الصفحة الاولىصحيفة البعث

قوات أمريكية وتركية تتوغل في محيط منبج.. واجتماعات جنيف بلا نتائج سورية: تحرير كامل التراب الوطن من أي وجود أجنبي

تؤكد أفعال النظام التركي في الميدان العسكري وخلال حضوره في الاجتماعات السياسية كأحد الأطراف الضامنة لاتفاق تخفيف التوتر بأن هذا النظام يأخذ دور المعرقل والمعطل لأي تقدم على طريق حل الأزمة في سورية.

فخلال اجتماع جنيف الذي عقد خلال اليومين الماضيين بين مندوبي الدول الضامنة روسيا وإيران والنظام التركي والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا والذي خصص لبحث ملف لجنة مناقشة الدستور أدى إصرار النظام التركي على حصر أسماء “المعارضة” بما يسمى “الائتلاف” والفصائل المسلحة المدعومة منه إلى عدم التوصل إلى أي اتفاق ليتم بعد ذلك ترحيل النقاش إلى الشهر المقبل. تزامن ذلك مع توغل لقوات تركية وأمريكية في محيط منبج في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.

سورية أعربت عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق لتوغل تلك القوات، مؤكدة أنها أكثر تصميماً وعزيمة على تحرير كامل التراب السوري من أي تواجد أجنبي. في وقت أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين ضرورة خروج القوات الأجنبية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي وبذل الجهود اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار وسيادة الدولة على كامل أراضيها.

وفي التفاصيل، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أمس: إن الجمهورية العربية السورية تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق إزاء توغل قوات تركية وأمريكية في محيط مدينة منبج والذي يأتي في سياق العدوان التركي والأمريكي المتواصل على سيادة وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وإطالة أمد الأزمة في سورية وتعقيدها.

وأضاف المصدر: إن الشعب السوري وقواته المسلحة الباسلة الذي حقق الإنجازات المتتالية على المجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها هو أكثر تصميماً وعزيمة على تحرير كامل التراب السوري المقدس من أي تواجد أجنبي والحفاظ على سيادة ووحدة سورية أرضا وشعباً. واختتم المصدر تصريحه بالقول: إن سورية تطالب المجتمع الدولي بإدانة السلوك العدواني الأمريكي والتركي والذي يشكل انتهاكاً سافراً لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

في الأثناء أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن ممثلي الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا وايران وتركيا، اتفقوا عقب لقائهم أمس مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا على إجراء مشاورات جديدة في جنيف. وقال فيرشينين لوكالة سبوتنيك: لقد اتفقنا على المجيء مجدداً إلى جنيف دون أن يحدد موعداً لذلك.

وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أعلن يوم الجمعة الماضي أن اجتماع ممثلي الدول الثلاث مع دي ميستورا في جنيف سيناقش تنفيذ قرارات مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري الذي عقد في الـ30 من كانون الثاني الماضي.

وجدد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى محادثات أستانا ألكسندر لافرنتييف عزم بلاده مواصلة محاربة الإرهاب في سورية، وقال، إثر لقاء أجراه ممثلو الدول الضامنة لعملية أستانا مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في جنيف، “إن هناك أعداداً كبيرة من الإرهابيين بمن فيهم عناصر من تنظيمي جبهة النصرة وداعش لا يزالون في منطقتي خفض التوتر جنوب سورية وكذلك في إدلب”، ولفت إلى وجود عصابات من هؤلاء الإرهابيين من أصول روسية وتعمل بلاده على منع عودتهم إلى روسيا.

وفي سياق متصل أشار لافرنتييف إلى أهمية تفعيل جهود الحل السياسي وقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

يذكر أن وزارة الخارجية والمغتربين سلمت في أيار الماضي سفيري روسيا وإيران لدى دمشق لائحة بأسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الحالي الذين تدعمهم الحكومة.

من جانبه أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين ضرورة خروج القوات الأجنبية الموجودة في سورية بشكل غير شرعي وبذل الجهود اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار وسيادة الدولة على كامل أراضيها، وأشار إلى أن الجيش العربي السوري وحلفاءه بما في ذلك روسيا أفشلوا المؤامرة الارهابية الدولية على سورية، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل للقضاء على الوجود الإرهابي فيها.

وأشار إلى أن بلاده تمارس سياسة خارجية بناءة ترمي إلى إيجاد الحلول السياسية السلمية للنزاعات والقضاء على الإرهاب وتأمين الحقوق المشروعة للشعوب والحفاظ على سيادة ووحدة الدول.

بدوره أكد عضو البرلمان السلوفاكي ورئيس حزب الشعب “سلوفاكيا لنا” ماريان كوتليبا أن محوراً تآمرياً مكوناً من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والنظام التركي يقف وراء الحرب التي تتعرض لها سورية منذ نحو ثمانية أعوام فيما تلعب آلة الاعلام الغربي دورها في تشويه الوقائع ورسم صورة مخادعة لحقيقة الوضع في سورية، وقال: إن ما شاهده خلال زيارته مؤخراً إلى سورية ضمن وفد برلماني أوروبي جعله يتأكد بأن حالة خداع حقيقية تجري للرأي العام الأوروبي مشدداً على أن الواقع في سورية يختلف بشكل هائل عما يقدم في وسائل الإعلام الغربية والسلوفاكية أيضاً. ولفت كوتليبا إلى أن زيارته إلى سورية تركت لديه انطباعاً قوياً للغاية وجعلته يدرك مدى روعة وعظمة هذا البلد والفخر الذي يشعر به مواطنوه ودعمهم القوي لحكومة بلدهم. وانتقد البرلماني السلوفاكي الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على سورية، مشيراً إلى أن حزبه سيعمل على إطلاق حملة وطنية لتوفير الأدوية والاحتياجات الطبية اللازمة لإرسالها إلى سورية.

من جهته أكد النائب يان مورا من نفس الحزب الذي زار سورية مع الوفد البرلماني الاوروبي أن ما لمسه خلال زيارته هو أن الشعب السوري بمختلف شرائحه يقفون بقوة ضد التنظيمات الارهابية التي عملت على تخريب بلادهم، مشدداً على أن “المعارضة المعتدلة” الوحيدة هي التي توجد في مجلس الشعب السوري وليست التي تحمل السلاح ضد الحكومة الشرعية.