أخبارصحيفة البعث

معركة الحديدة.. انكسار جديد لقوى العدوان

 

 

منذ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في صنعاء تحاول قوى العدوان السعودي الإماراتي على اليمن الحديث عن قرب انتهاء المعركة، واستسلام الجيش اليمني واللجان الشعبية لقواتهم الغازية، ولكن صنعاء بقيت صامدة، والقوة المهاجمة اندحرت، والمقاومة مازالت على أشدها، والإنجازات والمفاجآت مستمرة: “إسقاط طائرة إف 15” أكبر دليل على ذلك.
واليوم يتكرر الأمر نفسه مع فتح معركة ميناء الحديدة من خلال تصعيد إعلامي غير مسبوق، وأخبار عن انهيارات في صفوف الجيش واللجان، وتقدم كبير وسيطرة على مديريات، والأخطر محاولة الترويج بأن سقوط الحديدة يعني سقوط اليمن بكامله، ولكن القوى اليمنية المدافعة عن المدينة سجّلت وما تزال تصدياً أسطورياً للقوى الغازية، تمكنت خلاله من تدمير بارجة حربية، وعدد كبير من المدرعات بطواقمها، وكسر زحوف العدوان على مديريات الحديدة.
إذاً، كل هذا التهويل الإعلامي لن يقود إلى شيء سوى مزيد من القتل والدمار على اليمن وشعبه، فالمعادلات مستمرة وصامدة، ولا يمكن كسرها بل على العكس، في كل معركة تكشف المقاومة اليمنية عن إيمان وعزيمة غير مسبوقة في الدفاع عن أرضها وشعبها، وتزج بأسلحة نوعية ومفاجآت تغيير معادلات الردع الاستراتيجي والتي تنقل المعركة إلى مستويات جديدة وغير مسبوقة “الصواريخ البالستية التي تطال المدن السعودية والإماراتية”، فهل تدرك القوى الغازية هذه الحقيقة؟.
أمام كل ذلك تبقى القوى الدولية في صمت مريب لما يجري في الحديدة، وإن حاولت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تحذير الإمارات من مخاطر الهجوم على الحديدة، فهي محاولة للتنصل من المجازر التي يمكن أن ترتكبها أبو ظبي والرياض، والظهور أمام الرأي العام العالمي أنهما يسعيان للسلام والأمن، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالعدوان يتحرّك بأوامر غربية، ولعل في إعلان عادل الجبير عن بدء عمليات الحزم ضد اليمن من واشنطن، وليس من الرياض، ما يؤكد ذلك، ويدحض كل التباكي الأمريكي.
أما المبعوث الأممي البريطاني فهو، كغيره من المسؤولين الأمميين، يسعى في كل نشاطه الدبلوماسي إلى توفير الغطاء لقوى العدوان، وطرح الحلول السياسية التي تساعدها على تغطية فشلها العسكري، وإلا كيف نفهم الترويج الكبير لمبادرته التي أطلقها بعد لقائه القادة في صنعاء، وكأننا اقتربنا من بدء الحل السياسي لنفاجأ بقوى العدوان تقوم بتنفيذ مخططاتها.
إن التاريخ سيسجل بأن الحرب التي تُشن على الشعب اليمني ومقدراته، هي حرب إبادة بكل ما في الكلمة من معنى، وأنه مهما سيق من حجج وأكاذيب لتبريرها، ستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي المنافق الذي لم يتحرّك لوقفها، ومحاسبة المسؤولين عن جرائهما، وكل من ساندها، وأمدها بالسلاح.
وإن كل التسميات التي أطلقتها القوى الغازية على معاركها، ابتداءً من “الحزم”، وانتهاءً بـ “النصر الذهبي”، ستسقط أمام إرادة الشعب اليمني وصموده ومقاومته، كما تؤكد أن معركة “الحديدة” بأبعادها وأهميتها هي معركة بين محورين: محور يؤمن  بإرادة الشعوب وحريتها ومقاومتها، وآخر بالظلم والإرهاب.

سنان حسن