اجتماع سوتشي المقبل سيعقد بصيغة أستانا لافروف: مكافحة الإرهاب جنوب سورية أولوية
وسط أجواء التشويش التي يحاول الغرب ووسائل الإعلام المشاركة في سفك الدم السوري من خلالها إعاقة عمليات الجيش العربي السوري في الجنوب عبر المتاجرة بمعاناة الأهالي الذين ضاقوا ذرعاً من جرائم التنظيمات التكفيرية، جاءت عمليات الجيش في تلك المنطقة انطلاقاً من مهمته الوطنية في إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من تراب الوطن وتخليص الأهالي من رجس الإرهاب. هذا ما أكد عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، حيث قال: إن مهمة مكافحة الإرهاب جنوب سورية لا تزال في مقدمة الأولويات الأكثر أهمية، مشيراً إلى أن اتفاقية منطقة تخفيف التوتر لا تنص على عدم محاربة الإرهابيين الموجودين فيها، وشدد على وجوب رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، وتأمين عودة المهجّرين السوريين إلى بلدهم.
وفيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن الاجتماع المقبل لصيغة أستانا حول الأزمة في سورية الذي سيعقد في مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الجاري سيحضره ممثلون عن الحكومة السورية و”المعارضة” وسيعقد بالصيغة نفسها كما كان في أستانا، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران وروسيا والنظام التركي يواصلون في سياق عملية أستانا مساعيهم لحل الأزمة، موضحاً أن بلاده ستواصل وقوفها إلى جانب سورية حتى القضاء على الإرهابيين وأن مستقبل سورية يقرره الشعب السوري.
وفي التفاصيل، قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو أمس: إنه تم التأكيد خلال مباحثاتهما على ضرورة الحل السياسي للأزمة في سورية والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وعلى التخلص من تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين جنوب سورية، مشدداً على وجوب رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، وتأمين عودة المهجّرين السوريين إلى بلدهم.
وبيّن لافروف أن التنظيمات الإرهابية شنت هجمات على الجيش السوري وعلى المدنيين الشهر الماضي، ولهذا السبب جاءت عمليات الجيش السوري ضد هذه التنظيمات، مشيراً إلى أن الأمريكيين تعهّدوا بفصل “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين، لكنهم لم ينجحوا في ذلك حتى الآن، فالفصائل التي تعتبرها واشنطن معتدلة تقاتل إلى جانب تنظيم جبهة النصرة الإرهابي جنوب سورية، ودعا إلى توسيع المصالحات التي شملت عدداً كبيراً من القرى والبلدات جنوب سورية، وأصبح الوضع فيها جيداً، وبات بإمكان المهجّرين العودة إلى ديارهم، مؤكداً أنه سيتم الاستمرار بمحاربة الإرهاب لخلق الظروف الأكثر ملاءمة لأولئك الذين غادروا منازلهم للعودة في أقرب وقت ممكن.
من جهة ثانية كشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في تصريح للصحفيين في موسكو إلى أن الاجتماع القادم في سوتشي يجب أن يكون بمشاركة وفد سورية ووفد “المعارضة” والدول الثلاث الضامنة روسيا وإيران والنظام التركي ومراقبين، قائلاً: نجري الآن اتصالات بشأن عقد اجتماع سوتشي، ونحن مع إجراء هذا الاجتماع حصراً بالشكل الذي كان عليه والذي نعتبره مهماً جداً.
وكانت الدول الثلاث الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية روسيا وإيران وتركيا اتفقت في ختام اجتماع أستانا 9 حول سورية الذي عقد منتصف أيار الماضي على عقد الاجتماع القادم حول سورية في مدينة سوتشي الروسية في تموز بينما أعلن فيرشينين الأسبوع الماضي أن الاجتماع المقبل لصيغة أستانا حول الأزمة في سورية سيعقد في مدينة سوتشي يومي الـ30 والـ 31 من الشهر الجاري.
ولفت فيرشينين إلى أنه يجري التحضير لاجتماع ممثلي روسيا وإيران والنظام التركي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في جنيف لبحث الأزمة في سورية، مشيراً إلى أنه لم يحدد موعد اللقاء بعد.
من جانبه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز في فيينا أمس إلى أن هدف إيران الرئيسي من التواجد في سورية كان المساعدة في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وباقي المجموعات الإرهابية، وقد تم دحر الإرهاب بالرغم من دعم أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي له، موضحاً أن بلاده ستواصل وقوفها إلى جانب سورية حتى القضاء على الإرهابيين وأن مستقبل سورية يقرره الشعب السوري.
وبيّن روحاني الإجراءات التي اتخذتها بلاده لمكافحة الإرهاب ومساندة الشعبين السوري والعراقي وإغاثة الشعب اليمني والدور المخرب لبعض الدول ومنها أمريكا والكيان الصهيوني.
وفي بيروت أكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان ضرورة وحتمية عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى وضعها الطبيعي، وطالبت القيادة في بيان لها أمس الدولة اللبنانية بالعمل بجدية على معالجة مسألة المهجّرين السوريين في لبنان بعيداً عن الاستثمار السياسي والارتهان للسياسات الخارجية، ونوهت بالإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب والدول الداعمة له.