الصفحة الاولىصحيفة البعث

غارات هستيرية تسفر عن تدمير مطار الحديدة وبنيته التحتية

لليوم الخامس على التوالي، تتواصل المواجهات العنيفة بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات العدوان السعودي في المحيط الجنوبي لمطار الحُديْدة، على وقع غارات جوية وقصف بحري مكثّف للتحالف على امتداد منطقة المنظر السكنية جنوب الحُديْدة. وشنّت مقاتلات التحالف غارات جوية مكثفة ومتفرقة على مديريتي زبيد والدريهمي بالمحافظة، فيما أفاد مصدر عسكري يمني بتدمير مباني مطار الحديدة ومدرج الطائرات بشكل كامل جراء استهدافه بعشرات الغارات من قبل التحالف، كما أفاد بتواصل الاشتباكات العنيفة جنوب المطار، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف التحالف.

وتمكّن الجيش اليمني واللجان الشعبية من تدمير 20 آلية عسكرية ومدرعة بمن فيها من مرتزقة تحالف العدوان، وقال مصدر عسكري يمني: “إن العشرات من مرتزقة العدوان سقطوا بين قتيل وجريح جراء العملية النوعية التي شنها الجيش اليمني واللجان الشعبية في منطقة الدريهمي أسفرت كذلك عن تدمير عدد من الآليات العسكرية بطواقمها وفرار من تبقى من قوة المرتزقة المستهدفة”، مشيراً إلى أن قوى العدوان عجزت عن القيام بأي عملية إخلاء للجرحى وجثث القتلى من المرتزقة.

ولفت المصدر إلى أن الجيش اليمني ولجانه الشعبية اغتنموا عشر مدرعات بعد فرار طواقمها تاركين أسلحتهم، كما نفذوا عملية قطع خطوط الإمداد على قوى العدوان في محاور إضافية في مناطق النخيلة والمجيليس على الساحل الغربي من اليمن.

وبيّن المصدر أن طيران العدوان يحاول عبر غاراته المكثفة على مطار الحديدة تعويض خسائره وتغطية الهزائم التي تتكبدها قوى العدوان وفشلها في احتلال محافظة الحديدة والسيطرة على الساحل الغربي، موضحاً أن الغارات الهستيرية التي يشنها طيران تحالف العدوان أدّت إلى تدمير مطار الحديدة وبنيته لتحتية.

وأكد المصدر أن كتائب مرتزقة العدوان التي انسحبت تحت ضربات الجيش واللجان الشعبية في الخط الساحلي تمّ استهدافها بغارات من طيران العدوان ما أدى إلى تدمير سبع آليات ومقتل وإصابة العشرات من القوى المنسحبة لإجبارها على الاستمرار في المواجهة وعدم الفرار، ولفت إلى أن أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية أعدوا العدة لمعركة الحديدة وفق مختلف السيناريوهات المتوقعة والمفترضة ووفق المعلومات الاستخباراتية وخطط العدوان وتحالفه.

وقال المتحدث باسم القوات المسلّحة اليمنية العميد شرف لقمان: إن المعارك تجري على بعد 20 كيلومتراً من مدينة الحديدة، مؤكداً أن قوات التحالف السعودي لم تصل إلى المطار في المدينة، وأشار إلى أن مطار الحديدة بعيد عن المواجهات ولكنّه يتعرّض لقصف عنيف، مضيفاً: إنه تم تدمير منشآت هذا المطار وأبنيته، وشدد على أن الجيش اليمني واللجان الشعبية منتشرون في مطار الحديدة، لافتاً إلى المعارك متواصلة على الجهة الجنوبية للمطار.

وفي السياق نفسه، أكد عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي أن المعارك جنوب مطار الحديدة مستمرة تحت غطاء جوي كثيف غير مسبوق من الغارات، وأضاف: إن الجيش اليمني واللجان تمكّنوا من صدّ زحف التحالف باتجاه مطار الحديدة وكبدوه خسائر فادحة، وهو ينفي ما أعلنه التحالف من سيطرته على المطار، فيما قال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله علي القحوم: إن العدو يبحث عن نصر إعلامي ويرمي مرتزقته في محرقة.

