الصفحة الاولىصحيفة البعث

روحاني: لن نسمح لواشنطن بالتأثير على علاقاتنا مع العالم

 

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز في فيينا أمس، أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران لا يخدم مصلحة أي طرف، مشيراً إلى تطابق وجهات النظر مع الجانب النمساوي بشأن السعي للابقاء على الاتفاق النووي، وأن الإجراء الأمريكي يتنافى مع القوانين والتعهدات الدولية ويعود بالضرر على الولايات المتحدة نفسها وجميع الدول.
وقال روحاني: “لقد أبلغنا الجانب النمساوي بشكل واضح أن إيران باقية في الاتفاق النووي مادامت تشعر أنه يمكن الاستفادة من مزايا هذا الاتفاق بشكل كامل ونحن ندرك النتائج الإيجابية لهذا الاتفاق والتداعيات السلبية لعدم وجوده ونحن باعتبارنا حكومة تمثل الشعب سنعمل بما يقرره الشعب الإيراني”.
وكان روحاني أكد الاثنين خلال الملتقى التجاري الإيراني السويسري المشترك المنعقد في مدينة برن التزام بلاده بالقواعد الدولية، ومنها التعهدات المهمة المتعلقة بعدم الانتشار النووي والاستمرار بالتعاون مع المنظمات الدولية، ومن ضمنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد روحاني أن الشعب الإيراني سيقاوم الإجراءات الأمريكية الأحادية ولن يسمح لسياسات هذا البلد أن تؤثّر علي علاقات طهران مع العالم، وأشار إلى المساحات المشتركة العريقة بين الشعبين الإيراني والنمساوي وعلاقاتهما التاريخية الايجابية، معرباً عن ترحيبه بتعزيز العلاقات بين طهران وفيينا، خاصة أن البلدين يتمتعان بمكانة جيدة في منطقة غرب آسيا والاتحاد الأوروبي، بما يستدعي اغتنام هذه الفرصة في سياق تنمية العلاقات والتعاون الإقليمي والدولي خدمة لمصالح الشعبين.
ونوّه روحاني بتنامي أواصر التعاون خلال السنوات الأخيرة في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين إيران والنمسا، داعياً إلى بذل الجهود المشتركة للنهوض بمستوى العلاقات الثنائية، كما أشار إلى توفر الفرص الاستثمارية المواتية في إيران، بما يشمل مجالات الصناعة والطاقة والتجارة والسلامة والبيئة والطريق السككي والنقل، داعياً الشركات النمساوية والمستثمرين في هذا البلد إلى المساهمة في تنفيذ المشاريع داخل البلاد.
وتوقّع روحاني من الاتحاد الأوروبي اتخاذ مواقف أكثر صراحة في إدانة الإجراءات الأمريكية الأحادية، وأردف: لا يمكن الموافقة على النزعة التوسعية لدى رئيس دولة ما، وعليه ينبغي لكافة الدول أن تبادر في سياق استقلالها إلى الصمود بوجه هكذا إجراءات من جانب الولايات المتحدة.
من جانبه وصف رئيس جمهورية النمسا العلاقات الثنائية بين طهران وفيينا بالايجابية، مؤكداً توفّر طاقات وإمكانيات واسعة في مجال تنمية التعاون الثنائي وبما يستدعي الاستفادة المثلى من هذه الفرص، وأشار إلى خارطة الطريق التي وضعها البلدان خلال العام 2015 ورغبة الشركات النمساوية ورجال الأعمال في هذا البلد للمشاركة الاستثمارية في المشاريع الإيرانية، وأضاف: إن النمسا مصممة على توطيد علاقاتها وتعاونها مع إيران في كافة الظروف، والحظر الأمريكي الجديد والعابر للحدود يتعارض والقوانين الدولية ويشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، وعليه فإن الشركات النمساوية لن توافق عليه.