فيه عصابات “داعش” مدينة الموصل “يمثّل مخططاً لضرب البلد ونهجه الديمقراطي”، متعهّداً باتخاذ الإجراءات الكفيلة، والضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه زعزعة أمن البلد ومواطنيه.
وكان حريق ضخم اندلع في موقع تخزين في جانب الرصافة من بغداد، يضم نصف صناديق الاقتراع في العاصمة والتي تخص الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في أيار، وذلك بعد أيام من مطالبة البرلمان بإعادة فرز الأصوات يدوياً في أنحاء البلاد، ما أثار دعوات بإعادة الانتخابات بالكامل.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية معن سعد على أن الحريق أتى على مخزن واحد فقط من أربعة مخازن في الموقع، فيما كشف التلفزيون الرسمي أن صناديق الاقتراع سيتمّ نقلها إلى موقع آخر وسط حراسة أمنية مشددة.
إلى ذلك، دعا إياد علاوي نائب الرئيس العراقي وزعيم ائتلاف الوطنية إلى إجراء استفتاء شعبي للبت في قبول نتائج الانتخابات التشريعية المطعون بها مؤخراً، أو تنظيم انتخابات جديدة، وذكر أن هذه الدعوة تأتي بعد أن تجاوزت التراكمات الخطيرة المبنية على ممارسات خاطئة كل الحدود، ووصلت إلى ملف الانتخابات، وأضاف: “إن دعوته هذه تأتي كذلك بالنظر لما تسبب به ذلك من مشكلة وتعقيد للعملية السياسية زادت من ضعفها وتفككها، وبناء على ما حصل من إحراق صناديق الاقتراع في الرصافة كجزء من مسلسل إجهاض الانتخابات”، وتابع: “إنه استناداً إلى عزوف الشعب العراقي عن المشاركة في الانتخابات، فلا بد من إيجاد صيغة تعيد للشعب ثقته بالعملية السياسية والانتخابية عبر إشراكه في اتخاذ القرار”، مضيفاً: “نرى ضرورة إجراء استفتاء شعبي لتحديد المضي باعتماد الانتخابات المطعون بها أو تبني انتخابات جديدة في ظروف طبيعية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبإدارة القضاء العراقي، والقبول بالنتائج التي تتمخض عنها أياً كانت”.
كما أكّدت المفوضية العليا للانتخابات في العراق أن الحريق الذي طال مخازنها في بغداد لا يؤثر على نتائج الانتخابات لوجود نسخ احتياطية في المكتب الوطني ومكتب انتخابات بغداد، وقال رئيس مجلس المفوضين، معن الهيتاوي: إن الحريق شمل أجهزة تسريع النتائج والتحقق الالكترونية الخاصة، لكنه لم يطل صناديق الاقتراع، مضيفاً: إن المفوضية مستهدفة من جميع الجهات لثنيها عن أداء عملها الديمقراطي، داعياً المؤسسات الدستورية وقادة الكتل السياسية إلى تحمّل مسؤوليتهم التاريخية للحفاظ على مخرجات العملية الانتخابية.
وأكّد عضو كتلة الفتح في البرلمان العراقي النائب نعيم العبودي أن البعض يسعى لخلق الفتنة في العراق، وهو أمر لن يسمح به، مشدداً على أن الخلافات يمكن أن تحل بالطرق الدستورية، وليس بالقفز على الدستور، بينما أسف رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي لوقوع الحريق، وشدد على أن القضاء العراقي يمكنه إخراج العراق من الأزمة الأخيرة.
ميدانياً استشهد عراقيان، وأصيب 10 آخرون في هجوم شنه إرهابيو تنظيم “داعش” جنوب غرب محافظة كركوك، وأفاد مصدر أمني في محافظة كركوك بأن مجموعة إرهابية هاجمت نقطة تفتيش تابعة للحشد العشائري قرب قرية قرة تبة التابعة لناحية يايجي جنوب غرب كركوك ما تسبب بإصابة اثنين من الحشد، موضحاً أنه بعد ذلك انفجرت عبوة ناسفة استهدفت المسعفين ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة عشرة أغلبهم مدنيون، وأضاف: “إن قوة من الشرطة الاتحادية طوقت موقع الحادث فيما تم تحويل الجثتين للطب العدلي والمصابين إلى مستشفى كركوك للعلاج”.
يذكر أن محافظة كركوك شمال العاصمة بغداد تعد من المناطق المستقرة أمنياً، إلا أنها تشهد بين فترة وأخرى عمليات إرهابية تستهدف المدنيين.
إلى ذلك، أعلن قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء نومان الزوبعي عن مقتل إرهابيين اثنين تسللا إلى ناحية البغدادي في الأنبار، وقال: “إن القوات الأمنية تمكنت من قتل انتحاريين اثنين من إرهابيي “داعش” بعد محاصرتهما في حي الشهداء بمدينة البغدادي”.
وتسيطر القوات الأمنية والعشائر المساندة لها على مركز ناحية البغدادي، فيما تتعرض الناحية بين الحين والآخر لهجمات من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي بواسطة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة والتي غالباً ما يتم التصدي لها من قبل تلك القوات.