حلويات العيد.. أسعار مرتفعة وجودة غائبة!
لم تعد رائحة كعك العيد تملأ الحارات والأزقة كالسابق، ولم تعد الأسواق تعج بالناس لشراء ملابس العيد الجديدة، ولم تعد المحال التجارية مليئة بالحلويات الشرقية والغربية، فعلى الرغم من انتهاء سنوات الحرب، ومحاولة السوريين إعادة الفرح والبهجة لمضمون العيد، إلا أن تجار الأزمة كانوا ومازالوا عقبة أساسية في طريق هذا الفرح، خاصة بعد رفعهم لأسعار جميع المواد، لتصبح حلويات العيد مادة رفاهية لا حاجة للكثيرين لها، ففي جولة على أسواق وأماكن بيع الحلويات نجدها شبه خاوية بسبب تحليق أسعارها عالياً، وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ بأسعار المواد الداخلة بتركيبة الحلويات، مثل السكر، والزيوت، والطحين، إلا أن أسعار الحلويات مازالت تحلّق عالياً كالشوكولا، والسكاكر، والبيتفور، الأمر الذي أثار ومازال يثير الكثير من التساؤلات عن مبررات ارتفاع أسعار هذه المادة، خاصة خلال العيد؟! وأين هي لجان التفتيش والرقابة خلال هذه الفترة؟! وإلى متى سيبقى المواطن ضحية جشع التجار، وغياب دوريات التموين؟!.
إحجام عن الحلويات
بعد أن كان إعدادها في المنزل يشكّل جزءاً من فرحة العيد، باتت اليوم وجعاً وثقلاً يحمله المواطن على كاهله قبل مجيء العيد، فارتفاع أسعار الحلويات بشكل عام، وارتفاع أسعار المواد الأساسية المكونة لها من سكر، وسمن، وزيت، وطحين، أدى إلى إحجام معظم المواطنين عن شرائها، وعن التفكير بصناعتها في المنزل، وبشكل قاطع، حسب ما أكده معظم الأهالي، فقد أصبحت أيام العيد كالأيام العادية، ولم نقف عند إلغاء بند الحلويات من عيدنا، بل تعديناه لإلغاء الكثير من متطلبات العيد، فأم أحمد، “ربة منزل”، قاطعت هذا العام كل ما له علاقة بالعيد، فلا ثياب جديدة لها أو لأولادها، ولا حلويات، وهذا جعل زوجي يشعر براحة كبيرة، مضيفة: “سأكتفي هذا العام بقدوم العيد علي وعلى أبنائي وزوجي بالخير، وهذا هو الأهم برأيي، وكذلك محمد وكريم عبود أكدا أن الغلاء استفحل ولم يعد محتملاً بالنسبة لأغلبية الناس، ولكن بالقدر المستطاع حاولنا استبدال الأنواع الجيدة بالأنواع الشعبية، ونترك المحلات لنلجأ إلى البسطات، فالموظف والعامل الذي يعيش معظم أيام الشهر بالدين، لا يمكنه أن ينفق من راتبه على مصروف العيد أكثر من ثلاثة آلاف ليرة، وهذا المبلغ لا يشتري من الحلويات ما يكفي، لنجد الهروب إلى بسطات الحلويات أفضل وأسهل الحلول، متسائلين عن غياب دور الجهات المختصة في مراقبة ومخالفة المحلات التي ترفع أسعارها على مزاجها الخاص، وبالتالي تدفع معظمنا للهروب منها، والاكتفاء بالاستمتاع بمشاهدة منظر الحلويات من الخارج!.
دوريات مستمرة
العديد من الضبوط تم تنظيمها للمخالفين، سواء بعدم وضع تسعيرة للحلويات، أو بعدم الالتزام بالمواصفات الصحية الموضوعة لتصنيع هذه المادة، كما أفادتنا مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث تستمر جولات مراقبة الأسعار قبل وخلال أيام العيد على جميع المحال التجارية لتنظيم الضبوط للمخالفين، والتي تكثر خلال أيام العيد، إضافة إلى أنه تم بالتعاون مع اتحاد الحرفيين، “جمعية الحلويات”، إصدار نشرة تفصيلية عن أسعار الحلويات بكافة أنواعها، وتم الطلب من الجمعية بإبلاغ كافة أصحاب المحلات بهذه النشرة والتقيد بها، وشددت الوزارة على ضرورة تفعيل ثقافة الشكوى عند المواطن، واستعداد المديرية بشكل دائم لقبول هذه الشكاوى، وتنظيم الضبوط بحق المخالفين.
ميس بركات