أستاذة البيانو فكتوريا أفدينكو مكرمَّة في مكتبة الأسد
كرّمت وزارة الثقافة أستاذة البيانو فكتوريا أفدرينكو في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي على مسرح مكتبة الأسد بحضور كبير بتقديم شهادة تقدير لجهودها المتواصلة طيلة ثلاثين عاماً، وعملها لخلق جيل موسيقي واعد.
وقد شبهها الأستاذ فادي عطية بالأم تيريزا لتفانيها واستماتتها بدعم المواهب الموسيقية، وذلك بتكريمها من خلال أمسية العزف المنفرد للبيانو لصفها الخاص الذي يضم مجموعة طلاب من المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي شارك منهم: (نورا زينيه- إليسا نخلة-أكوب كنوزي-بشرى قسيس –ريتا جالوك- لين سليمان- جورج الشوا- بمشاركة الطفل قيس الصفدي).
اتصفت الأمسية بأجواء راقية وتميزت ببرنامج متنوع لعدد من المؤلفين (رخمانينوف –فرانز ليست- خاتشاتوريان- شوستاكوفيتش – برامز وغيرهم) بعزف أنماط موسيقية مختلفة تظهر خصوصية العزف على آلة البيانو بأبعادها ومستوياتها الموسيقية وتفاوت أسلوب العزف القائم على التكنيك والإحساس بين الفالس والكابريسو والإيتودي. فأصغى الحاضرون بشغف إلى الاختلاف الموسيقي بين المقطوعات بمسارها اللحني الأساسي وتفرعاته وبين القفلات والبدايات، وربما تبقى نغمات الفالس هي الأقرب إلى الحاضرين.
نشر الموسيقا الروسية
وقد أبدت الأستاذة فكتوريا أفدرينكو سعادتها بتكريم وزارة الثقافة لها ووصفتها بمبادرة لطيفة متمنية أن يبقى طلابها في سورية التي لم تغادرها طيلة ثلاثين عاماً حتى في الحرب الإرهابية على أرض سورية،وتحدثت عن الأوضاع الصعبة التي واجهتها حينما تعرض صفها لقذيفة وجُرح طالبان من طلابها وكُسرت النوافذ وبقيت تدرس بأجواء باردة دون نوافذ، ورغم ذلك أصرت على البقاء إيماناً منها برسالة الموسيقا التي تصنع السلام. وعن التنوع بالبرنامج الحافل بأنماط موسيقية مختلفة لمؤلفين روس وأوروبيين، أوضحت بأنها اختارت مقطوعات صعبة ومتنوعة الأنماط لأعظم مؤلفي القرن العشرين ولعصور أقدم، وركزت على المؤلفين الروس مثل تشايكوفسكي ورخمانينوف وغيرهم للتركيز على الموسيقا الروسية التي وصفتها بالعميقة لتعزيز نشر الثقافة الموسيقية الروسية، إذ اعتاد الحاضرون على الاستماع إلى مقطوعات لمؤلفين ألمان في أغلب الأمسيات مثل شوبان وبيتهوفن وباخ.
أما عن رأيها بأداء الطلاب فأجابت بأن كل طالب قدم أفضل ما يمكن، وهي راضية عن أداء الجميع.
دعم المواهب الشابة
وشكر فادي عطية باسم معهد صلحي الوادي الأستاذة فيكتوريا أفدينكو على جهودها لخلق جيل واعد من الموسيقيين الشباب مسترجعاً أيام المعهد قبل الحرب حينما كان يضم عدداً من الخبراء الموسيقيين الروس الذي تعلموا بإشرافهم، وتحدث عن الموسيقا كونها لغة عالمية تتجاوز حدود الزمان والمكان، وبيّن أهميتها في ترسيخ جذور الصداقة بين الشعوب، وأشاد بالأمسية التي أعادته إلى ذكريات الزمن الجميل كما قال، إذ انطلق من هذا المسرح الذي كان يقدم ثلاث أمسيات في الأسبوع حينما كان طالباً في المعهد، هذا المسرح الذي وقف عليه صلحي الوادي الذي خلق جيلاً موسيقياً رائعاً انتشر في العالم.
وأهدى هذه الأمسية إلى أرواح شهداء الحرب الإرهابية على أرض سورية وإلى أرواح الموسيقيين الروس الذين كانوا قادمين إلى سورية. وأوضح بأنها تأتي ضمن مشروع معهد صلحي الوادي بدعم الموسيقيين الشباب الذين انتصروا على الحرب، ونوّه إلى قوة البرنامج الحافل بتنوع مختلف أنماط التأليف الموسيقي من عصور مختلفة من الكلاسيك إلى الرومانس إلى القديم إلى القريب من المودرن، وتابع عن أهمية عزف كل الأنماط الموسيقية المكتوبة للآلة بشكل منفرد للموسيقي.
ومن العازفين جورج الشوا الذي عزف مقطوعة لتشايكوفسكي من قالب الدومكا وتتطلب كما ذكر إحساساً عميقاً كونها تبنى على فكرة، إضافة إلى مقطوعة “إتودي ري ميج” وتتصف بتكنيك جميل، بينما عزفت بشرى قسيس مقطوعة”توكاتا للمؤلف الأرمني خاتشاتوريان وتتميز بلحن حيوي سريع وراقص، ويتسم بتكرار بعض المقاطع الموسيقية التي تختلف بأجزاء بسيطة تضفي جمالية على اللحن، كما عزفت مقطوعة “إتودي ماب ميج” لرخمانينوف وتتسم بنمط موسيقي سريع يعبّر عن القوة والفخامة الموسيقية.
ومن المقطوعات المميزة كانت مقطوعة فالس رقصة الدمى التي عزفتها ريتا جالوك بمهارة أسعدت الحاضرين لجمالية نغماتها وانسيابيتها.
ملده شويكاني