موسكو: إجراءات عسكرية لمواجهة تهديدات “الناتو”
في إطار الاستعدادات الروسية لمواجهة احتمالات اندلاع حرب غير تقليدية، وخاصة بعد قيام حلف شمال الأطلسي “الناتو” بتعزيز قواته على حدود روسيا الغربية، أطلقت الدائرة العسكرية الغربية في الجيش الروسي تدريبات ضخمة في غرب روسيا، شارك فيها أكثر من 30 ألف عسكري من عناصر الدائرة مع 5 آلاف قطعة من المعدات الحربية، وذلك للحماية من أسلحة الدمار الشامل.
وتستخدم خلال هذه التدريبات، منظومات دفاع جوي صاروخية من طراز “إس-400” ومجمعات صاروخية تكتيكية من طراز “اسكندر”، وقال مصدر في المكتب الصحفي للدائرة العسكرية الغربية: “إن التدريبات بدأت، وتشارك فيها سفن أسطول البلطيق”، وأضاف: “تم في المطارات وفي بعض المناطق المحددة، نشر مراكز خاصة لمعالجة التلوث، يجري فيها تصفية عواقب التلوث المفترض.
وتشارك في العملية وحدات جوية ومشاة ميكانيكية ومدرعات ووحدات صاروخية ومدفعية، وكذلك وحدات من قوات الدفاع الجوي، وتتضمن المعدات الحربية المشاركة: منصات إطلاق وقاذفات صواريخ وعربات نقل وغيرها من المعدات الخاصة.
وخلال التدريبات ينفّذ عناصر وحدات الحماية الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية عمليات استطلاع للمنطقة، وتحديد أنواع المواد والأسلحة الملوثة المفترضة، ومن ثم يجري العمل على التخلص من بؤر التلوث، وتطهير المنطقة بما في ذلك المعدات والآليات.
وأشار المصدر إلى أن التدريبات تجري في وحدات وقطعات تابعة للدائرة العسكرية الغربية متمركزة في موسكو وبطرسبورغ ومقاطعات موسكو ولينينغراد وكالينينغراد وفورونيج وكورسك وسمولنسك وبسكوف وإيفانوفو ونيجني نوفغورود.
إلى ذلك، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو خطة الناتو الجديدة لتعزيز استعداده القتالي فى أوروبا، مشيراً إلى أن هذه الخطة ستزيد من تدهور الأمن في القارة الأوروبية، وأضاف: “إن موسكو ستضع هذه الخطة في حسبانها في تخطيطها العسكري، وستتخذ كل الإجراءات العسكرية اللازمة لضمان أمنها”.
وكان مسؤولون أوروبيون، قالوا الأسبوع الماضي: إن الولايات المتحدة تضغط على حلفائها الأوروبيين لتجهيز المزيد من كتائب حلف شمال الأطلسي وسفنه وطائراته للقتال، وذلك لتعزيز قوة الحلف بوجه “أي هجوم روسي”.
ويعمد حلف “الناتو” إلى حشد قواته، ونشر أسلحته قرب الحدود مع روسيا، وقد عزز من وجوده العسكري في شرق أوروبا منذ بداية الأزمة الأوكرانية عام 2014، كما قامت دوله بنشر أربع وحدات متعددة الجنسيات في استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا.
وشهدت العلاقات الروسية الأمريكية تدهوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة وصل إلى فرض عقوبات بين البلدين، وذلك على خلفية سعي الأمريكيين للهيمنة على العالم، وخرق القانون الدولي، والاتفاقيات الدولية، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول بهدف تغيير الأنظمة التي لا تتوافق سياساتها مع السياسات الأمريكية، ورفض روسيا لذلك، وإصرارها على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي.