العراق: استهداف “التحالف” للحشد الشعبي دعم للإرهاب
أدانت وزارة الخارجية العراقية العدوان الذي شنه “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة ضد القوات التي تقاتل إرهابيي “داعش” قرب الحدود العراقية السورية.
وأعرب المتحدّث باسم الوزارة أحمد محجوب في بيان عن استنكار ورفض وزارة الخارجية للعمليات الجوية التي تستهدف القوات الموجودة في مناطق محاربة “داعش”، سواء كانت في العراق أو سورية أو أي مكان آخر، ولفت إلى أن “أي استهداف للمقاتلين الذين يحاربون “داعش”، والذي يهدد الإنسانية، بشتى مسمياتهم ومواقع قتالهم هو دعم للتنظيم التكفيري ومساعدة له على التمدّد ومحاولة تنظيم صفوفه من جديد”، مجدداً دعوة وزارة الخارجية العراقية “جميع دول العالم للتضامن والتكاتف في مواجهة هذه المجموعات الإرهابية”.
وكان طيران “التحالف الأمريكي” اعتدى على مقر ثابت لقطعات الحشد الشعبي من لوائي 45 و46، المدافعة عن الشريط الحدودي مع سورية، وذلك بالتزامن مع الاعتداء على أحد مواقع الجيش العربي السوري في بلدة الهري جنوب شرق البوكمال، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح.
إلى ذلك، أعلنت حركة عصائب أهل الحق في بيان أن منفذ الهجوم على الحشد الشعبي على الحدود طائرات تنحصر هويتها بين أميركية وإسرائيلية، مشيرة إلى أن الهجوم نُفذ على قوات تتصدّى لتنظيمات إرهابية في سيناريو يحمل الكثير من الشبهات والتساؤلات، ورأت أنه على الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات المطلوبة والكفيلة بالكشف عن مرتكب الجريمة بأسرع وقت أياً كان الفاعل، كما رأت أن عليها تنسيق تفعيلها مع الحكومة السورية والقوات المتواجدة على الحدود مع العراق.
وأضاف البيان: إن على الحكومة عدم الاهتمام بالاعتراضات الأميركية التي لا تصب في خدمة الأمن القومي العراقي، معتبرة أنه لا يمكن تأمين الحدود العراقية ما لم يتمّ تأمين الجانب الثاني من الحدود داخل سورية، واعتبرت أن الاستهداف يؤكّد دعم المعتدين للجماعات الإرهابية، موضحة أن المنطقة المعتدى عليها كانت وما زالت منفذ تسلل الإرهابيين إلى العراق وتشكّل خطراً على أمنه القومي، كما أشارت إلى أن الاعتداء الأخير ليس الأول ويصب باتجاه إضعاف قدرات القوات التي تتصدّى للتنظيمات التكفيرية، كما تهدف إلى تمكين التنظيمات الإرهابية من التنقّل بين العراق وسورية.
واستغربت العصائب التصريحات التي تبرر الاعتداء، وقالت: من الواضح سعي جهات دولية وإقليمية إلى إضعاف أي تواجد على جانبي الحدود لإطالة تمديد التهديد للدولتين، ورأت أنه يجب الوقوف بقوة وحزم أمام المشاريع المهدِّدة للدولتين حتى القضاء الكامل عليها.
وكانت هيئة الحشد الشعبي أعلنت الاثنين عن استشهاد 22 من مقاتليها جراء تعرّض مقر لها لقصف أميركي على الشريط الحدودي مع سورية، مطالبةً الأميركيين بإصدار توضيح.
بدورها، قالت كتائب حزب الله في العراق: إن جريمة استهداف مواقع المقاومة ستعيد فتح المواجهة مع الكيان الصهيوني والمشروع الأميركي، وأضافت: لم نفاجأ بالغارات الأميركية الصهيونية لأن وجودنا في الشريط الحدودي هدفه ملاحقة فلول تنظيم داعش، ورأت أن تأمين الحدود والقضاء على “داعش” يقضان مضاجع أميركا وكيانها الصهيوني اللقيط وعملائهما في المنطقة.
كما أكدت أن واشنطن حريصة على إبقاء “داعش” وأخواتها مخلب قط وخنجراً مسموماً يبقى مغروزاً في الجسد الإسلامي، ورأت أنهم يتخذون داعش ذريعة للتواجد في القواعد المنتشرة في المنطقة، وخصوصاً قرب الحدود العراقية السورية.
وقالت: إن الرئيس الأميركي الأحمق دونالد ترامب والمعتوه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرفان جيداً من هم شهداء الأمس وإلى أي ثقافة وعقيدة وتاريخ ينتمون، مؤكدة “لن نترك جريمة استهداف شهدائنا تمر وسنعرف في قابل الأيام أي المجرمين الذين ارتكبوا العدوان”، وأكدت “سيكون لنا موقف يتناسب مع حجم هذه الجريمة حين نعلم هوية مرتكبيها”.
إلى ذلك، رأى ائتلاف دولة القانون أن هدف الغارات على مواقع المقاومة هو فرض معادلات جديدة ومساعدة “داعش” على التمدّد، وأكد أن هذه الاعتداءات الآثمة لا يمكن أن تؤثّر في معنويات الحشد الشعبي الذي حقق الانتصارات الكبيرة، كما أشار إلى أن تكرار مثل هذه الأساليب الحمقاء ستؤدي إلى توتر كبير وخطير على مستوى المنطقة.
من جانبه، اعتبر تحالف الفتح أن استهداف المواقع العراقية يخدم الاستراتيجيات الإرهابية وأهدافها في العراق والمنطقة، وأشار إلى أنه على الحكومة العراقية اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المقاتلين من العدوان على طول الحدود، كما أكد أن هذه الضربات لن تنال من عضد المشروع الوطني لفصائل المقاومة وأهدافها ورسالتها بالانتصار على الإرهاب.