الفعاليات والورش تغفل تسويق الحرف التراثية وتكتفي بتوثيقها “أيام الآداب الثقافية” تطالب بعدم التغييب عن آلية صنع القرار الاقتصادي
دمشق – فداء شاهين
على الرغم من اجتهاد الفعاليات وورشات العمل الهادفة إلى حماية الحرف التراثية التقليدية والتي لطالما خرجت بتوصيات ومقترحات تصب في حماية الحرفة، إلا أن هذه الاجتماعات تغفل أهم ما يحافظ على هذه الحرف التراثية ألا وهو التسويق الذي يشجع الشباب على تعلمها وإلغاء الوسيط بين الحرفي والمسوق والتاجر والدول المستوردة، وتأمين المواد الأولية، وتطبيق حماية الملكية الفكرية خارج سورية وتسويقها في الأعمال الدرامية.
وهنا لم يخف كثير من الحرفيين اندثار بعض الحرف وأخرى في طريقها للاندثار، فمن الحرف المهددة بالاندثار هي البروكار الدمشقي كون إنجاز متر القماش يأخذ 20 يوماً تقريباً، في الوقت الذي يتم إنجاز بورتكليه أو برواز وإدخال عليه قماش البروكار لإحياء ذكرى هذه الحرفة، إضافة إلى اندثار مهنة القباقيبي، وكذلك اندثرت حرفة المقشات التي تنظف بشكل جيد، وكذلك حرفة السروجي الذي استخدم للحمير والأحصنة، وندرة الحرفيين الذين يشكلون لوحات الفسيفساء، علماً أن عدد الحرف التراثية التقليدية 33 حرفة.
وشملت التوصيات والمقترحات لأيام الآداب الثقافية التي أقيمت مؤخراً في كلية الآداب بجامعة دمشق إصدار طابع بريدي غايته توثيق المهارات والابتكارات الحرفية، وإصدار قوانين وتشريعات لحماية الملكية الفكرية للموروثات والمعارف التقليدية والصناعات الحرفية التراثية التي يتم تزويرها وتقليدها، ووضع آلية لتكريم الحرفيين المتفوقين في مجال الصناعات التقليدية وتوثيق أعمالهم وأنشطتهم، وعدم تغييب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتي تحمل بين طياتها بعداً ثقافياً عن آلية صنع القرار الاقتصادي وتسهيل الإجراءات الإدارية اللازمة لقيامها والتخفيف من الضرائب المفروضة عليها، خاصة بالنسبة للمشروعات التي تشغل عمالة أكثر أو تسهم في الحفاظ على قيم التراث الثقافي، وتكريس سياسة البحث العلمي تجاه قضايا التراث من خلال إطلاق البرامج الهادفة.
كما ركزت التوصيات على تشجيع إقامة حاضنات الأعمال التي تعنى بشؤون التراث وربط هذه الحاضنات بعجلة الاقتصاد من خلال وضع البرامج الخاصة بعملها وتطوير هذا العمل لينسجم مع روح العصر، وإنشاء قواعد بيانات “بنوك معلومات” محلية تتضمّن معلومات وافية عن قطاع الحرف التقليدية التراثية وما يرافقها من مهارات وابتكارات وممارسات، وتوحيد آليات جمع البيانات فيما يتعلق بالتنوع البيولوجي مع مختلف المنظمات لتكون أداة للمعرفة وتبادل المعلومات لتسهيل الوصول إليها من قبل الباحثين والدارسين، وكذلك إدخال مادة التراث الشعبي بشقيه المادي في مناهج التعليم على مستوياته كلها وتشجيع إقامة الدراسات والأبحاث العلمية والميدانية في مجال قضايا التراث، خاصة الحرف التقليدية، مع إنشاء مراكز محلية على مستوى المحافظات تهتم بوضع الدراسات والبحوث والمسوح الإحصائية المختلفة والمرتبطة بمجالات الصناعات الحرفية التقليدية وقضايا التراث المختلفة، ورفع درجات الوعي حول حماية وتوثيق وتسجيل التراث الثقافي غير المادي وتعزيز العمل الوطني بين سائر الفعاليات الثقافية والمحلية من خلال تكثيف المحاضرات والندوات والبرامج المتعلقة بذلك.
وكذلك إيجاد تعبير توافقي لحماية المعارف التقليدية لأنها تشكل ثروة معرفية من المهم الاعتماد عليها في حماية المعارف التقليدية ونستطيع التوفيق بين العلم والثقافة لخدمة المجتمع، وتطوير استراتيجية ومخططات الاتصال الإلكتروني وجهاز الإعلام الوطني، وإحداث بوابة وطنية للإعلام والتجارة الافتراضية للصناعات التقليدية مواكبة للتطور التكنولوجي والاقتصادي.