الصفحة الاولىصحيفة البعث

هولندا تحرض أوروبا على مواجهة ترامب.. وكندا: رسومه سخيفة!

 

حثّ رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الاتحاد الأوروبي على الوقوف بشكل عاجل في وجه التهديدات الأميركية، فيما وصفت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند تبرير الولايات المتحدة باسم الأمن القومي فرض رسوم جمركية على كندا بـ “السخيف”، وذلك بعد لقائها أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، عبّروا عن معارضتهم للرئيس دونالد ترامب.

وقالت الوزيرة الكندية، بعد اجتماع لنحو ساعة مع معظم أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ: “إن ذريعة الأمن القومي التي سمحت للرئيس الأمريكي بأن يفرض مباشرة رسوماً ضريبية على الصلب والألمنيوم دون المرور بالكونغرس هي “بصراحة سخيفة”، وأضافت: “على الولايات المتحدة أن تلغي هذه الرسوم غير القانونية على كندا وحلفائها، نعتقد حقيقة أن المنطق سينتصر في نهاية الأمر”.

والتقت فريلاند في أوج الخلاف التجاري والدبلوماسي أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ التي كان مسؤولاها الجمهوري والديمقراطي، نددا علناً بإجراءات ترامب إزاء حلفاء تقليديين، على غرار كندا والاتحاد الأوروبي.

وتشهد علاقات الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين توتراً متزايداً على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الحديد الصلب والألمنيوم متجاهلاً التحذيرات من حرب تجارية عالمية تهز أسواق المال، وتعيق النمو الاقتصادي العالمي، إضافة إلى نسفه نتائج قمة مجموعة السبع في كندا بعد تراجعه عن بيانها الختامي الذي كان وافق عليه.

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ قوبل بتصفيق حاد: “حتى العلاقة مع أهم حليف لنا لم تعد واضحة”، وأكد قلق الاتحاد الأوروبي من قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي، إضافة إلى فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية.

وأضاف روتي: إنه يقف أمام البرلمان، الهيئة الوحيدة المنتخبة بشكل مباشر في الاتحاد الأوروبي، يحدوه “شعور حقيقي بوجود أمور ملحة” لأنه لم يعد من الممكن اعتبار أسلوب إدارة التكتل علاقاته الدولية أمراً مسلّماً به، وحذّر من أن “النظام متعدّد الأطراف يواجه تحدياً بطريقة لم نشهدها منذ عقود في وقت يتحوّل ميزان القوة جيوسياسياً”.

واتفق نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانز، وهو هولندي كذلك، مع روتي، وقال: “لأول مرة منذ عام 1945 لدينا رئيس في الولايات المتحدة يعتقد على ما يبدو أن أوروبا غير الموحّدة تخدم مصالح الولايات المتحدة أكثر من أوروبا الموحّدة”، مضيفاً: “هذا يدفعنا إلى توحيد أوروبا”.

وبينما أشاد بالرؤساء السابقين على غرار جون كينيدي ورونالد ريغان لكفاحهما من أجل الحرية الأوروبية، قال تيمرمانز: إنه لا يمكن لرئيس أميركي واحد تدمير القيم الأوروبية والأميركية المشتركة،

وأضاف: “كلما قويت وحدة أوروبا على أساس المفاهيم العالمية وقيمنا، كانت لدينا فرصة أكبر لمساعدة الأميركيين على العودة إلى المسار ذاته”.

وأقرت دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرون بالإجماع على إجراءات انتقامية بفرض رسوم جمركية مضادة على بعض المنتجات الأمريكية، وذلك رداً على الرسوم التي فرضتها واشنطن على الصلب والألمنيوم.

وذكرت مصادر أوروبية “أن الدول الأعضاء أيدت بالإجماع خطة المفوضية لتبني تدابير إعادة التوازن إزاء الرسوم الأمريكية”، فيما أشار مصدر دبلوماسي إلى أن الإجراءات الأوروبية المضادة يمكن أن تدخل حيز التنفيذ في الـ 20 من حزيران الجاري قانونياً، لكن الاتحاد الأوروبي يمكن أن ينتظر حتى الأول من تموز القادم، ليكون الرد متزامناً مع رد كندا، التي فرضت عليها أيضاً الرسوم الأمريكية.

وتضم اللائحة الأوروبية عشرات المنتجات الأمريكية، بعضها من العلامات الشهيرة على غرار الويسكي الأمريكي، والدراجات النارية “هارلي ديفيدسون”، في حين مازالت هذه اللائحة تحتاج للمرور عبر المفوضية الأوروبية، وهو إجراء شكلي.

وتم إرسال اللائحة إلى المنظمة العالمية للتجارة في الـ 18 من أيار الماضي تحسباً لقرار واشنطن، وقد تطال القرارات الأوروبية منتجات أمريكية أخرى.

وفي السياق نفسه، أعربت الصين عن تأييدها لحل الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة عبر المحادثات والحوار، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ: “إن بكين تؤكد موقفها السابق من أن الاتفاقيات التجارية القائمة مع واشنطن ستلغى إذا جرى تطبيق رسوم أمريكية على السلع الصينية”. وكان ترامب هدد بفرض تعريفات جمركية قيمتها 60 مليار دولار على بعض الواردات الصينية، ما دفع بكين إلى التحذير من أنها قد ترد بفرض رسوم على الواردات الأمريكية.

وكانت الولايات المتحدة قررت فرض رسوم بمقدار 25 بالمئة على واردات الصلب و10 بالمئة على واردات الألمنيوم من دول بينها الصين، ما أثار اعتراضاً عالمياً واسعاً.