ثقافةصحيفة البعث

سورية انتصرت إقليمياً ودولياً

 

بدأت عملية النهوض بالواقع الحياتي في محافظة الرقة، وتقديم كل ما يمكن تقديمه، بهذه الكلمات تحدث أمين فرع الحزب بمحافظة الرقة، علي العجيل، أمام نخبة من الكتاب والمثقفين السوريين، عن واقع المحافظة بعد تحرير معظم أراضيها، وأضاف: انطلقنا كمؤسسة حزبية بمساعدة الوفود الوزارية، للاطلاع على الواقع وشاهدنا آثار الدمار التي خلفها الإرهاب، وبفضل المتابعة الحثيثة والجدية تمكنا من إعادة تأهيل المدارس والمستوصفات والمشاريع المائية وأفران الخبز والمباني الحكومية، وأشار أن هناك مشكلة وحيدة تخص الكهرباء يجري العمل على حلها، كما شدد على أهمية تحرير أراضي المحافظة لكونها لعمال وفلاحين بامتياز، وبالتالي سيكون لهم الدور المهم في رفد الوطن ودعمه اقتصادياً.

وكان رئيس فرع الكتّاب العرب بمحافظة الرقة، عيد الدرويش، قد أدار ندوة فكرية أقيمت في مبنى اتحاد الكتاب العرب بدمشق بعنوان “سورية في مواجهة المشاريع الدولية والإقليمية” بالتعاون مع جمعية البحوث والدراسات، افتتحها بقول للرئيس الأمريكي روزفيلت “ليس كل ما يحدث صدفة وإنما يخطط له ليبدو وكأنه حدث بالصدفة” إذ لم تبدأ محادثات السلام عام 1991صدفة ولم يكن الهجوم على برجي التجارة بعد عشرة أعوام صدفة أو بداية ما يسمى الربيع العربي بعد عشرة أعوام أخرى صدفة. وأضاف: ما يجري الآن هو ما خططت له الصهيونية والإمبريالية العالمية لتمزيق الوطن العربي ووقفت بوجهه سورية التي نالت الحصة الأكبر من الإرهاب، وبفضل جيشنا الباسل لم تتحقق ولن تتحقق أهداف مثل هذه المشاريع.

ثم تحدث د. أكرم الشلّي، رئيس جمعية البحوث والدراسات، عن ما تعيشه الأمة العربية من تحديات تهدد وجودها وكيانها، فقال: المواطن العربي مصاب بالانفصام والشلل نتيجة التشتت والانقسام والعجز عن مجابهة مشاريع التآمر والفتن، لهذا تكاثرت الصفعات على الأقطار العربية، فهذه المشاريع تطبخ في الدوائر الغربية وتعالج من قبل هيئات وأكاديميين، منذ زرع إسرائيل في الوطن العربي وباتت سرطانا ينتشر في جسد الأمّة. وأكد أن سبب ذلك عدم وجود دور سياسي فاعل للنخب المثقفة في العالم العربي. ودعا للتفكُّر بكيفية تمكن سورية من تحقيق هذا الانتصار العظيم بوجه آلة الحرب العالمية وكل تلك الجيوش الإعلامية؟

ويرى د. سليم بركات أنه لا يمكن أن نعرف المستقبل دون أن ندرك الواقع، لذا لا بدّ من ملامسته، فنحن ومنذ عصر النهضة نعاني من ثلاثة تحديات، الغرب والتراث والواقع، وآخر التحديات أخطرها وأصعبها، فقد أتى بإطار مسألة مهمة “خلط الإسلام بالعروبة” ويجب أن نتساءل ما علاقة باكستان وتركيا في تحرير فلسطين، من أراد الوقوف بجانبنا ليتفضل وإلّا هذه قضيتنا. لقد أضحت القضية الفلسطينية تحت بند ما يستجد وليس على رأس جدول الأعمال، لم تعد بوصلة العرب، ما ترتب عليه تحالفات معينة ربما كانت موجودة في الماضي ولكن لن نكن مدركين لها، كما لا يوجد استعمار إلّا في الوطن العربي لأن العلّة فينا، وسورية صمدت وصمودها كشف كل شيء.

وركز د. علي بدوان على أهمية القضية الفلسطينية فقال: لو لم توجد تربة خصبة في الوطن العربي لما حدث ما يسمى الربيع العربي، هناك قضايا وإشكالات تعاني منها معظم البلدان العربية، جزء منه له علاقة بتركيبة الأنظمة، والجزء الآخر له علاقة بالواقع من حيث الفساد والإجراءات الحكومية لتلك البلدان. وإذا عدنا إلى خارطة الفساد العالمي لوجدنا البلدان العربية في المقدمة، فنحن خسرنا العراق بالحروب التي خاضها النظام السابق وخسرنا ليبيا بثرواتها ومواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، وبالنهاية كانت المسألة والقضية الكبرى هي سورية والهدف الأساسي من المعركة ضدّها هو تدميرها وتفكيكها إلى كيانات، وبالتالي يبرز الكيان بوصفه القوة الأكبر في المنطقة كما يكتسب شرعية وجوده على أساس إثني طائفي. وأعتقد بل أجزم أن القضية الفلسطينية كانت الخاسر الأساسي والأكبر بما يجري بالعالم العربي، فقد تراجعت هذه القضية بحضورها على مستوى الأنظمة العربية وحتى على المستوى الشعبي، فهناك نزعات قطرية مضرة بدأت تنمو في وطننا إذ تطرح قضايا محليّة تشوش على القضايا القومية، وكل هذا بمثابة الثمرة السامة لما يسمى الربيع العربي. وهناك حالة متهالكة على المستوى العربي الرسمي تعمل على التطبيع مع كيان العدو واعتبار وجوده حقّا تاريخيا.

وأكد د. علي الشعيبي على أهمية الفكر والتفكير في مواجهة ما نتعرض له، فالموضوع يتألف من كتلتين فكريتين، الأولى، الفكر الإسلامي الكارثي الذي بدأ منذ القرون الوسطى وليس في العصر الحديث فحسب، فإذا رجعنا إلى كل العلماء الكارثيين الذين شكلوا أساساً معرفياً لكل العلماء المسلمين المعاصرين الكارثيين نجدهم كانوا يهوداً أو تلامذة لهم. نحن كمثقفون قد لا نتأثر بمزاعم وأقوال هؤلاء ولكن 90% من الشعب يلهث في المكتبات بحثاً عن هذه الأفكار.

وقد استطاع الجيش العربي السوري أن يقضي على هذه الحملة التكفيرية، ولطالما ردد قائد هذا الجيش السيد الرئيس أن معركتنا معركة فكرية، وقادة جيشنا وضباطه أناس مثقفون وواعون وبدعمهم فكرياً انتصرنا.

وخُتمت المداخلات مع الأستاذ نبيل نوفل، إذ بدأها بتساؤل مشروع، نحن شريحة المثقفين ماذا نحن فاعلون!؟ ويجيب بطرح عدّة مقترحات أهمها، تفعيل ثقافة المقاومة ودورها في المجتمع، وتعميم ثقافة الأمل بالنصر الدائم، والعمل على تقوية الفكر التنويري.

 

سامر الخيّر