تركيا أردوغان أبعد ما تكون عن الانضمام للاتحاد الأوروبي
لم تمض سوى ساعات قليلة على إعلان فوز أردوغان برئاسة تركيا حتى بدأ النظام التركي بحملة جديدة ضد خصومه، عبر إصدار مذكرات اعتقال بحق 192 شخصاً بذريعة محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا منتصف تموز عام 2016، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات انضمام تركيا إلى صفوفه في حالة “جمود تام”، مشيراً إلى أن أنقرة تبتعد أكثر فأكثر عن التكتل وأن الاحتمالات ضئيلة للغاية بحدوث تغيير في هذا الوضع في المستقبل القريب. وقال وزراء الشؤون الأوروبية في دول الاتحاد الأوروبي في بيان عقب اجتماع لهم في لوكسمبورغ: إنهم يشعرون بالقلق بوجه خاص بشأن التراجع العميق والمستمر في حكم القانون والحقوق الأساسية ومن بينها حرية التعبير.
وأضاف البيان أنه لا يمكن التغاضي عن تدهور استقلالية السلطة القضائية وسير عملها كما لا يمكن التغاضي عن القيود الراهنة وعمليات الاحتجاز والسجن وغيرها من التدابير المستمرة التي تستهدف الصحفيين والأكاديميين وأعضاء الأحزاب السياسية بمن فيهم البرلمانيون والمدافعون عن حقوق الإنسان ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وغيرهم ممن يمارسون حقوقهم وحرياتهم الأساسية. وأشار البيان إلى أن النظام التركي يظل شريكا للاتحاد الأوروبي في ملفات مثل المساعدة في وقف تدفق المهاجرين نحو أوروبا. ويواصل أردوغان ونظامه سياساته القمعية والتعسفية ما استدعى انتقادات من مختلف المنظمات والهيئات الحقوقية وخصوصا بعد أن حول تركيا إلى سجن كبير حيث نفذ حملة اعتقالات في عموم البلاد أودع خلالها عشرات الآلاف من الأتراك في السجون وطرد الكثيرين من وظائفهم في المؤسسات المدنية والعسكرية بذريعة دعم محاولة الانقلاب وذلك استمرارا لإجراءاته الهادفة إلى الهيمنة على جميع المؤسسات في تركيا وإلى تصفية معارضيه كافة.