الصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد 500 يوم من “الرئاسة”..  ترامب غلطة عابرة

 

في خطوة تنم عن تنامي مرض جنون العظمة الذي يعانيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غرّد الأخير على صفحته في تويتر قائلاً: “هذا هو يومي الـ500 في المكتب البيضاوي.. أنجزنا الكثير من الأمور التي يعتقد الكثيرون أنها أكثر من إنجازات أي رئيس سابق خلال هذه الفترة”، لكن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان وصف ترامب بالغلطة العابرة، التي ستختفي قريباً، مشيراً إلى أن نزوات ترامب الطائشة وسياساته الجمركية السيئة تضرّ بمركز الولايات المتحدة الدولي وبمصالحها القومية.

يذكر أن ترامب، الذي يتناول قضايا السياسة في العالم على أنها صفقات تجارية خاصة، أعلن في أيار الماضي انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي رغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية احترام طهران التزاماتها بموجب الاتفاق، ولم يسلَم حلفاء ترامب من تهوّره، حيث فرض رسوماً جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، إضافة إلى تهديده بفرض رسوم على واردات السيارات إلى بلاده، متجاهلاً التحذيرات من حرب تجارية عالمية تهز أسواق المال، وتعيق النمو الاقتصادي العالمي، ونسف نتائج قمة مجموعة السبع في كندا بعد تراجعه عن بيانها الختامي الذي كان وافق عليه.

وقال برينان، في تغريدة على موقع تويتر: “إن نزوات ترامب الطائشة وسياساته الجمركية السيئة تضر بمركزنا الدولي وبمصالحنا القومية”، لافتاً إلى أن تصورات الرئيس الحالي لا تعكس بتاتاً القيم والمثل الأمريكية.

وجاءت تصريحات برينان، الذي ترأس وكالة المخابرات المركزية في عهد باراك أوباما، بعد أن أثار سحب ترامب بشكل مفاجئ  تأييده لبيان مشترك صدر فى نهاية قمة مجموعة السبع بسبب نزاع حول التجارة، واتهامه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي ترأس القمة، بأنه “غير نزيه وضعيف”، موجة من ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة لتصرفاته.

كما وجّه نجم هوليوود الشهير روبرت دي نيرو شتيمة للرئيس الأمريكي مستخدماً لفظاً نابياً، خلال البث التلفزيوني المباشر لحفل توزيع جوائز “توني” المسرحية، وسط تصفيق حماسي من الجمهور، الذي ضم كبار الممثلين والمخرجين والمنتجين المسرحيين العالميين، وأصبحت الشتيمة الأكثر مشاركة وتداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها موقع “تويتر”، المفضل لدى ترامب، فيما رفض المتحدثون باسم البيت الأبيض الرد أو التعليق على الحدث بعد شعورهم بالإحراج جراء ما قيل عن رئيسهم.

وفي السياق نفسه، علّقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على صورة لزعماء قمة السبع في كندا، ظهر فيها ترامب جالساً على مقعد مكتوف اليدين، وهو يحدّق مبتسماً في زعماء دول المجموعة المحيطين به، وكتبت، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تمكّن فن التصوير الصحفي، في الأشهر الأخيرة، من الارتقاء إلى مستويات جديدة في السياسة الخارجية. وفي كل مرة أرى فيها مثل هذه الصورة للمرة الأولى، أفكر في البداية: “ربما فوتوشوب. لا يمكن أن يحدث مثل ذلك”، ولكن لاحقاً يتضح أن الأمر، أشدّ من ذلك”.

واعتبرت زاخاروفا أنه يمكن للمرء من خلال هذه الصورة، أن يتكهن ما الذي ناقشه قادة دول مجموعة السبع وراء الأبواب المغلقة، وأضافت: “لا يهم أن تكون الأبواب مغلقة، فصورة واحدة ترفع الستار، وتكشف الحقيقة”.

وتحدثت وسائل الإعلام عن الصورة، فعلى سبيل المثال، ترى صحيفة “أمريكا توداي” أن “الصورة تعادل 1000 كلمة”، فيما رأت مجلة “تايم”، أن الصورة، “تدلّ بشكل رائع على نظرة ترامب تجاه مجموعة السبع الكبار. خلال اليوم الثاني من اللقاء، يبدو واضحاً عدم رضا حلفاء الأميركيين، عن حضور ترامب وأفعاله”.

إلى ذلك أعلنت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أن بلادها والاتحاد الأوروبي عموماً لم يعد بوسعهما “الاعتماد بشكل أعمى” على واشنطن بعد انسحاب الرئيس الأمريكي من البيان الختامي لقمة السبع، وقالت: إن رفض الرئيس الأمريكي التوقيع على البيان “عبر تغريدة في تويتر، طبعاً، أمر مخيّب ومؤسف إلى حد ما”، مؤكّدة دعم برلين للوثيقة المعتمدة التي اعتبرت أن لديها قوة قانونية، وأضافت: “كل ذلك عزز قناعتي بأن الأوروبيين عليهم أخذ مصيرهم بأيديهم” والدفاع عن قيمهم ومبادئهم بنشاط أكثر.

وأشارت ميركل إلى أن القرار الأمريكي بالانسحاب والانتقادات الجوابية الشديدة من بقية دول مجموعة السبع الكبار لواشنطن “تزيد الأمور تعقيداً”، مشددة مع ذلك على أن الخلافات مع الولايات المتحدة لا تعني نهاية الشراكة عبر الأطلسي، وأن برلين تعتزم مواصلة الحوار “غير السهل” مع ترامب.