وأشار إلى أن المعارك على أشدها في محيط المطار والجيش واللجان يتصدّون لهجمات التحالف الذي يكثف غاراته وفشل في التقدّم جنوب المطار بعد خسائره، وأكد أن التحالف مني بخسائر كبيرة والجيش واللجان تمكّنوا من أسر عدد من أنصار التحالف، كذلك أشار إلى أن المعارك مستمرة في الدريهمي والفازة والجيش واللجان تمكّنوا من قطع طرق إمداد التحالف هناك، ولفت إلى أن الإعلام الحربي سينشر صوراً لمطار الحديدة، ما يؤكّد صمود الجيش واللجان في الدفاع عنه، مؤكداً أن الجيش واللجان مستمرون في حصار قوات التحالف على طول الشريط الساحلي الذي فشل في اختراقه.

كذلك أفاد مصدر عسكري يمني بأن الجيش واللجان قصفوا مخزن أسلحة لمرتزقة النظام السعودي جنوب مديرية الدريهمي، فيما استشهد 6 مدنيين بغارة للتحالف على حافلة ركاب قرب جولة الغراسي بالحديدة، وأوضح مصدر أمني بالمحافظة “أن طيران العدوان استهدف بغارة حافلة لنقل الركاب بالقرب من جولة الغراسي في المدينة ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين بينهم أربع نساء”.

وفي محافظة تعز، أُصيب طفل يمني بجروح خطيرة إثر قذيفة مدفعية لقوات هادي ألقيت على منازل المواطنين في منطقة الضبة بمديرية الصلو، في ظل تواصل المواجهات بين قوات الجيش واللجان مع قوات هادي في مناطق متفرقة من المديرية امتداداً لمديرية مقبنة، بالتزامن مع تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين الطرفين دون تحقيق أي تقدّم لهما على الأرض، وفق ما أفاد به مصدر عسكري يمني.

وفي لحج، أفاد مصدر عسكري يمني بسقوط قتلى وجرحى من قوات هادي في عملية هجومية للجيش واللجان على مواقعهم في مديرية كرش.

أما في محافظة الجوف فقد أفاد مصدر عسكري يمني بتنفيذ الجيش واللجان عملية نوعية على مواقع قوات هادي في منطقة صَبرين بمديرية خَبْ والشعف.

في المقابل شنّت مقاتلات التحالف غارتين جويتين على منطقة ملاحة بمديرية المصلوب بالجوف، و 4 غارات جوية أخرى على مديرية حرف سفيان بعمران شمال اليمن.

وفي صعدة استهدف القصف المدفعي والصاروخي السعودي مناطق متفرقة وسكنية بمديرية شدا الحدودية في المحافظة وفق مصدر محلي يمني.

وفي جبهة ما وراء الحدود اليمنية السعودية، أفاد مصدر عسكري يمني بتدمير الجيش واللجان آلية عسكرية لقوات هادي والقوات السعودية بصاروخ موجه شرق موقع الدُود ومصرع من كان على متنها، بالتزامن مع قصف مدفعي على مواقع الخفاقة والفريضة والمعريضة في جيزان.

هذا وأفاد مصدر عسكري يمني بصدّ الجيش واللجان زحف لقوات الجيش السعودي على تباب قبالة جبل الدُخان وتفجير حقل الغام بهم خلال محاولة تقدمهم.

وأعلنت القوة الصاروخية اليمنية إطلاق صاروخ باليستي من طراز بدر 1 على شركة أرامكو في أبها بعسير.

وفي ردود الأفعال، قال مدير برامج الطوارئِ في يونيسف اليمن الياس دياب: إن المنظمة قلقة من التداعيات الإنسانية الكارثية لهجوم التحالف، وأشار إلى أن اليونيسيف والمنظمات الإنسانية الأخرى تواجه صعوبات كبيرة في مواجهة تداعيات الهجوم، وتابع: نركز على تجهيز المرافق الصحية في الحديدة لتأمين استمرارية صمود السكان، لافتاً أن المنظمات قلقة من إغلاق ميناء الحديدة الذي يغذي أكثر من 70 بالمئة من الشعب اليمني، إضافة إلى النزوح المكثف من مناطق الاشتباكات، داعياً أطراف الصراع مجدداً إلى تحييد المدنيين.

ودانت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية عدوان التحالف السعودي على مدينة الحديدة اليمنية، معتبرةً إياه جريمة حرب مكتملة، ودعا المؤتمر المجتمع الدولي للضغط على “تحالف العدوان لإيقاف جرائمه في اليمن”، كما دعت الأحزاب والمنظمات الدولية العربية والغربية لإدانة هذا العدوان.