الصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد قمة سنغافورة.. محادثات عـسـكـريـة بـيـن الـكـوريـتيـن

 

أصداء إيجابية حول العالم، خلّفتها قمة سنغافورة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون، حيث عزّزت هذه القمة مناخات الثقة في العالم إلى حد ما، وسحبت فتيل حرب واسعة النطاق كان من الممكن أن تندلع في المنطقة، على حد قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أضاف، خلال استقباله رئيس الجمعية الشعبية العليا في كوريا الديمقراطية كيم يونغ نام: “إن القمة أدت إلى التخفيف من حدة التوتر حول شبه الجزيرة الكورية، كما شكّلت أرضية للتسوية الشاملة مع بيونغ يانغ”، وأعرب عن أمل روسيا في أن تكون هذه القمة أول خطوة نحو التسوية الكاملة حول شبه الجزيرة الكورية.

وجدد بوتين دعوة رئيس كوريا الديمقراطية لزيارة روسيا، مشيراً إلى أن الرئيس الكوري الديمقراطي قد يقوم بهذه الزيارة في إطار منتدى الشرق الاقتصادي المقرّر عقده في مدينة فلاديفوستوك بأقصى شرق البلاد في أيلول المقبل، فيما سلّم نام لبوتين رسالة شخصية من رئيس كوريا الديمقراطية.

وكان الرئيسان الأمريكي والكوري الديمقراطي، وقّعا وثيقة مشتركة شاملة في أعقاب القمة التي جمعتهما في سنغافورة، حيث أعلن ترامب بعدها أنه سيوقف المناورات العسكرية الاعتيادية مع كوريا الجنوبية نظراً لتكاليفها الباهظة، معترفاً بأن هذه المناورات “استفزازية للغاية”. وفاجأ إعلان ترامب المسؤولين في كوريا الجنوبية، لكنهم قالوا: إن وقف المناورات ضروري أثناء المفاوضات مع كوريا الديمقراطية.

كما انسحبت مناخات الثقة الكبيرة على الأجواء في الكوريتين، حيث عقدتا، أمس، أول محادثات عسكرية بينهما منذ أكثر من عشر سنوات، عندما التقى جنرالات من الجانبين في قرية بانمونجوم في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح، وذلك في أعقاب القمة بين الكوريتين في نيسان، التي اتفق البلدان خلالها على تهدئة التوترات ووقف “كل الأعمال العدائية”.

وكان من المقرر عقد المحادثات العسكرية بين الكوريتين في أيار، لكنها تأجّلت بعدما ألغت بيونغ يانغ اجتماعاً مقرّراً آخر رفيع المستوى اعتراضاً على تدريبات جوية قتالية بين واشنطن وسيؤول، وعادت العملية إلى مسارها خلال قمة ثانية في وقت سابق هذا الشهر، جمعت الرئيسين كيم والكوري الجنوبي مون جيه إن.

وكانت آخر مرة عقدت فيها الكوريتان محادثات عسكرية في 2007.

وعن أسباب التأجيل قال آهن ايل-سان رئيس وفد كوريا الديمقراطية: إنه كان بسبب “رياح معاكسة محددة”، دون الخوض في تفاصيل، وأضاف: يجب على الجانبين التغلب على العقبات المستقبلية بناء على التفاهم المشترك وروح القمة بين الكوريتين.

وقال كيم دو جيون كبير مفاوضي كوريا الجنوبية، وهو المسؤول عن سياسات كوريا الديمقراطية في وزارة الدفاع، للصحفيين قبل السفر إلى المنطقة المنزوعة السلاح: إنه سيبحث مع آهن سبلاً لتهدئة التوترات العسكرية وموعد الاجتماع الوزاري.

ويتوقّع أيضاً أن يناقشا تأسيس خط ساخن بين الجيشين.

وبالتزامن، أعرب رئيس لجنة السياسة الإعلامية والتعاون مع وسائل الإعلام في مجلس الاتحاد الروسي ألكسي بوشكوف عن اعتقاده أنه لن يكون بوسع الرئيس الأمريكي سحب القوات الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبي، ووصف، في تغريدة على تويتر، الحديث عن أن ترامب يريد سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية “بأنه كلام فارغ”، مشيراً إلى أنه لن يكون بمقدوره سحب قواته من كوريا الجنوبية حتى لو أراد ذلك.